تعرض الشباب المحتج المطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح في اليمن لاعتداءات مختلفة طيلة الأيام القليلة الماضية على أيدي مجاميع مسلحة يقودها ما بات يعرفون ب"البلطجية"، وكان آخر هذه الاعتداءات ما تعرض لها المحتجون في مدينة إب يوم الأحد، حيث سقط أكثر من 50 جريحاً برصاص بلطجية الحزب الحاكم. ويقود مجاميع البلطجية مسؤولين أمنيين وقيادات في الحزب الحاكم ومحافظين وآخرين مقربين من نظام الرئيس صالح وحكمه العائلي. وفي هذا الصدد، أعلن شباب الثورة في اليمن قائمة سوداء أولية تضم عدة أسماء لأبرز المسؤولين عن أعمال القتل والقمع والبلطجة والتحريض ضد المسيرات والاعتصامات والمظاهرات السلمية منذ اندلاع ثورة الشباب في البلاد. وتضم هذه القائمة التي توعد الشباب المحتج بملاحقتهم 13 شخصياً، وهي حسبما جاء في بيان صادر عن شباب الثورة كالتالي: قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح، ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ومدير أمن محافظة عدن عبدالله قيران، ورئيس الحرس الخاص طارق محمد عبدالله صالح، ووزير الإعلام حسن اللوزي، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبدالله صالح. وإضافة إلى ذلك، أوردت القائمة عدة أسماء أخرى وصفتهم ب"القادة الميدانيين للبلطجية" وهم: محافظ تعز حمود خالد الصوفي، رئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ فاخر معياد، الأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، عبدالغني جميل، محافظ صنعاء نعمان دويد، مسؤول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا، وياسر الحرازي. وقال بيان شباب الثورة إن هذه القائمة ستظل مفتوحة لتطال كل من يقف وراء أعمال القتل والقمع والبلطجة بحق المسيرات والاعتصامات والتظاهرات السلمية في كافة محافظات اليمن. وتعد قضية إقالة أقارب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح -الممسكين بمفاصل هامة في البلاد- واحدة من خمس نقاط تضمنتها "خريطة طريق"، طرحها تحالف لأحزاب المعارضة في اليمن لوقف الاحتجاجات الشعبية. وتقول المعارضة إن الرئيس صالح -الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما- بات يمسك بأهم خيوط ومفاصل الجمهورية وقطاعاتها الاقتصادية والعسكرية، وذلك من خلال مقربيه من عائلته وأصهاره. وإضافة إلى تعيين الأقارب أو الأصهار في المراكز القيادية والهامة تأخذ أحزاب المعارضة اليمنية على الرئيس صالح تعيين أشخاص من أبناء المنطقة التي ينحدر منها -منطقة سنحان- في قيادة المعسكرات والمناصب الإدارية. وحسبما يفيد موقع الجزيرة نت الذي نشر يوم الأحد تقريراً حول أقارب الرئيس صالح في السلطة، يقول إن صالح منذ توليه الحكم في 17 يوليو/تموز 1978 أسند أهم المناصب في قيادة القوات المسلحة والأمن إلى إخوانه وأبناء عشيرته من سنحان وأقصى منافسيهم، ولم يقرب إليه منهم إلا من ضمن ولاءهم الشديد. فقد تولى أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس قيادة الحرس الجمهوري المؤلف من نحو 30 ألف رجل إضافة إلى فرق القوات الخاصة, التي تسيطر على جميع مداخل العاصمة صنعاء. أما علي محسن صالح الأحمر، فأسندت له قيادة الفرقة الأولى المدرعة المكونة من عدة ألوية جيدة التسليح، والتي تسيطر على المحور الغربي، وهي الفرقة التي تولت خوض الحروب مع الحوثيين وتردد أن الرئيس كان يتعمد استنزاف قوتها في هذه الحروب للحد من طموحات علي محسن بالسلطة. كما يشرف يحيى محمد عبد الله صالح ابن أخي الرئيس على قيادة وحدات الأمن المركزي التي تسيطر على كل المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء, فيما تولى محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس قيادة القوات الجوية. وإضافة إلى هذه القيادات العائلية في المراكز الحساسة تأتي القيادات الدنيا نفوذا التي تقترب أو تبتعد مواقعها من العاصمة صنعاء حسب درجة قربها من المركب العسكري والأمني القبلي. وقد نشرت حركة 3 فبراير/شباط الشبابية التي تقود الاحتجاجات في اليمن -إلى جانب أحزاب المعارضة- قائمة بأسماء أكثر من 30 مسؤولا من أقارب وأصهار الرئيس اليمني وطالبت بإقالتهم. وتضمنت هذه القائمة أسماء قائد الحرس الخاص طارق محمد عبد الله صالح ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبد الله صالح ورئيس مجلس إدارة شركة التبغ والكبريت الوطنية توفيق صالح عبد الله صالح، وجميعهم أبناء أخ للرئيس. كما تضمنت القائمة عددا من الأصهار على غرار عمر الأرحبي شقيق صهر الرئيس وهو مدير شركة النفط اليمنية، وعبد الكريم إسماعيل الأرحبي عم صهر الرئيس وهو نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط ومدير الصندوق الاجتماعي للتنمية. وامتدت سلطات الأصهار كذلك لتشمل خالد الأرحبي صهر الرئيس وهو مدير القصور الرئاسية، وعبد الوهاب عبد الله الحجري شقيق زوجة الرئيس الثانية الذي يتولى منصب سفير اليمن لدى الولاياتالمتحدة، وعلي أحمد دويد صهر الرئيس الذي يشغل موقع مصلحة شؤون القبائل، وأحمد عبد الله الحجري محافظ إب.