بث التلفزيون الليبي صوراً للقاء ظهر فيه رجل الأعمال المثير للجدل شاهر عبدالحق مع العقيد معمر القذافي في أول لقاء لمبعوث عربي إلى الزعيم المحاصر الذي يواجه ثورة شعبية عارمة في بلده، وسط مقاطعة المجتمع الدولي والدول العربية. وقال التلفزيون الليبي إنه (شاهر عبدالحق) مبعوث شخصي من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، والمبعوث الرئاسي سلم القذافي رسالة من الرئيس صالح "وذلك في إطار التنسيق والتشاور بينهما".
ويعد هذا أول مبعوث عربي رسمي يصل ليبيا منذ بداية الثورة ضد حكم العقيد القذافي التي بدأت في فبراير الماضي. ولم تنشر وسائل الإعلام الرسمية اليمنية هذا الخبر.
ويعيد هذا الخبر إلى الأذهان العلاقة الخاصة بين الرئيس صالح وشاهر عبدالحق الذي يوصف ب"الصديق المقرب من الرئيس". ونشرت صحيفة نرويجية عبر موقعها على شبكة الانترنت مقطع فيديو نادر لحفل تخرج نجل شاهر عبدالحق من المدرسة الأمريكية في القاهرة. ويظهر الفيديو في جزء منه الرئيس صالح وآخرين، وإلى جانبه شاهر عبدالحق، والأخير نادر الظهور في وسائل الإعلام. وخلال المقطع يبدو شاهر عبدالحق مبتسماً وهو يحاول ممازحة صالح، لكن صالح بدا كما لو أنه تجاهله، وتحرك إلى الأمام. وتردد اسم شاهر عبدالحق قبل سنوات في فضيحة فساد ببرنامج "النفط مقابل الغذاء" الذي كانت تنفذه الأممالمتحدة في العراق قبل احتلاله من قبل القوات الأمريكية والبريطانية، كما يتهم نجله "فاروق" بقتل طالبة نرويجية.
وكان الرئيس صالح قد أجرى أواخر فبراير الماضي اتصالاً هاتفياً مع القذافي، أكد خلاله عن وقوفه إلى جانبه وما أسماه ب"أمن واستقرار ليبيا". وقال صالح خلال الاتصال إن "المنطقة تشهد حمى الفوضى وأعمال العنف والتي تستهدف زعزعة أمن واستقرار دولها ولا تخدم سوى أعداء الأمة". ويثير إرسال صالح مبعوث إلى القذافي في ظل المجازر التي يرتكبها الأخير ضد شعبه، وتزامناً مع الاحتجاجات الواسعة التي تطالب بتنحي صالح عن الحكم، يثير علامات استفهام كثيرة، خصوصاً وأن الثورة الشعبية الليبية تحظى بتأييد ودعم واسعين من كل زعماء العالم تقريباً.
ويوم الجمعة أيضاً، وافق قادة الاتحاد الاوروبي على بحث كافة الخيارات لمحاولة إجبار الزعيم الليبي معمر القذافي على التنحي عن منصبه لكنهم لم يصلوا إلى درجة تأييد توجيه ضربات جوية أو فرض منطقة حظر جوي أو أية وسائل أخرى مدعومة عسكريا. كما أعلن قادة الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون المجتمعون في بروكسل تأييدهم للإدارة المعارضة في بنغازي باعتمادهم المجلس الوطني الانتقالي "محاورا سياسيا...معول عليه بقدر يكفي للعمل معه". وطالب بيان القذافي بالتنحي على الفور وقال قادة الاتحاد الأوروبي إن مباحثات تجري مع حركة المعارضة المسلحة.
وكان مجلس الأمن الدولي في قد أصدر في جلسة خاصة عقدها في مقر الأممالمتحدة بنيويورك قرارا بفرض عقوبات على معمر القذافي منها منعه من السفر هو وأسرته وعشرة من اقرب مساعديه، وتجميد أرصدته مع خمسة من أفراد أسرته. كما وافق المجلس، في قرار حصل على موافقة اجماعية من الدول الأعضاء بالمجلس، وعددها 15 منها الدول دائمة العضوية، إحالة ليبيا إلى محكمة العدل الدولية للتحقيق فيما قيل عن وقوع جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى حظر استيراد السلاح.