وجه القاضي الفدرالي الأمريكي/ غلاديس كيسلير، وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الإثنين الماضي، بإطلاق سراح أحد المحتجزين اليمنيين في جوانتناموا. وقال خبر نشر اليوم الأربعاء، على بعض المواقع الإلكترونية الأمريكية - أحدها موقع (The Miami Herald) - أن القاضي الفدرالي المكلف، طلب من وزارة الدفاع الأمريكية، إطلاق سراح المحتجز اليمني محمد العداهي (47 سنة) – وهو أب لطفلين، ويعاني من مرض في القلب - وذلك لعدم كفاية الأدلة التي قدمتها وزارة الدفاع ضده. وكان العداهي أعترف على شريط فيديو أثناء التحقيق معه في معتقل جوانتناموا، في يونيو، أنه التقى زعيم تنظيم القاعدة/ أسامة بن لادن، إثناء أحد الإجتماعات في الصيف الذي سبق هجوم 11 سبتمبر 2001، لكنه نفى أن يكون قد شارك أو تورط في أية أعمال جهادية معه. وكانت القوات الباكستانية أعتقلت العداهي أثناء الهجوم الذي شنته القوات الأمريكية مع قوات التحالف الدولي ضد طالبان عقب هجمات سبتمبر 2001، وسلمته - ضمن الكثير ممن أعتقلتهم في الحرب - إلى القوات الأمريكية. حيث شكت وزارة الدفاع الأمريكية أن يكون الرجل ضمن حراس أسامة بن لادن. وهو ما نفاه منذ إعتقاله قبل سبع سنوات ونصف. وطبقاً لأحدى الجلسات السرية التي عقدت معه في المحكمة الفدرالية في واشنطن، أكد العداهي بالقول: " أنا لم أحارب التحالف الأمريكي، ولم أتعامل مع طالبان أو القاعدة.. أنا لم أرتكب أية جريمة أبداً". حسب ما أوضح الموقع الذي أورد الخبر. وتضمن قرار القاضي الأمريكي، بإطلاق سراح "العداهي"، توجيهاً صريحاً للإدارة الأمريكية، والكونجرس الأمريكي ب"ضرورة إتخاذ كافة الخطوات الدبلوماسية، المناسبة" لإطلاق سراحه "حالاً". ومع ذلك، قد لا يكون "العداهي" قادراً على مغادرة معتقله سريعاً. إذ لم يتضح ذلك بعد، حيث يقول محاموه أنه يعاني من ضغط دم عالي، وأنه ما زال يتلقى العلاج من قبل الأطباء في معتقل جوانتناموا. ويؤكد الخبر – نسبة لمحامية الدفاع كريستسن ويلهيلم – أن الجلسات أستمرت لمدة ثلاثة أيام، بينما لم يقدم فيها محاموا وزارة العدل الأمريكية، أي شهود، غير أنهم عرضوا على قاضي المعتقل، اشرطة الفيديو التي تتضمن بعض جلسات التحقيقات في المعتقل، والتي يظهر فيها حراس السجن وهم ممسكون بالمعتقل اليمني، ويكرهونه من زنزانته. وقالت المحامية: حتى المعلومات التي جمعت ضد العداهي من زملائه في المعتقل – الذين يفترض أنهم ورطوه معهم – لم تدعم الإدعاءات التي تقدمت بها الإدارة الأمريكية ضد موكلها. وكانت القوات الباكستانية أعتقلت "العداهي" حينما رأته يفر أثناء الهجوم الأمريكي على إفغانستان، بعد 11/9 مباشرة. وتعتقد وزارة الدفاع أن "العداهي" ينتمي لحركة طالبان، مستندة في ذلك، أنه حينها كان على متن حافلة تقل مقاتلين مجروحين من طالبان. ولفترة وجيزة، شكت الولاياتالمتحدة، أن "العداهي" عمل كحارس لأبن لادن، كون "نسيبه" ربما عمل لدى زعيم تنظيم القاعدة. غير أن "العداهي" ظل ولمدة طويلة يؤكد أنه أسر أثناء تواجده في أفغانستان، حيث كان هناك بعد أن حصل على عطلة - لمدة شهرين - من عمله في أحدى المؤسسات الحكومية النفطية اليمنية. أما سبب تواجده هناك، فيؤكد أنه كان برفقة أخته التي أحضرها للزواج من أحد زملائه في قندهار – أفغانستان. وبينما كان هناك – في الصيف، قبل هجمات 11/9 – يشارك في حفل زفاف أخته، قدم إلى بن لادن من بين الضيوف، مؤكداً أنه تحدث معه حديثاً صغيراً حول اليمن، ثم بعد أيام قليلة أستدعي مرة أخرى لمقابلة بن لادن.