وافقت إدارة الرئيس باراك اوباما على أطلاق سراح معتقل آخر من غوانتنامو، لكن المسئولون لم يكشفوا حتى الآن عن الجهة التي سيُرسل إليها. ووفقا لوثائق المحكمة الفدرالية في واشنطن فإنوزارة العدل الأمريكية ومحامو اليمني أيمن سعيد باطرفي، 38 عاما، قد وافقوا على وقف محاكمته حتى تجد الحكومة الأمريكية البلد الذي سيُرسل إليه. ووفقا لمسئولين أمريكيين، فإن الطبيب اليمني باطرفي قد تحدث إلى أسامة بن لادن خلال القتال في تورا بورا عام 2001. وكجزء من الاتفاق مع محاميي الحكومة، فيمكن لباطرفي أن يستأنف دعواه إذا لم يتم تسليمه إلى بلد يقبل به في غضون 30 يوما. ولا يزال يتعين على أحد القضاة مراجعة بنود هذا الاتفاق. وقال المتحدث باسم وزارة العدل دين بويد: "تعمل الولاياتالمتحدة الآن على نقل باطرفي إلى بلد مناسب يتفق مع الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومصالح العدالة". يقول محامي باطرفي وليام مورفي إنه مسرور للغاية بهذا القرار، مضيفا: "لقد كان موقفنا واضحا بأن لا ينبغي احتجاز الأطباء مع المقاتلين". وقد رفض مورفي الكشف عن البلدان التي يحب باطرفي الانتقال إليها. وكان باطرفي قد احتجز لأول مرة من قبل القوات الأمريكية في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان في أواخر عام 2001 ونُقل إلى القاعدة البحرية الأمريكية في خليج غوانتنامو بكوبا في أبريل 2002. وقد عبر المسئولون الأمريكيون عن قلقهم من إرسال المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم بسبب عدم الاستقرار هناك. يقول محامو باطرفي إن القوات الأمريكية اعتقلت موكلهم وهو في مهمة إنسانية ولم يساعد القاعدة. لكن السلطات الأمريكية تقول إنه ساعد في علاج مقاتلي القاعدة. ولا يزال حوالي 240 معتقلا محتجزين في غوانتنامو. وقد أمر الرئيس اوباما بإخلاء معتقل غوانتنامو في غضون عام، مفككا أحد الأركان الأساسية لجهود إدارة بوش في مكافحة الإرهاب. وقد قادت قضية باطرفي قاض فدرالي في وقت سابق من هذا العام إلى اتهام إدارة بوش بإخفاء أدلة في القضية. وقال القاضي الأمريكي ايميت سوليفان في يناير انه اضطر إلى تأجيل الحكم بالإفراج عن باطرفي بسبب إخفاء ما يزيد عن 10 وثائق تحتوي معلومات سرية عن المحكمة. وقد وصف تعامل الحكومة الأمريكية بالغير العادل والمخادع. وقال باطرفي إنه لم ير بن لادن غير مرة واحدة في إحدى المقابلات بتورا بورا عندما كان يدفن قتلى الهجمات الجوية الأمريكية على أفغانستان، مضيفا: "بن لادن كان هناك وكان يدعو للضحايا الذين كنا ندفنهم". ووفقا لملفات البنتاغون فإن باطرفي قال في جلسة استماع في عام 2005 إنه لم يحترم بن لادن ووصفه بالجبان "لأنه ترك الناس وراءه وفر إلى الجبال". منظمة العفو الدولية وصفت باطرفي بالعامل الإنساني، وهو جراح عظام تم القبض عليه عندما كان يحاول الفرار من الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وباطرفي هو المعتقل رقم 627. وتشير سجلات وزارة الدفاع الأمريكية إلى انه ولد في العاصمة المصرية القاهرة لأب يمني. وهو ثاني معتقل يتم الأمر بالإفراج عنه من غوانتنامو خلال إدارة اوباما. وهناك ما يقرب من 100 يمني من بين 240 معتقلا ما زالوا قيد الاعتقال في خليج غوانتنامو، ويرجع ذلك إلى أن مسئولي إدارة بوش لم ينجحوا في مفاوضاتهم مع اليمن في الوصول إلى اتفاق يفضي إلى عودة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم. ورغم رفض المحامي الكشف عن الجهة التي سيُرسل إليها باطرفي، فإن باطرفي قد قال في جلسة الاستماع إنه لا توجد لديه عائلة في اليمن لكن لديه أقرباء مقيمين في السعودية. وقال المحامي مورفي: "نأمل في مساعدة وزارة الخارجية على تسهيل نقله فورا إلى أي بلد آخر. ونأمل أيضا أن يلتم شمل الطبيب باطرفي مع عائلته قريبا بعد أن ظل في السجن العسكري الأمريكي لأكثر من سبع سنوات".