أكد مصدر يمني مطلع ل"المصدر أونلاين" وصول 6 من المعتقلين اليمنيين في جوانتنامو إلى صنعاء في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، بعدما أفرجت عنهم السلطات الأمريكية الجمعة الماضية. وقال المصدر أنه تم نقلهم على الفور إلى السجن، ومن المتوقع أن يتم الترتيب للإفراج عنهم من قبل السلطات اليمنية في وقت لاحق. بينما لم تعلن السلطات الرسمية – حتى كتابة هذا- أي تفاصيل عن طبيعة الإفراج عن العائدين من جوانتنامو. وكانت وزارة العدل الأمريكية، قالت الأحد إن 12 معتقلا في معسكر خليج جوانتنامو بكوبا نقلوا إلى أفغانستان واليمن وإقليم أرض الصومال المنفصل عن الصومال. وأضافت الوزارة أن قائمة المعتقلين المرحلين شملت ستة يمنيين وأربعة أفغان أرسلوا إلى بلديهما خلال عطلة نهاية الأسبوع في حين سلم صوماليان إلى سلطات أرض الصومال. وجاء في بيان صادر عن وزارة العدل أن "تسليم المعتقلين تم بناء على ترتيبات بين الإدارة الأمريكية والدول المعنية لضمان أن تكون عمليات التسليم خاضعة لإجراءات أمنية ملائمة". من جهته، خص مصدر في منظمة "هود" المعنية بالدفاع عن اليمنيين في معتقل جوانتنامو موقع "المصدر أونلاين" بأسماء المفرج عنهم التي ننفرد بنشرها كالتالي: 1- أيمن سعيد باطرفي حضرموت 2- رياض عاتق علي عبده الحاج ذمار 3- فياض يحيى أحمد الريمي صنعاء 4- محمد احمد طاهر تعز 5- فاروق علي أحمد الكوري تعز 6- جمال محمد علوي مرعي ذمار وباستثناء الطبيب الجراح أيمن سعيد باطرفي، وفاروق الكوري، لا توجد تقريباً أي تفاصيل أخرى حول المفرج عنهم وطبيعة اعتقالهم. وكانت الحكومة الأمريكية قد قررت مطلع أبريل الماضي الإفراج عن الطبيب الجراح اليمني أيمن باطرفي الذي قالت أنه كان يعالج جرحى مقاتلي القاعدة في جبال تورا بورا بأفغانستان. غير أنها لم تحدد آنذاك البلد الذي يمكنها ترحيله إليها. وقال حينها متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية إنه سيتم ترحيله "إلى بلد مناسب يتم تحديده وفقاً لما يتلاءم مع الأمن القومي ومصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة". وأفاد محامي باطرفي بأنه تطوع للعمل في عيادة في جلال أباد- شرق أفغانستان في أواخر 2001م عندما اجتاحت قوات التحالف الشمالية المدينة، وبذلك يعد من أقدم المعتقلين الذين تحتجزهم السلطات الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وباطرفي البالغ من العمر 38 عاماً، مولود من أم مصرية، وأب يمني وتعيش أسرته حالياً في المملكة العربية السعودية. واحتجز في غوانتانامو منذ نقله من قاعدة "باغرام" الأمريكيةبأفغانستان، في مطلع عام 2002، في ظروف قاسية عاني فيها لسنوات من الحجز الانفرادي، وأجبر قسراً على تقديم إفادات تزعم تورطه في أنشطة إرهابية، وفق طاقم دفاعه.
ورغم إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، لباطرفي كعدو مقاتل بمزاعم ارتباطه بتنظيم القاعدة، إلا أن الجيش الأمريكي لم يوجه إليه الاتهام رسمياً. ونفى المعتقل اليمني تورطه مع تنظيم القاعدة مبرراً تواجده في المناطق الحدودية بين باكستانوأفغانستان، باضطراره لتقديم العلاج لمقاتلي التنظيم. ونظراً لأنه كان مضطراً للنجاة بنفسه، فقد طلب مقابلة زعيم التنظيم في تورا بورا، لمعرفة كيفية الفرار من المنطقة، وبعد نحو أسبوعين، وجد نفسه وجهاً لوجه مع أسامة بن لادن، الذي كان قد التقاه في وقت سابق في العاصمة الأفغانية كابول. وأشار باطرفي في تحقيقات أجرتها معه لجنة عسكرية في جوانتنامو عام 2007، إلى أن بن لادن كان في أحد كهوف تورا بورا لمدة يومين عندما شنت القوات الأمريكية الأفغانية هجومها على التنظيم، وأنه شعر بأنه لا توجد أي طريقة للفرار من تلك القوات التي كانت تحكم قبضتها على المنطقة. وأكد باطرفي للجنة العسكرية أنه التقى بن لادن لمدة 10 دقائق. ومن ضمن المفرج عنهم الذين وصلوا اليمن، فاروق الكوري والذي سافر إلى باكستان بعد إنهائه الثانوية العامة لإكمال دراسة علوم القرآن عام 2001، وكان عمره وقتها 19 عاماً. وطبقاً حديث والديه إلى صحيفة النداء عام 2007، فقد أختفت الأنباء عن ابنهم عقب سفره مباشرة، ولم يصلهم نبأ اعتقاله إلا في 28 فبراير 2002 عن طرق "فاروق" نفسه برسالة بعثها، ويعتقد والده أنه كان قد اعتقل قبل ذلك بثلاثة أشهر.