سقط ثلاثة قتلى على الأقل وأصيب آخرون في اشتباكات وقعت اليوم بالقرب من بوابة مركز قيادة الفرقة الأولى مدرع في جولة مذبح بالعاصمة صنعاء. وقال شهود عيان ل"المصدر أونلاين" إن مسلحين يستقلون سيارات حديثة الصنع أطلقوا النار على مسيرة حاشدة للآلاف كانت تمر في شارع الستين بمحاذاة سور مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي أعلن في وقت سابق انضمامه للثورة السلمية.
وقالت مصادر أن متظاهراً وجنديين من الفرقة الأولى قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين الذين لاذوا بالفرار بينما تمكن المتظاهرون من الاستيلاء على سيارة من نوع لاند كروزر.
لكن وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" نقلت عن مصدر أمني مسئول قوله ب"أن ثلاثة شهداء سقطوا ظهر اليوم وجرح 56 شخص آخرين من أبناء قبائل مديريات سنحان وبلاد الروس وبني بهلول".
وحسب الوكالة فقد كان هؤلاء يشاركون في مسيرة سلمية مؤيدة للشرعية الدستورية, ثم توجهوا بعد ذلك الى مقر الفرقة الأولى مدرع لمراجعة اللواء علي محسن صالح بالعدول عن قراره في مساندة أحزاب اللقاء المشترك والعودة الى الشرعية الدستورية.
وفي المقابل قال مصدر قريب من جنود الفرقة الأولى مدرع ان مجاميع من عدة آلاف جاؤوا إلى بوابة الفرقة الأولى مدرع، مطالبين بخروج قائد الفرقة اللواء علي محسن صالح لمقابلتهم لكن الحراس اعتذروا عن ذلك.
وأضاف المصدر ان مجموعة من هؤلاء المسلحين حاولوا دخول ساحة التغيير من جهة مذبح وأن اشتباكات حدثت بين المسلحين وجنود من الفرقة.
وأشارت إلى ان سيارتين كانتا فوق الجسر الواقع في جولة مذبح كانت تقوم بإطلاق الرصاص.
وقالت مصادر قبلية ان اجتماعاً عقد أمس الاثنين بين الرئيس علي عبدالله صالح وشيخين من سنحان كانوا مع المسلحين الذين حضروا اليوم الى بوابة الفرقة الاولى مدرع.
وأشار المصدر المقرب من جنود الفرقة إلى وجود خطة لإحداث فتنة لكنها فشلت حسب قوله.
وسخر المصدر مما وصفها بادعاءات المصدر الرسمي الذي قال ان هؤلاء جاؤوا لمراجعة اللواء علي محسن. وقال: هل يمكن ان يأتي ما يقرب من ثلاثة آلاف مسلح للوساطة، مشيراً إلى تناقض الرواية الرسمية التي تقول من جانب انهم شاركوا في مسيرة سلمية مؤيدة للشرعية ومن جانب آخر تقول انهم جاؤوا للوساطة.
وكان مندوب المصدر أونلاين في المستشفى الميداني في ساحة التغيير قال إنه شاهد أحد الجرحى الذين تم إسعافهم ووجهه مضرج بالدماء، بعدما أصيب بطلق ناري في الرأس، ويعتقد أنه قد توفي.
وقال شاهد عيان ل"المصدر أونلاين" إن عدداً من الجرحى الذين أصيبوا بطلقات نار أسعفوا إلى مستشفى الأمانة الخاص القريب من منطقة الاشتباكات.
وأضاف أنه شاهد مسلحين على متن سيارات حديثة الصنع يطلقون النار، وعربات أخرى تابعة للجيش تطاردهم.
وحلقت طائرة حربية منذ الصباح في سماء العاصمة صنعاء بعلو منخفض وفتحت حاجز الصوت.