الطفل اليمني الذي عمره 6 سنوات يساوي طفلاً في مصر عمره سنتان فقط اللحم الغنمي يؤدي للكوليسترول والذبحات الصدرية والقلبية والجلطات في اليمن فقط أرى -لأول مرة في حياتي- شابة في سن 18 سنة أو 20 وزنها 30 كيلو جرام العيشة في اليمن عبارة عن حلبة ورز وسلتة، فأين بقية الأكل الذي خلقه ربنا؟ أكل اليمنيين يسبب «كوارث».. عبارة قالتها خبيرة التغذية في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا د. إيمان صلاح الدين التي حاورتها "المصدر" في وقت سابق حول «التغذية» عند اليمنيين، والوجبات اليمنية، والأكل المفترض تناوله في شهر رمضان وغيره.
قلت ذات مرة إن الأكل اليمني يسبب كوارث.. كيف ذلك؟ التغذية في اليمن صعبة جدا، لأن الشعب اليمني يحب الوجبات ذات الحروقة العالية (بسباس وفلافل وبهارات، والسلتة وغيرها) مما يسبب لهم التهابات المعدة والقولون، وارتجاع المريء والحموضة المستمرة، وهذه مشكلة كبيرة، مع كل ذلك نقص في الكانزين بسبب تعاطي القات ويسبب لهم فقدان الشهية، تكون النتيجة أنهم يحصلون على وجبة واحدة طول النهار، ويسبب لهم أنيميا وفقر دم ويحصل نقص كثير في التغذية. الشعب اليمني بمختلف شرائحه من شيوخ وشباب ونساء تنظر لبشرتهم شاحبة ولونها غير طبيعية وبقع مختلفة على البشرة، الكل معتمد على الكربوهيدرات: والناس هنا معتمدون على نوعين من الكربوهيدرات الرز والمكرونة أو العيش (الخبز)، لكن تأكل رز وعيش معاً هذا غير صحيح، فمهما كان وزنك لا تحتاج إلى كمية الرز أو العيش التي تتناولها. الأساس في الأكل غير موجود ربما لارتفاع الأسعار، لكن الخضار غير موجودة على المائدة اليمنية، الفاكهة ليست مهمة في المائدة اليمنية لماذا؟ لست أدري! الأب ليس في رأسه الفاكهة والخضروات، إذاً كيف ستطلع بنية الطفل قوية؟ وكيف يطلع عنده نمو صحي سليم؟ الحليب أيضا غير موجود في المائدة اليمنية ولا الأجبان، إذا كيف ستوجد عند الطفل أو غيره بنية صحية سليمة؟ وكيف يكون عظمه صحيحا وسليما؟ الحليب هو الذي يعطي كالسيوم لتقوية العظام والأسنان، ويكون الشاب صاحب طول وعرض ومظهر، فهل ترى أن الشباب والناس هنا في اليمن أخذوا حجمهم الطبيعي مثل بقية الأمم؟ الفواكه ومنها البرتقال تساعد الناس على حمل الكالسيوم، ويعطي فيتامين سي الذي يساعد الإنسان على النمو، ويساعد على جعل البروتين يدخل في الدم وتتكون عنه نسبة دم ممتازة. العيشة في اليمن كلها عبارة عن حلبة ورز وسلتة، فأين بقية الأكل الذي ربنا خلقه؟! اليهود ملوا الأكل الذي أنزله لهم ربنا من السماء الذي هو المن والسلوى، وقالوا نريد من الخضروات "أخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها"، وطلبوا أن يهبطوا مصر لطلبهم هذا "قال اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم"، هنا في اليمن لم نلق من ينوع في الأكل، الموجود إما اللحمة أو العصيدة أو الرز والسلتة، فأين أهمية الخضر؟. الرجال في اليمن تقعد كثيراً مع القات مما لا يجعل وزنهم يزيد بعكس النساء هنا عندهن زيادة وزن، فكمية السكر عند اليمنيين مرتفعة بشكل لا يمكن تخيلها وهذا ناتج عن سوء التغذية، ضف على ذلك الضغط العصبي والأكل الخطأ والحياة الصعبة (تفكير وجلوس سبع ساعات أو ثمن ساعات، فكيف بعد ذلك لا يأتي السكر؟)، الضغط العالي عندكم كثير، البنات الشابات اللاتي في مرحلة الزواج وزنهن قليل جدا، لأول مرة أرى في حياتي شابة في سن 18 سنة أو 20 وزنها 30 كيلوجرام. الشباب لم يأخذ وضعه الطبيعي من ناحية البنية الجسمية، وحجم البنات الشابات غير سليم، وكذلك حجم السيدات بعد الزواج غير مضبوط، شيء غريب النساء عندكم بعد الزواج زيادة وزن غريبة والبنات قبل الزواج حجمهن غير طبيعي وهي معادلة صعبة.
هذا كله مرتبط بالتغذية؟ طبعا، ناتج عن الخلل في التغذية الطبيعية، الأم لو أنها متغذية تغذية صحيحة لكانت ابنتها بنيتها الجسمية طبيعية وسليمة. تظهر أمراض غريبة هنا عند الأطفال سببها عدم التغذية السليمة، وترى حجم الطفل غير طبيعي، الطفل هنا في اليمن الذي سنه 6 سنوات يساوي طفل في مصر عمره سنتين فقط. قد تكون هذه عوامل مرتبطة بالبيئة وليس بالتغذية؟ هذه البيئة هي نفسها البيئة العمانية أو البحرينية أو السعودية لكن الفرق بين بنية الشعب اليمني وهذه الشعوب هي التغذية السليمة، لماذا أنتم بالذات؟ ما هي التغذية السليمة من وجهة نظرك في رمضان وغير رمضان؟ لا يوجد شيء اسمه تغذية سليمة خاصة برمضان أو غير رمضان، الإنسان عموما له كم معين لا يخرج عنه، إذا كان عمري مثلا 30 سنة ووزني 68 كيلو، السعرات الحرارية التي أحتاجها لنفترض أحتاج إلى 200 سعر، الإنسان العادي لا يعرف هذا الكلام لكن يفترض أن يكون عندي شيء من الوعي بنفسي. فلا بد أن تكون المواعيد الغذائية بالنسبة لي ثابتة ومعروفة ولا تتغير لأن الجسم يتعود عليها لأنه لو تغيرت المواعيد قد يتوه الجسم. المواد الأساسية هي الكربوهيدرات واللحوم أو البروتينات... الكربوهيدرات مم تتكون؟ الرز، المكرونة، العيش بمختلف أصنافه ومكوناته من قمح أو شعير أو ذرة، البطاطا والبطاطس، والفول والفاصوليا والبازلا هذه كلها فيها كربوهيدرات، وهو مهم لماذا؟ لأن الجسم يمتصه ويتحول إلى سكر وهو الجلوكوز الذي يمشي مع الدم ليتحد مع الأكسوجين فيحترق ينتج عنه الطاقة التي عند الإنسان، ليس ذلك معناه أن تأكل كل هذه الأشياء على طول 24 ساعة كما هو الحاصل هنا في اليمن من أكل الرز والعيش، لكن تجعل نسبتها من 50 - 55 في المائة من وجبتك العامة. هناك البروتينات التي تجعل بنيتك صحيحة، ومنها ما هو نباتي ومنها ما هو لحومي، فالحيواني هو البروتين الحيوي، يوجد فيه 11 حمض أميني الذي لا يمكن للجسم الاستغناء عنه لأنه يدخل في الشفرة الوراثية للجسم، لذلك قلت لك أن كثيرا من الشعب اليمني حجمهم صغير، لأن الشفرة الوراثية حصل فيها خلل معين ويمكن أن يؤدي للإنقراض، وهذا حصل عندنا في مصر في فترة معينة كان هناك اضمحلال في البنية الجسمية عند جيل من حوالي 15 سنة بسبب ابتعاد الآباء والأمهات عن شراء الخضروات والبروتينات وإبعادها عن المائدة الأساسية. البروتين النباتي لا يمكن للجسم الاستغناء عنه، لأنه لا بد للجسم أن يأخذه حتى لا يحصل عند الشخص أمينيا منجلية أو مشاكل أخرى، فلا بد من أخذ النوعين من البروتين الحيوي والنباتي، لكي يكون هناك اتزان، لأن الحيوي لوحده قد يتسبب في مشاكل وأمراض أخرى للإنسان، وكذلك النباتي لو تم تعاطيه لوحده. ما هي البدائل لمن لا يجد الإمكانيات لشراء هذه الأنواع من الأطعمة؟ البديل عن اللحمة مثلا الألبان والأجبان والبيض، الكبدة والمخ والكلاوي، لكن بعيداً عن أصحاب الحالات المرضية الذين عندهم الكلى والسكر والكبد والكلسترول. اللحوم الحمراء لا تحبذ إلا بنسبة معينة وقليلة، وبالرغم من الثروة السمكية الهائلة في اليمن إلا أنني لم أجد السمك في كثير من الموائد اليمنية رغم أنها أقل تكلفة من اللحوم الحمراء وغيرها، رغم أن السمك يعطي الفوسفور والفوسفات والكالسيوم ويرفع نسبة الذكاء، وهو لحم طيب وطاهر وسهل الهضم ومفيد. واللحم الغنمي يؤدي للكلسترول والذبحات الصدرية والقلبية والجلطات. لكن هذا إذا كان بصفة مستمرة؟ تتضافر عدة عوامل أخرى فتكون هذه الأخيرة هي القشة التي تقصم ظهر البعير. فالأكل سلوك وثقافة، فأي معهد تغذية يقول لك أن الرجل البالغ السليم يأخذ في اليوم كاملا أربعة أرغفة ومائة جرام من الرز، أما المرأة البالغة تأخذ 75 جراما من الرز وثلاثة أرغفة طوال اليوم لأن الرجل يبذل مجهوداً فيحتاج إلى طاقة أكثر. لو تعطينا نصيحة مختصرة ومتوازنة مع طبيعة الشعب اليمني سواء في رمضان أو غير رمضان؟ الشعب اليمني شعب طاهر، ويعرف ربنا تماما، وعلاقته الدينية ممتازة، ويحب أن يسير على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم. فسيروا على هديه في الأكل والشرب حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع"، وهناك حديث آخر يقول فيه: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، فعند الإفطار آخذ تمرة أو تمرتين على شان السكريات البسيطة يمتصها الجسم بسرعة وأهيئ المعدة للنشاط ولا آتي على الأكل دفعة واحدة، تقوم للصلاة ثم تعود على الأكل، تتدرج في أخذ الطعام ولا تنس طبق السلطة لأنه شيء أساسي، وأقسم وجبة الإفطار على دفعتين الدفعة الثانية بعد ساعتين. أما في غير رمضان يفضل أن يقسم وجباته إلى خمس أو ست وجبات لا يفطر مرة واحدة ولا يتغدى مرة واحدة وكذلك العشاء، لكي يشغل المعدة، ويحاول أن تكون المائدة تحوي كل شيء من أنواع البروتينات وغيرها، مثل اللحوم والأجبان والسلطة والخضروات والفواكه، على حسب إمكانياتك، لكن حاول أن يحتوي كل ذلك على نسبة كربوهيدرات، وأهم من هذا كله معاملة الأكل، لا يجوز أن تعامل الأكل معاملة سيئة، يفضل التعامل مع الأكل المسلوق وليس المقلي، لأن المقلي يفقد قيمته الغذائية، والناس بدأوا يعودون للأكل النيئ الطازج.