تظاهرت آلاف النساء اليوم السبت في مسيرتين حاشدتين أولاها كانت في الصباح إلى مكتب النائب العام لرفع دعوى قضائية ضد الرئيس علي عبدالله صالح بدعوى الطعن في أعراضهن على خلفية ما ورد في كلمته يوم أمس الجمعة عن "الاختلاط" وهو ما فُسر على أنه إساءة للنساء المشاركات في الثورة السلمية باليمن. وقال المحامي محمد العروسي ل"المصدر أونلاين" إنه تم تسليم عريضة برفع الدعوى ضد الرئيس إلى النائب العام الدكتور عبدالله العلفي الذي قبل الدعوى ووجه بدوره رئيس نيابة شمال الأمانة بالبدء بالتحقيق في القضية.
وأضاف العروسي "أن التحقيقات ستبدأ مع رئيس قطاع الإذاعة والتلفزيون ورؤساء القنوات الفضائية الرسمية التي نقلت خطاب الرئيس صالح". وكان صالح قد دعا في خطاب أمام حشد من مؤيديه بساحة السبعين إلى منع "الاختلاط في الاعتصامات". وقال "أدعوهم إلى منع الاختلاط في شارع الجامعة الذي لا يقره الشرع". وقال المحامي العروسي إن التحقيق مع الرئيس صالح يتطلب إجراءات قانونية لرفع الحصانة عنه. وأثارت تصريحات الرئيس صالح سخط كثير من الفعاليات السياسية والناشطات في الساحات بمختلف المحافظات، حيث نُظمت مسيرات نسائية في المكلا وذمار وشبوة وعدن. وقالت الناشطة توكل كرمان، إن صالح يحاول الحط من شأن النساء في عيون اليمنيين. بحسبما أورده موقع سي إن إن. وأضافت: وأخيراً كشف صالح للعالم عن وجهه الحقيقي وكراهيته للنساء.. النساء حكمن اليمن على مدى تاريخه، بدءاً من الملكة بلقيس إلى الملكة أروى، وهذا يفسر محاولاته قمع النساء على مدى 33 عاماً هي فترة توليه السلطة". وعقبت كرمان بأن صالح يخشي بأن يسجل له التاريخ ب"أنه الرئيس الذي أطاحت به النساء الثوريات" وأكدت بأن اليمنيات اللائي ينضممن إلى التحرك المناوئ للحكومة بأعداد كبيرة خلال الأسابيع الماضية "سيواصلن الاحتجاج وحتى سقوط حكمه". وبدورها قالت الناشطة الحقوقية أمل الباشا: "لماذا يحاول (صالح) تشويه الصورة وتقويض ما يفعلونه؟ الآن هو يستخدم الدين لمنع النساء من المشاركة في حقوقهم السياسية والمدنية.. هذه هي سياسته، استخدام الدين.. صالح يستخدم الدين ليسبغ على نفسه الشرعية". بحسبما نقله موقع سي إن إن. ونددت المعارضة اليمنية وعلى لسان أحد مسؤوليها، محمد الصبري، بتصريحات صالح قائلاً إنها مؤشر واضح على أن نظامه القمعي لا يحترم أي من حقوق التعبير.