قال رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة إن المعارضة أرادت بموافقتها على المبادرة الخليجية بشأن اليمن، إتاحة الفرصة للأصدقاء لتجربة التعامل مع نظام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي نقض الاتفاقيات السابقة مع المعارضة. وأضاف أن الموافقة تمت بعد إيضاح أن بند "إزالة التوتر" الذي جاء في المبادرة لا يمكنه أن يلغي حق من حقوق الشعب اليمني في الاعتصام والتظاهر السلمي. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في الدورة الاعتيادية للجنة التحضيرية للحوار الوطني التي أطلق عليها "دورة شهداء الثورة الشعبية السلمية"، والتي عقدت في صنعاء اليوم الأربعاء. وقال باسندوة إن الثورة الشعبية القائمة حالياً لم يسبق لها مثيل في تاريخنا الوطني من حيث زخمها وإيجابياتها، مضيفاً أنها ضمت تحت لواءها النساء والرجال والمدنيين والعسكر ورجال القبائل، الذين خرجوا وتركوا أسلحتهم في بيوتهم، كما أن "من أروع إيجابياتها أنها أعادة للوحدة اليمنية ألقها بعد أن شوهها النظام". من جانبه، قال الشيخ حميد الأحمر أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني إن الشعب اليمني أسقط نظام صالح، وأن المفاوضات التي تجريها المعارضة بوساطة دولية هي فقط "لإخراجه". واستعرض الأحمر المشهد السياسي في اليمن منذ عام 2006 حين أجريت الانتخابات الرئاسية وحتى الآن، وقال إن السلطة تنكرت للحوار ومضت في تأجيج الأزمة يوماً بعد آخر. وقال إن المعارضة وافقت على التوقيع على محضر لتنفيذ اتفاق فبراير "يوم الجلوس (17 يوليو) لكي نقتلع الكرسي بمن فيه ونعيده إلى الشعب". واعتبر حميد الأحمر أن الثورة السلمية بدأت بعد انقلاب الحزب الحاكم عن الاتفاقيات الموقعة مع المعارضة، وذلك بمقاطعة كتل المشترك والمستقلين لجلسات مجلس النواب واعتصامهم تحت القبة وخارج مبنى البرلمان، وتلى ذلك دعوة المعارضة للهبة الشعبية لاستعادة لحقوق والحريات. وقال إن المعارضة كانت تحاول أكثر من مرة إعادة السلطة إلى الحوار وتدعوهم لذلك حتى بعد انتهاء الثورة التونسية وهروب زين العابدين بن علي، لكن السلطة كانت ترفض تلك الدعوات. الطفل سليم غالب الحرازي الذي فقط عينيه برصاص مسلحين في يوم جمعة الكرامة الدامية، ألقى كلمة قصيرة قال إن لديه كلاماً كثيراً لكنه وجه رسالة مختصرة إلى "عُقّال العالم" مفادها: "فقدت بصري لكن لا تظلوا تتفرجوا حتى يفقد الأطفال الآخرون أبصارهم". وروى ما حدث له في جمعة الكرامة، موضحاً أن رصاصة دخلت من عينه اليسرى ومرت من تحت أنفه وخرجت من عينه اليمنى. وتخللت الجلسة الافتتاحية للدورة الاعتيادية للجنة التحضيرية للحوار الوطني أغانِ ثورية احدها باللغة الإنجليزية، إضافة إلى قصيدة شعرية ألقاها الشاعر فؤاد الحميري، كما ردد الحاضرون هتافات تطالب تارة بإسقاط نظام صالح وأخرى بمحاكمته.