صعّد شباب الثورة في مدينة إب من احتجاجاتهم بنقل صلاة الجمعة اليوم إلى شارع الدائري الفسيح، الذي يعد من أكبر شوارع المحافظة، بدلاً من إقامته ساحة خليج الحرية بالمدينة حيث تكتظ بالخيام. ورغم ما حدث من إرباك بسبب سرقة بعض مكبرات الصوت والتشديدات الأمنية غير المسبوقة، إلا أن الحشود تقاطرت من معظم مديريات المحافظة لإحياء "جمعة الوفاء للشهداء" المطالبة بالتنحي الفوري للرئيس علي عبدالله صالح، حيث قدرت الحشود بأكثر من ثلاث مائة ألف. وكانت قوات من الحرس الجمهوري ومكافحة الشغب والشرطة العسكرية انتشرت منذ الصباح البكر على مدخل مدينة إب وفي تقاطع العدين. وشوهدت مصفحات عسكرية وناقلات جند وشاحنات خراطيم المياه متواجدة في المنطقة، لكن لم تسجل أي اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أو أنصار الرئيس صالح الذين تجمعوا في باحة الاستاد الرياضي بالمدينة. وألقى خطبتي الجمعة الشيخ عبدالله بن غالب الحميري، وهو الرجل الثاني في التيار السلفي بالمحافظة، وكان أعلن في وقت مبكر انضمامه للثورة المطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً. وحث خطيب الجمعة شباب الثورة على الحفاظ علي سلمية الثورة وعدم الانجرار إلى دعوات العنف التي يريد البعض ان تدخل علي خط الثورة السلمية. ودعا الشيخ الحميري الرئيس صالح "الذي لطالما أعلن أنه لم يعد يريد السلطة" إلى الرحيل الفوري استجابة لنداء الشعب، كما دعا الشباب المعتصمين إلى الاستمرار حتى إسقاط النظام وفاءً لدماء الشهداء الذين سقطوا خلال الفترة الماضية. وقال "ان نسيم الحرية الذي بدأ في الدول العربية سيقتلع الأنظمة الفاسدة والجاثمة علي قلوبنا في المنطقة العربية".
واستمرت الحشود في التقاطر إلى المنطقة التي أقيمت فيها الصلاة رغم ان الصوت كان محدوداً بعد الاعتداء علي الصوتيات. وردد المحتشدون هتافات تمجد الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية من قبيل "دم الشهداء ما يمشيش هباء"، وهتافات أخرى مثل "قسما يا ألم الجرحى.. نسقطه او يتنحي".