عاد شباب التغيير بساحة الشهداء في مدينة المنصورة محافظة عدن مساء اليوم الأحد إلى أرض الاعتصام مجددا في إطار احتجاجات ضغط شعبية تعم أنحاء البلاد منذ نحو ثلاثة شهور حتى يتنحى الرئيس علي عبدالله صالح عن حكم يمسك بتلابيبه قرابة 33 عاما. استعادة الثائرون لأرضهم جاء بعد انسحاب قوات الجيش والحرس الجمهوري عند مغرب اليوم الأحد في أعقاب مصادمات واشتباكات بالحجارة واجهتها القوات من ألاف الشباب الذين رفضوا فيما يبدو مكوث القوى الأمنية في ساحتهم بعد اقتحامها بالدبابات والمصفحات القتالية أمس السبت. وقال ناشطون في اعتصام المنصورة أكبر احتجاج شبابي في عدن أن نحو 5 ألاف شاب ظلوا منذ ظهر اليوم في شوارع المدينة يواجهون قوات الجيش بالحجارة والزجاجات الحارقة بينما كانت القوات تبادلهم بالنيران وتلاحقهم في الشوارع والأزقة.
وأدت الاشتباكات الى اصابة الناشط البارز بالساحة أديب العيسي والطفل مجدي غازي بعد يوم واحد من سقوط قتيلين وإصابة العشرات خلال اقتحام الساحة.
ورغم تردد أنباء تشير إلى أن انسحاب الجيش جاء تنفيذا لاتفاق بين قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن مهدي مقولة والشخصيات الاجتماعية والوجهاء بمدينة المنصورة إلا أن الناشطون وقياديون باعتصام ساحة الشهداء المنصورة نفوا ذلك وقالوا لا توجد أي وساطة أو اتفاق مع القوات العسكرية وبيننا لإعادة إقامة مخيم الاعتصام الشبابي. وقال محمد سعيد سالم الاعلامي التلفزيوني المعروف رئيس لجنة الإعلام باعتصام المنصورة ل"المصدر أونلاين" أنه لا صحة لإبرام الشباب وقيادة المنطقة العسكرية بعدن اتفاق بموجبه تنسحب القوات وان الشباب يفتحون الطرق ويخلون حالة الفوضى. ونشرت مواقع على الانترنت معلومات حول الوساطة وأن القائد العسكري للمنطقة الجنوبية مهدي مقولة اشترط في الاتفاق لسحب القوات أن تعود الحركة إلى طبيعتها بفتح الطريق الرئيس وكذا المدارس إضافة إلى إصدار المعتصمين بيان يغلي الدعوة إلى العصيان المدني الذي ينظم كل يوم سبت وأربعاء منذ أسبوعين. وقال محمد سعيد أن انسحاب الجيش بالفعل تم عقب اشتباكات مع المعتصمين بدأت ظهر اليوم الأحد. وأضاف:"بقى الثوار في الشوارع طيلة ليلة أمس..لم يرجعوا إلى بيوتهم مصرين البقاء بالشارع وإما العودة الوحيد هي لبيتهم(ساحة الشهداء)". وقال شهود وناشطون ل"المصدر أونلاين" أن مئات الشبان واجه قوات الجيش المنتشرة بمجموعات صغيرة بالحجارة والزجاجات الحارقة عدة ساعات فأصيب عددا من الجنود بجروح. وأضافوا قائلين يمكن للثوار الشباب مواجهة قوات الجيش بالحجارة وليس بالسلاح كما حدث أمس السبت من قبل شباب ملثمين مأجورين مدفعين من قيادي بالسلطة". ووقعت أمس السبت اشتباكات بين مسلحين مجهولين وقوات الجيش، دفعت بالأخير لاقتحام مخيم الاعتصام السلمي بالقوة مستخدمة الدبابات والآليات المعززة بالرشاشات والقذائف الحارقة، تزامناً مع إضراب عام شهدته محافظة عدن. وقتل شخصين مدنيين وأصيب العشرات إلى جانب ضابط وجندي لقوا مصرعهم بنيران المسلحين عند مركز شرطة المنصورة وآخرين جرحوا. وقال وليد الملهي أحد منظمي الاعتصام ل"المصدر أونلاين" أن الشباب يعملون حاليا على تنظيف الساحة من مخلفات الأمس وبحثا عن قنابل قد تكون مزروعة في الساحة. وأكد أن " شباب التغيير بالمنصورة تملك الإصرار على البقاء حتى إسقاط نظام الرئيس صالح". واتهم شباب الثورة بالمنصورة تبعية المسلحين لعبدالكريم شائف أمين عام محلي عدن التي أفادت معلومات أنه قام بتوزيع نحو 700 قطعة سلاح آلي في المدينة. ولم يرد شائف القائم بأعمال محافظ عدن على اتصالات "المصدر أونلاين" على هاتفه المحمول أو المنزل عند الساعة 9:30 مساء اليوم للرد على هذه الاتهامات لكن عامل التحويلة قال أنه "يمكن مشغول في اجتماع حاليا". وأدانت الحركات الشبابية بعدن اقتحام الجيش لساحة الشهداء بالمنصورة وطالبوا بمحاكمة القائد العسكري مقولة على خلفية هذه الجريمة.