قصفت قوات الحكومة الليبية ميناء مصراتة الذي يسيطر عليه المعارضون بالصواريخ والقذائف يوم الاثنين مما عطل عمليات توصيل الامدادات عن طريق البحر للمدينة المحاصرة. وشكا متحدث باسم المعارضين من أن قوات حلف شمال الاطلسي المنوط بها حماية المدنيين الليبيين المحاصرين وسط انتفاضة على حكم الزعيم الليبي معمر القذافي فشلت في حماية مصراتة.
وقال المتحدث الذي عرف نفسه باسم حسن المصراتي في اتصال هاتفي برويترز "الميناء يتعرض لقصف عنيف اليوم أيضا. أطلقوا ( قوات القذافي) نحو مئة صاروخ حتى الان. لم يتوقف القصف على مصراتة خلال الست والثلاثين ساعة المنصرمة."
واستطرد "يبدو أن حلف شمال الاطلسي نسينا وشجع هذا قوات القذافي. قوات حلف الاطلسي لم تفعل شيئا خلال الاربع والعشرين ساعة المنصرمة."
وجاء تجدد القصف في أعقاب غارة جوية لقوات الحلف على مجمع للقذافي في طرابلس ليل السبت أسفر عن مقتل أبنه سيف العرب وثلاثة من أحفاده مما أثار هجمات من جانب حشود غاضبة على السفارتين البريطانية والفرنسية والبعثة الدبلوماسية الامريكية.
ومن المتوقع أن تشيع جنازات القتلى يوم الاثنين وقد يحضرها القذافي الذي تقول السلطات انه كان في منزله في طرابلس عندما سقط على المنزل ثلاثة صواريخ على الاقل.
ونفى خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي ما أوردته بعض وسائل الاعلام عن أن أنباء القتل ملفقة لتشويه صورة حلف شمال الاطلسي. وقال الحلف انه أصاب مركزا للقيادة والتحكم.
وأي تكشف لنوايا محاولة اغتيال القذافي من المرجح أن تقود لاتهام الغارات التي تقودها بريطانيا وفرنسا بانها تتجاوز تفويض الاممالمتحدة بحماية المدنيين.
وطلب من الجراح الفرنسي جيرار لو كلوريك الذي لا يعمل لدى الحكومة الليبية التعرف بشكل مستقل على جثة سيف العرب (29 عاما) وطفلين. وقال ان الثلاثة ماتوا نتيجة انفجار لكن وجهي الطفلين شوها بما يصعب مهمة التعرف عليهما.
وقال الجراح انه رأى جثة شاب يبلغ من العمر نحو 30 عاما له لحية وشارب رفيع ووجهه يطابق صورة عرضت عليه لسيف العرب.
ولم يرد رد فعل فوري من مسؤولين ليبيين على أنباء عن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في غارة لقوات امريكية خاصة في باكستان.
وتعرضت مصراته التي أصبحت رمزا داميا لمقاومة القذافي لقصف جديد اليوم الاثنين. وقال أحمد حسن المتحدث باسم المعارضين "قصف الميناء كارثة بالنسبة لنا لانه سيوقف المساعدات الانسانية التي نحصل عليها بالكامل." وأضاف "الله معنا اذا حدث ذلك."
وسقطت الصواريخ على الميناء أمس الاحد في حين كانت سفينة تحمل المساعدات تحاول تفريغ حملوتها وأجبر القصف سفينتين أخريين على الانتظار في البحر.
وقال التلفزيون الليبي الحكومي ان الميناء قصف لمنع حلف شمال الاطلسي من نقل السلاح للمعارضين. وقال المتحدث باسم المعارضين ان ذلك محض كذب.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان مئات الاشخاص منهم العديد من المدنيين قتلوا في مصراتة التي تقع على مسافة 200 كيلومتر شرقي طرابلس. وينفي المسؤولون في طرابلس استهداف المدنيين ويقولون انهم يقاتلون عصابات مسلحة ومتعاطفين مع تنظيم القاعدة.
ومنع المعارضون القوات الحكومية من دخول وسط ثالث أكبر مدينة ليبية في الايام القليلة الماضية ويقولون الان انهم يشنون هجوما للسيطرة على مطار مصراتة.
واستقر خط القتال في شرق ليبيا غربي أجدابيا لمدة اسبوع اذ تعزز القوات الحكومية استحكاماتها في حين يسعى المعارضون لتدريب مقاتليهم وتجميع صفوفهم.
وفي الغرب تقاتل القوات الحكومية الليبية لاخراج المعارضين من منطقة الجبل الغربي حيث سيطروا على معبر الذهيبة-وازن فاتحين ممرا للغذاء والوقود والدواء.
وترددت اصداء قصف مكثف ونيران أسلحة خفيفة بين الجبال على الجانب الليبي من الحدود. وقال سكان لرويترز ان قذائف مدفعية اطلقتها قوات القذافي سقطت على بلدة الذهيبة وحولها في الجانب التونسي من الحدود يوم الجمعة ما أثار غضب تونس.
وتدفق اللاجئون عبر الحدود الى تونس يوم الاحد. وقال ليبي فر من بلدة الزنتان التي يسيطر عليها المعارضون "لم اتصور قط ان اترك منزلي واسرتي وأنا في الثمانين من عمري. أجد نفسي مجبرا على الهرب مع أسرتي دون مقتنياتي ودون أن أعرف أين سأعيش هنا في تونس."