كتب في صفحته الشخصية على تويتر: "أعتذر من الشعب اليمني لأنني تأخرت في دعم نضاله السلمي وأتمنى أن أكون مفيداً بهذه الرسومات"، هو كارلوس لاتوف الرسام البرازيلي "الشعبي" كما يحب أن يصف نفسه، والذي حاول أن يدعم الثورة اليمنية عبر رسوماته الثلاث التي قدمها حتى الآن ونالت شهرة واسعة عبر الشبكات الاجتماعية، الأولى منها تظهر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وهو يتلفظ بكلمة "أكاذيب باللغة العربية والتي تظهر بشكل أفعى، أما الأخيرة والتي تعتبر رسالتها الأقوى فتظهر يداً حمراء ويداً سوداء أكبر من حجم الرئيس، إحداها ترفع رأسه بواسطة قلم، والأخرى تشير على ورقة مكتوب عليها كلمة "استقالة". ولد كارلوس لاتوف في 30 نوفمبر 1968، وهو رسام كاريكوتورات سياسية برازيلي من أصول لبنانية. احترف الرسم منذ عام 1989، حين بدأ مع وكالة إعلانات صغيرة، ثم تحول إلى رسام سياسي لصحف اتحاد التجار اليساريين عام 1990. وظف "لاتوف" فنه في خدمة الضمير الإنساني، وحوّل أفكاره عن معاناة الشعوب التي ترزح تحت ثقل القهر والمعاناة إلى لوحات كاريكاتيرية معبرة فاعتبر بطل حريّة التعبير وفنّان الضمير الإنساني. يعبرّ كارلوس لاتوف برسوماته عن العديد من القضايا، فمن عنف رجال الشرطة في البرازيل مروراً بقضايا المهمشين في التبت إلى قضية الاحتلال الإسرائيلي والأميركي في كل من فلسطين والعراق. قام كارلوس بجولة سياحية في الضفة الغربية لمدة 15 يوما، ويبدو أن لتلك الجولة أثرها الذي لا يُنسى عليه، حيث قرر دعم النضال الفلسطيني بدءاً من تلك اللحظة وقدّم مجموعة خاصة من الرسومات عن فلسطين أسماها "أنا فلسطيني" وبسبب موقفه هذا تعرض للكثير من الاتهامات بشأن ما يسمى ب"معاداة السامية" ردّ عليها بقوله "كوني رسام كاريكاتير، أنا مرتاح لإقامة أي مقارنة أشعر أنها ضرورية لشرح وجهة نظري، حيث تعتبر الاستعارات محور الكاريكاتير السياسي. بالطبع، إن إسرائيل لا تبني غرف الغاز في الضفة الغربية، لكن يمكننا بكل تأكيد رؤية أوجه التشابه بين المعاملة التي يتلقاها الفلسطينيون على يد الجيش الإسرائيلي واليهود في ظل الحكم النازي. إن كان هذا دقيقا أو لا، من المهم التركيز على أن هذه الاستعارات انتشرت في العالم ليس فقط على يد رسامي الكاريكاتير، بل كذلك مع عدة شخصيات أمثال يوسف طومي لابيد، وزير العدل الإسرائيلي السابق في عهد أرييل شارون، وناج من المحرقة، وقد توفي في حزيران/يونيو 2008. وقال عام 2004 إن صورة امرأة فلسطينية عجوز تبحث بين الركام ذكرته بجدته التي توفيت في أوشتفيتز، "بالنسبة إلي، هذا أكثر إيلاما من المقارنات مع طريقة عيش الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي". ويضيف: قائلاً "اليوم، لا تركز رسوماتي على اليهود أو اليهودية، أنا أركز على إسرائيل كوحدة سياسية، كحكومة، وكون قواتها المسلحة ملحقة بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، وبخاصة السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين. والواقع أن اليهود الإسرائيليين هم من يقومون بقمع الفلسطينيين، فلو كانوا مسيحيين أو مسلمين أو بوذيين، كنت انتقدتهم بالطريقة نفسها. لقد رسمت الكاريكاتير عن جورج بوش، كونداليسا رايس، طوني بلير، الرئيس المكسيكي السابق إرنيستو زيديلو، بينوشيه ولم يكن أي منهم يهوديا، أنتم تهينون المسلمين برسم للرسول على أنه مفجر ثم تدعون حق "حرية التعبير"، لكن إن قدمنا رسوم عن المحرقة، يعتبر هذا "كرهاً لليهود". وقد اشتهر "لاتوف" مؤخراً برسماته الكاريكاتورية الداعمة للثورة في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين، ومؤخراً اشتهرت رسمته على وجه خاص عن الناشط الإيطالي "فيتوريو اروجينو" الذي قُتل في غزة، والتي تُظهره راحلاً مع حنظلة وهما يشيران بإصبعيهما بعلامة النصر في مرح. يتمنى "لاتوف" في الأخير بأن تُرفع رسوماته من قبل المتظاهرين في صنعاء، وعدن، وتعز وغيرها من المحافظات لتوجه عبرها رسالة من البرازيل إلى الرئيس اليمني "بضرورة الرحيل" و"التوقف عن الأكاذيب".