طلبت منظمة الهجرة الدولية من حلف الناتو والحكومة الليبية السماح لإحدى سفنها بإجلاء ألف من العمال المهاجرين من مصراتة، في وقت دعت فيه المعارضة الليبية دولا غربية للإفراج عن بعض أرصدة القذافي المجمدة لصالحها. وتسعى المنظمة إلى إجلاء العمال المهاجرين، ومعظمهم من الأفارقة، إضافة إلى عشرات الجرحى من المدنيين الليبيين. وقال جومبي اومارو جومبي المتحدث باسم المنظمة في مؤتمر صحفي "نناشد الناتو والسلطات الليبية أن تسمح للسفينة بالرسو حتى نتمكن من إجلاء هؤلاء الاشخاص الموجودين حول الميناء". حصار وظلت السفينة "ريد ستار وان" تنتظر على سواحل مدينة مصراتة المحاصرة منذ السبت في انتظار السماح لها بدخول الميناء. وقالت المنظمة إن شخصين ماتا في المستشفى خلال تلك الفترة بسبب الجروح الخطيرة التي كانا يعانيان منها. ويعد ميناء مصراتة بمثابة منفذ وحيد للنجاة من المدينة المحاصرة، لكنه ظل يتعرض إلى قصف مكثف من قبل قوات القذافي. واستخدم حلف الناتو يوم الاثنين كاسحات الالغام للتفتيش المداخل المؤدية إلى الميناء. وأضاف جومبي في المؤتمر الصحفي "سنظل هناك (في سواحل مصراتة) إلى أن نتلقى ردا من الناتو بأن بإمكاننا المضي". وتحمل السفينة "رد ستار وان" حوالي 180 طنا من المواد الغذائية لسكان مصراتة. ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية، فإن وحدات العناية المركزة في مصراتة لم تعد قادرة على استقبال المرضى ولم تعد تملك المواد الطبية اللازمة. ومن بين العمال المحاصرين في مصراتة، وغالبيتهم من النيجر وغانا وتشاد ونيجيريا والسودان ومصر ومالي وبنغلاديش، حوالي 70 امرأة وطفل. وكانت منظمة الهجرة قد أجلت أكثر من 5500 شخصا من المحاصرين في مصراتة خلال الأسابيع الماضية، وإذا تمكنت من إتمام هذه المهمة فإنها ستكون السادسة من نوعها. قرض للمعارضة على صعيد متصل، قالت مصادر المعارضة الليبية التي تسيطر على شرق البلاد إنهم في حاجة إلى قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار بحلول يونيو/ حزيران المقبل. وطلبت المعارضة من فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة دفع هذا المبلغ لهم بضمان الأصول المجمدة للعقيد معمر القذافي. وأوضح علي الترهوني المسؤول عن شؤون المالية والاقتصاد في الإدارة التابعة لقوات المعارضة أن "من المرجح أن تكفينا السيولة التي نملكها لفترة ثلاثة أسابيع، وعلى أقصى تقدير لأربعة أسابيع". واضاف "أعتقد أننا سنكون بخير إذا حصلنا على مصادر للتمويل من اصداقئنا في فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة". وقال الترهوني إنهم يحتاجون إلى ما بين 50 إلى 100 مليون دينار ليبي (75 إلى 150 مليون دولار) في اليوم لتغطية تكاليف الطعام والرعاية الطبية للجرحى إضافة إلى رواتب موظفي الدولة. واضاف أن المعارضة توصلت بالفعل إلى اتفاق مع "القوى العالمية" والتي سيلتقون بها الخميس المقبل في ايطاليا "لوضع آلية" للحصول على مصادر التمويل. على صعيد التطورات الميدانية، هاجمت القوات الموالية للقذافي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المناطق الجبلية الغربية من البلاد. وقال لاجئون من تلك المناطق إن سكان (جبل نفوسة) قد صاروا "على حافة المجاعة". ففي مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز للأنباء عبر الهاتف، قال المتحدث باسم المعارضة في المنطقة، عبد الرحمن، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه كاملا: "لقد سقط على الزنتان على الأقل عشرة صواريخ من طراز غراد، أطلقتها قوات القذافي المتمركزة شمال البلدة". وقد قامت قوات القذافي بقصف مدن وبلدات البربر في منطقة الجبل الغربي النائية، والقريبة من الحدود مع تونس، وذلك بعد انضمام سكان تلك المنطقة إلى المعارضة المناوئة له في الخامس عشر من شهر شباط/ فبراير الماضي. ويقول المعارضون في الجبل الغربي إنهم في حاجة إلى المزيد من الدعم والمساعدة من طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو).