قالت جماعة سورية لحقوق الانسان إن لديها دليلا موثقا بمقتل سبعمائة وخمسين شخصا على الأقل في أعمال العنف في سورية حتى الان. وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان إن لديها قائمة باسماء وملابسات قتل كل ضحية. يأتي ذلك في الوقت الذي واصل فيه الجيش السوري عملياته في أكثر من مدينة، ومنها حمص وحماة وبانياس. من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن السلطات السورية أطلقت سراح ثلاثمائة شخص كانت قد ألقت القبض عليهم في بانياس منذ أن اقتحمت الدبابات المناطق السكنية في المدينة. و تفيد تقارير بأن أرتالا من الدبابات تتقدم باتجاه مدينة حماة التي شهدت عددا من الاحتجاجات المناوئة للحكومة في الأسابيع القليلة الماضية. وتقول الحكومة إنها تواصل مكافحة التمرد المسلح من قبل "إرهابيين مسلحين"، وقد نشرت دبابات وقوات لحماية المدنيين. وتحرك الجيش نحو ضاحية المعضمية غرب دمشق وقال ناشط حقوقي لبي بي سي إن 3 أشخاص على الأقل قتلوا وجرح آخرون في الاشتباكات وإن نحو 200 قد اعتقلوا. وتواصل القوات الأمنية جهودها لإخماد الاحتجاجات في حمص ثالث أكبر مدن سورية. واعتقل المئات فيما قسمت القوات المدينة لمنع أي احتجاجات جماعية، وفقا لناشطين. كما قطعت إمدادات الماء والكهرباء. وقال احد سكان حمص لبي بي سي الثلاثاء إنه لا وجود لقوات الأمن المسلحة في المدينة إلا أنه يتواصل اعتقال الناس. وكانت الأممالمتحدة قد أعربت عن قلقها إزاء عدم تمكنها من إيصال المعونات الإنسانية إلى مدينة درعا.
مجلس الأمن في هذه الأثناء أطلقت دول غربية محاولة جديدة لحمل مجلس الأمن الدولي على إدانة سورية "بسبب قمعها للمتظاهرين المعارضين" كما أفاد دبلوماسيون. وأثارت بريطانيا خلال اجتماع لمجلس الأمن رفض سورية السماح لبعثة تقييم انسانية بالدخول الى مدينة درعا جنوبي البلاد التي انطلقت منها تظاهرات الاحتجاج. وتتقدم بريطانيا جهود استصدار قرار "يحذر سورية من قمع المتظاهرين" كما قال دبلوماسيون. وتقوم دول غربية في موازاة ذلك بتسريع حملة لمنع سورية من الحصول على مقعد في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة خلال تصويت يجري الاسبوع المقبل. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض حظرا تصدير الأسلحة والمعدات التي يمكن استخدامها في القمع لسورية. متظاهرون في بانياس وفرض الاتحاد حظرا على منح تأشيرات الدخول لثلاثة عشر شخصا من مسؤول ومرتبط بالنظام السوري وتجميد أرصدتهم "لمسؤوليتهم عن أعمال القمع العنيفة ضد السكان المدنيين". والرئيس السوري بشار الأسد ليس من بين هؤلاء، إلا أن شقيقه ماهر رئيس الحرس الجمهوري والذي يعتقد أنه يشرف على أعمال القمع وكذلك رامي مخلوف ابن خالهما الذي يتمتع بنفوذ كبير ويعتبر واحدا من أثرى السوريين واتهم بتمويل النظام. مهمة اغاثة من جهة اخرى أعلنت المفوضة الأممية لشؤون الإغاثة فاليري آموس في نيويورك إن السلطات السورية وعدت بالسماح لفرق الإغاثة بدخول مدينة درعا في وقت لاحق هذا الأسبوع بعد تأجيل مهمتها من قبل الحكومة السورية دون إبداء أسباب. كذلك لم تتمكن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التي تقدم المعونة لنحو 300 ألف فلسطيني في منطقة درعا من إيصال الإمدادات الطبية لهم. وقالت الوكالة إنها قلقة بشكل خاص على 120 مريضا بداء السكري يعتمدون كليا على إمدادات الإنسولين. وقال كريس جانيس المتحدث باسم الوكالة لبي بي سي "إنها مسألة حياة أوموت ولذا نحن ندعو لتسهيل الدخول فورا بدواع إنسانية ونحن نعمل مع السلطات السورية المعنية لإرسال فريق إلى المنطقة". وقال ناشط لوكالة أسوشيتدبرس للأنباء إن دبابات دخلت عدة قرى مجاورة بعد منتصف الليل، وإنه سمع إطلاق نار.