يرى محللون ان تجمع عناصر القاعدة في اليمن يثير قلق السلطات السعودية التي وجهت ضربة قاسية الى التنظيم الذي يتزعمه اسامة بن لادن في المملكة من دون ان تقضي على الفكر الاصولي الذي يغذيه. وما يعزز هذه الفرضية ان الانتحاري الذي حاول استهداف الامير محمد بن نايف بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية المسؤول عن مكافحة الارهاب في السعودية هو عضو في القاعدة أتى من اليمن. وقدم الانتحاري وهو سعودي كان اسمه مدرجا على قائمة من 85 مطلوبا، من اليمن مدعيا انه يريد ابداء التوبة. وقال الكاتب السعودي علي خشيبان الخبير السعودي في المجموعات الاسلامية ''اليمن هو الساحة المفتوحة للقاعدة بعد التضييق عليها في السعودية.. وجودهم هناك اتاح لهم اعادة تنظيم انفسهم''. واضاف ''وجود القاعدة في اليمن سيسبب الكثير من المشاكل (...) وجود خلاياها في بيئة مجاورة سيسهل عملها'' في السعودية. وفي منتصف كانون الثاني اعلن فرعا القاعدة في السعودية واليمن اندماجهما تحت اسم ''تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية''. وأكد أحد قادة فرع تنظيم القاعدة في السعودية محمد العوفي الذي سلم نفسه للسلطات السعودية في ''اعترافات بثها التلفزيون السعودي'' في اذار ان القاعدة تستخدم اليمن قاعدة لشن هجمات في السعودية بعد تفكيك خلاياها في المملكة. وقال ''عبد العزيز المقرن (زعيم تنظيم القاعدة في السعودية الذي قتلته القوات السعودية في 2004) كان في الرياض... من أخطائه انه جعل كل القوة (متركزة) في الرياض. التخطيطات الجديدة ان تكون كل هذه السرايا (الجديدة) مرجعها اليمن... تضرب ثم ترجع الى اليمن''. وكانت الضربة الاخيرة التي تلقاها تنظيم القاعدة في السعودية اعتقال 44 من عناصره في اب بينهم حملة شهادات وضبط كميات من الاسلحة. وقال الكاتب السعودي فارس بن حزام ان ''التكتيك الجديد ل(مجموعات) القاعدة هو ان لا تبقى في السعودية بل ان تكون في اليمن وتتجه للسعودية لتنفيذ العمليات''. واضاف ''واضح ان الحكومة اليمنية لا حول لها ولا قوة وامكانياتها ضعيفة في محاربة القاعدة. ليس لديهم القابلية للاستفادة من الخبرات... ليس هناك من مواجهات جدية في اليمن''. وتجد الحكومة اليمنية صعوبات في احتواء التمرد في شمال البلاد واعمال العنف في جنوبها بسبب مطالب الانفصاليين. وقال علي خيشان ''الاحداث في اليمن تعتبر بيئة مناسبة لنمو القاعدة''. ولليمن حدود مشتركة مع السعودية تمتد على طول 1500 كلم. وبالاضافة الى تهديد القاعدة المباشر من اليمن، تواجه السعودية تهديد الفكر الاصولي المنتشر على أراضيها. وقال فارس بن حزام ''علينا اعادة تنظيم المواد الدينية (التعليمية)'' موضحا ان محاربة القاعدة لا يمكن ان تقتصر على الناحية الامنية. وقال كاتب سعودي طلب عدم ذكر اسمه ''حتى الان لم تتم معالجة جذور المشكلة. الفكر التكفيري ما زال موجودا''. واضاف ''لا تتم محاسبة اي شخص يحمل الفكر التكفيري الا اذا كان فكره موجها ضد الحكومة''. وتابع ''لم يتم اتخاذ استراتيجية كافية لمحاربة هذا الفكر. التكفير مستشر في السعودية''. وقال علي خشيبان ''يجب ان يكون هناك حصار جغرافي للقاعدة (في اليمن) وحصار فكري في المملكة''. واضاف ''ان افضل طريقة للقضاء على الفكر المتطرف ليس بالمواجهة بل بزرع الفكر الوسطي... هو موجود لكن يحتاج لدعم المجتمع والدولة''. وخلص الى القول ''الخطاب الديني المعلن في السعودية هو خطاب معتدل. الخطورة هي في الخطاب الذي لا تتبناه الحكومة وينشأ منه عناصر متشددة، وهذا يغذي الارهاب''.
إحباط تهريب أسلحة من اليمن
في سياق آخر تمكنت قوات الأمن السعودية الثلاثاء من إحباط عملية تهريب أسلحة من اليمن في جازان، جنوب المملكة. ونقلت وكالة اليو بي آي عن المتحدث الإعلامي باسم ما يسمى إدارة المجاهدين في جازان خالد قزيز ان «الفرقة الثالثة التابعة لفرع إدارة المجاهدين تمكنت من ضبط كمية من المتفجرات والقنابل اليديوية وقذيفة «ار بي جي» ومسدسات أقلام وذخائر حية في وادي دفا في المناطق الجبلية الحدودية مع اليمن في قطاع الداير بمحافظة بني مالك». واضاف قزيز «ان المهربين فروا من الموقع إلى داخل الأراضي اليمنية تاركين وراءهم الحملة بمجرد رؤيتهم لدورية المجاهدين».