رغم الحالة الصحية للرئيس علي عبدالله صالح ودخوله وكبار رموز نظامه المترنح غرف العناية المركزة إلا أن الثورة مازالت تراوح مكانها والفعل الثوري أصيب بالجمود. وفى حوار له مع راديو ألمانيا قال الباحث فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، إن الجمود الذي عم الشارع اليمنى بعد غياب الرئيس على عبدالله صالح ليس بجديد حيث أن المشهد السياسي الذي كان يتصف بعنفوان الشباب وحركتهم تم تجميده يوم 21 مارس الماضي عندما أعلن قادة عسكريون كبار وشيوخ قبائل دعمهم لحركة الشباب في ساحة التغيير. ويصف الفترة الحالية على الساحة اليمنية بأنها فترة الانتظار القاتل والممل للشباب الذين تم تجميد ثورتهم، موضحا أن هذا الانتظار بلا أمل لهؤلاء الشباب في تحقيق أهدافهم. ويرجع الباحث هذا التجميد إلى سيطرة قوى إقليمية تسلمت الأزمة اليمنية بعد غياب صالح عن الساحة، موضحا أن هذه القوى قد جمدت الوضع وفقا لترتيبات تمليها عليها مصلحتها وبعض أنصارها ومجوعات قبلية أخرى تابعة لصالح في الداخل. ويشير الصلاحي إلى وجود قوى دولية بالإضافة إلى القوى الإقليمية التي تؤثر على المشهد السياسي اليمني، موضحا أن ذلك التدخل مدفوع أولا بعدم رغبة دولة مجاورة شماليا لم يصرح باسمها بالتغيير السوري على حدودها والتي قد وجد لها بالفعل مجموعات قبلية وعسكرية مؤيدة لها في اليمن. أما الحقيقة الثانية فيقول إنها رغبة الجارة الشمالية، في إشارة إلى السعودية، في تفكك اليمن، تعتمد عليها من حين لآخر في التمويل. ويرى الصلاحي أن دور المعارضة أصبح ثانويا بعد القتال الذي دار بين الرئيس اليمنى والشيخ صادق الأحمر من جهة والخلاف بين صادق الأحمر والرئيس واللواء على محسن الأحمر من جهة أخرى، حيث تدور الآن التحالفات بين الرموز الثلاثة. كما أن المعارضة حسب الصلاحي "رضت لنفسها بسقف متدنٍ من المطالب وخاصة بعدما وضعت المبادرة الخليجية والتي نزلت بسقف طموحات الشباب الذي طالب بتغيير النظام ومحاكمته وبناء دولة مدنية إلى الموافقة على انتقال تدريجي للسلطة". كما يرى الصلاحي أن المعارضة على نفس شاكلة النظام، ولذلك خرج الشباب من كل القوى الاجتماعية حتى كان من بينهم من خرجوا عن أحزابهم واصطفوا مع حركة ثورية جديدة. ويعتبر أن غياب صالح الآن عن الساحة لا يعنى تحقق أهداف الثورة حيث أن زيارته زيارة علاجية سيعود منها ليكمل ما بدأه أما رحيله عن السلطة فكان يتطلب قرارا جمهوريا بنقل السلطة إلى نائبه. وحول إدارة اليمن يقول الصلاحي إنها آلت إلى أبناء صالح مدللا على ذلك بما حدث يوم الخميس الماضي عندما ذُكر أن الرئيس خرج من غرفة العناية المركزة. لقد تم إطلاق النار فيى 17 محافظة لمدة ثلاث ساعات، ليس فرحا بسلامة الرئيس ولكن للقول، إننا من يمسك بدفة البلاد ويملك إدارة البلاد وصنع القرار فيه. نيران كثيفة لم تطلق في أي حرب عالمية وعشنا خلالها رعبا لا يوصف. ويختم الصلاحي حواره مع راديو ألمانيا عن مستقبل اليمن، قائلا إن اليمن متجه الآن إلى عدة طرق إحداها وأخطرها هو حرب أهلية وخاصة في حالة إصرار أبناء الرئيس على البقاء في السلطة واستخدام العنف.