نمّر بلحظة تاريخية مليئة بالآمال الكبرى، يرافقها في ذات الوقت أخطار محدقة أيضاً، خصوصاً والثورات العربية وبالذات الثورة المصرية قد فتحت أفاقاً جديدة لربيع الحرية العربية، مما أستولد انعكاساً إيجابياً متسارعاً على الأوضاع المتوترة في (اليمن) شماله وجنوبه، بحيث رفع شعار إسقاط النظام الديكتاتوري الإرهابي العنصري القبلي المتخلف قبل أربعة أشهر، بينما بدا نضال أبناء الجنوب منذ (...) 7 يوليو 1994م، وإن كانت بداية مطالبهم حقوقية (كإصلاح مسار الوحدة، وإزالة آثار حرب 1994، والدفاع عن حق أبناء محافظات الجنوب في المساواة في التوظيف والسكن وتوزيع الأراضي، ...الخ)، وفي 7 يوليو 2007 أعلن أن مطالب أبناء الجنوب هي الحرية وفك الإرتباط مع نظام الجمهورية العربية اليمنية، وذلك في مهرجان يوم الأرض في ساحة الحرية في خور مكسر في عدن. فالنضال من أجل إسقاط النظام يعد مهمة وطنية عاجلة، وعند سقوط النظام فإنه من الطبيعي والمنطقي إحداث التغيير الضروري السلمي التاريخي للثورة في اليمن، الأمر الذي يحتم على كل القوى الوطنية سرعة التواصل والتوافق والاتفاق، على انتقال السلطة سلمياً، ليتم المحافظة على ترتيب وضبط الأمور الأمنية والسياسية والاجتماعية في اليمن قبل فوات الأوان، بما يضمن تحصين المستقبل وتصفية رواسب ومشاكل الحاضر والماضي المعقدة، عن طريق التأسيس الواقعي العلمي لبناء دولة اتحادية مدنية ديمقراطية كحد أدنى لمطالب أبناء الجنوب من إقليمين بين الشمال والجنوب، ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ولفترة إنتقالية يتفق عليها الطرفان. وذلك لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها اليمن الآن، وبما يعيد الحقوق المنهوبة والمسلوبة لأصحابها وبالذات حقوق أبناء الجنوب وخلق الثقة بين الشعبين لبناء المستقبل الآمن للأجيال القادمة بكل مكونات الدولة وأساسها الحرية والكرامة وتحقيق العدالة للشعبين في الشمال والجنوب. ما لم يتحقق ذلك، فأبناء الجنوب لديهم خيارات أخرى. ومن خلال متابعتنا للدعوات الصادقة، التي صدرت عن بعض القوى الوطنية وعلى رأسها الدعوة المخلصة لشباب الثورة المطالبة بتكوين مجلس إنتقالي لتسير أمور الدولة لفترة إنتقالية يصار خلالها العمل على صياغة دستور ونظام حكم جديد يلبي متطلبات التغير الحقيقي في الوطن، ولأن هذه هي الطريقة المثلى والملبية لمطالب الشعب وثورته المباركة، فقد صدرت البيانات والتصريحات المؤيدة لها من الكثير من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية، وخصوصاً وإن بعضاً من تلك الأحزاب والقوى والشخصيات هي جنوبية الأصل والمنشأ والانتماء وأخرها ما صدر عن حزب رابطة أبناء اليمن ( رأى) وهو أول حزب يمني جنوبي المنشأ والهوى. ورغم أننا نبارك ونؤيد كل تلك الدعوات ونتفق معها بضرورة تكوين ذلك المجلس الانتقالي وبشروط تكوينه، وخاصة ما جاء في بيان الأخوة في حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في فقرته التالية: (مجلس انتقالي يكون البديل لقيادة البلاد في الفترة الانتقالية، بحيث ينشئ عنه مجلس رئاسة مؤقت وحكومة مؤقتة. ومن هذا المنطلق فإننا ندعو إلى أن يكون المجلس الانتقالي متوازن التمثيل، وأن يحتل الثوار في كل الساحات ما لا يقل عن 40% من قوامه، وأن تمثل فيه القوى الوطنية والحراك الجنوبي، وأن تناقش فيه قضايا الوطن الأكثر إلحاحاً ومنها القضية الجنوبية بكل أبعادها، ونناشد الأشقاء والأصدقاء بدعم هذا التوجه). إلا أننا كجنوبيين نرى أنه من غير المعقول والمقبول المشاركة في أي حكومة انتقالية مالم تتضمن أسس ومبادئ الرؤية الجنوبية للحل والصادرة عن اللقاء التشاوري في القاهرة والمنعقد في الفترة 9 11 من مايو الماضي، ذلك اللقاء الذي كان لنا شرف المشاركة فيه والذي توافق فيه الجميع على اعتبار القبول بالدولة الاتحادية بين إقليمين شمالي وجنوبي هي الحد الأدنى الذي بمكن للجنوبيين قبوله، ويرفضون المشاركة في أي حكومة انتقالية لا تلبي ذلك، وعلى هذا الأساس فإن المطلوب من الأخوة في الشمال القبول الصريح بهذه المطالب كحقوق سياسية وتاريخية والاعتراف بالقضية الجنوبية، والتأسيس لذلك منذ اللحظات الأولى لسقوط النظام، قبل الطلب من الجنوبيين المشاركة في المجلس أو الحكومة الانتقالية. التي نرفض كجنوبيين المشاركة فيها ما لم تكن مناصفة بين الشمال الجنوب، كما نطلب من كل الجنوبيين في الداخل والخارج الذين يرون في قيام الدولة الإتحادية كحد أدنى الإلتزام بروح وتوصيات لقاء القاهرة بعدم المشاركة في أي عمل في الفترة الانتقالية ما لم يكن يساوي بين إقليمين شمالي وجنوبي. ونرى أن الشكل الذي يمكن التوافق عليه لتكوين مجلس رأسي والقبول بالقوى المكونة له للفترة الانتقالية هو التالي: 1- الحراك السلمي الجنوبي ممثل رئيسي لشعب الجنوب 2- ممثل عن شباب الثورة السلمية في الشمال 3- ممثل عن شباب الثورة السلمية في الجنوب 4- ممثل عن اللقاء المشترك وشركائه ( حزب الإصلاح والحوثيين وغيرهم) 5- ممثل عن الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام 6- ممثل عن المعارضة الجنوبية في الخارج ( نظراً لأن الغالبية العظمي من رموز وقيادات الجنوب مهجرة ومطاردة من قبل النظام الفاشي في صنعاء منذ حرب عام 1994م) وعلى هذا الأساس يمكن تكوين الحكومة الانتقالية وبالتساوي بين إقليمي الشمال الجنوب، وأي مجالس أو هيأت انتقالية أخرى. وانطلاقا من ذلك، نتمنى على الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في دول مجموعة أصدقاء اليمن والمجتمع الدولي، الاعتراف الصريح بالقضية الجنوبية وبحاملها الرئيس الحراك السلمي الجنوبي، فالجميع يدرك أنه لا يمكن حل الإشكال في اليمن مالم تحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً ومرضياً لشعب الجنوب، كون القضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل المشاكل اليمنية المركبة والمعقدة، كالأمن والاستقرار، ومحاربة التطرف والإرهاب، ويعتبر الجنوب الركيزة الأساسية لهما فاستقرار الجنوب هو الضامن الأساسي للأمن والاستقرار في المنطقة. الجنة والخلود لشهدائنا والشفاء للجرحى والمصابين والحرية لمعتقلينا وعلى رأسهم شيخ الثوار الأستاذ حسن أحمد باعوم. والله من وراء القصد