أعلنت هيئة الطوارئ التركية أنها شرعت في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية التي تقدمها للنازحين السوريين بحيث تمتد إلى الجانب السوري حيث تحتشد أعداد كبيرة ممن ينتظرون دورهم في عبور الحدود. وقالت الهيئة في بيان لها إن "توزيع المساعدات الإنسانية يشمل الآن أيضا تلبية الحاجات الضرورية من الطعام للمواطنين السوريين المنتظرين على الجانب السوري من الحدود". وتعد تلك هي المرة الأولى التي تنفذ فيها السلطات التركية عملية إغاثة إنسانية عبر الحدود، بعد أن استضافت بالفعل نحو عشرة آلاف لاجئ سوري نزحوا إلى أراضيها ويقيمون الآن في مدن من الخيام على الأراضي التركية. واوضحت الوكالة الحكومية ان عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ يوم الاحد 10553 بعد وصول 585 شخصا وعودة 146 اخرين طوعيا الى سوريا. من جانبها دعت السلطات السورية النازحين واللاجئين السوريين الى العودة الى ديارهم،مؤكدة انهم لن يتعرضوا الى اي اجراءات عقابية. وتشير تقارير الى ان هناك حشود من السوريين ينتظرون على الحدود السورية مع تركيا ويترددون في اتخاذ قرار العبور، وقد جاء عدد كبير من هؤلاء من منطقة جسر الشغور التي شهدت مؤخرا مواجهات دامية بين المحتجين على نظام الحكم السوري وقوات الجيش ، ولا تبعد جسر الشغور أكثر من 40 كيلومترا عن الحدود مع تركيا. حدود مفتوحة وكان وزير الخارجية التركي داود أحمد أوغلو قد صرح يوم الخميس الماضي بأن بلاده ستبقي على حدودها مع سوريا مفتوحة أمام الفارين من العنف في سوريا وستقدم لهم المساعدات الإنسانية. وفي سياق متصل أعلن ياكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه سيتوجه إلى سوريا لمناقشة أبعاد الموقف الإنساني هناك مع المسؤولين السوريين. وسبق لكلينبرجر أن ناشد السلطات السورية مرارا أن تسمح لمنظمات وجماعات الإغاثة الإنسانية المحايدة وللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بمقابلة الجرحى والمعتقلين أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن. وأوضحت اللجنة من مقرها في جينيف أن كليبنبرجر سيصل إلى دمشق اليوم الأحد وسيجري محادثات مع رئيس الوزراء السوري عادل صفر ووزير الخارجية وليد المعلم أثناء الزيارة التي تستغرق يومين. وكان الجيش السوري نشر دباباته في مدن جديدة شمال غرب البلاد لمواجهة ما يصفه الإعلام الرسمي بعصابات مسلحة، فيما وصل المئات من السوريين إلى الحدود التركية لينضموا إلى آلاف آخرين فروا من الحملة العسكرية. وكانت دمشق سعت إلى إصلاح علاقاتها المتوترة مع جارتها تركيا بشأن حملة القمع التي تقوم بها ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
اقتحام وكان ناشطون سوريون اشاروا الى إن الجيش السوري اقتحم السبت بلدة بداما التابعة لمحافظة ادلب الواقعة على الحدود مع تركيا والتي يعتمد عليها النازحون في الحصول على احتياجاتهم الضرورية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قوله إن "الجيش السوري اقتحم صباح السبت بلدة بداما المجاورة لمدينة جسر الشغور حيث سمعت اصوات اطلاق أعيرة نارية". وأضاف عبد الرحمن "انتشرت نحو 5 دبابات وآليات عسكرية بالإضافة إلى 15 ناقلة جند وحافلات وسيارات جيب على مداخل البلدة". ويقول سكان بداما الذين نجحوا في الفرار منها إن اقتحام البلدة وحصارها وإشعال النار في الغابات المحيطة بها من جانب الجيش السوري أدى موجة جديدة من هجرة السكان إلى الحدود التركية للانضمام إلى المتجمعين هناك. وتقع بلدة بداما بالقرب من جسر الشغور التي كانت قد خرجت عن نطاق السيطرة الحكومية قبل أن يستردها الجيش السوري الأسبوع الماضي بعد معركة دامية سقط فيها عشرات القتلى من المدنيين. كما جاءت حملة الجيش السوري على بداما بعد يوم واحد من حصار بلدة معرة النعمان الواقعة على الطريق السريع الذي يربط العاصمة السورية دمشق مع حلب. وقال نشطاء اليوم إن الجيش السوري بدأ في إحكام قبضته على المناطق الحدودية مع تركيا وأحرق المنازل والمخابز التي كانت توفر الإمدادات الضرورية للراغبين في عبور الحدود، كما أقام الجنود السوريين نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إلى بداما وعلى مسافات كبيرة على الحدود واعتقلوا عشرات الأشخاص خلال الأيام القليلة الماضية في محاولة لوقف تدفق تيار اللاجئين الراغبين في عبور الحدود. وتأتي التطورات بعد يوم من مقتل 19 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مظاهرات تطالب بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد في أكبر احتجاجات منذ تفجر الاضطرابات في مارس/ اذار الماضي وذلك وفقا لناشطين سوريين. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن عشرات الآلاف خرجوا في مظاهرات في انحاء البلاد في تحد للحملة العسكرية وتجاهلوا تعهدا بتخلي رامي مخلوف ابن خال الأسد الذي يعتبره المعارضون رمزا للفساد عن امبراطوريته التجارية وتحويلها إلى العمل الخيري. وقال شهود وناشطون ان عشرات الالاف احتشدوا في درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة اشهر ضد حكم الأسد وفي الشمال المناطق ذات الغالبية الكردية من شرق البلاد وإقليم دير الزور ومدينة حماة شمالي دمشق وفي ضواحي العاصمة نفسها.