يظن البعض ان استقالتنا - اتكلم عن نفسي ومن يشاركني الرأي- من المؤتمر الشعبي العام لأننا لم نعد نعتقد بميثاقه وبرامجه او لأننا نريد الأنضمام للثورة وكأن الأنضمام لها شرطه ترك المؤتمر او لكي نركب الموجه كما فعل البعض او لاننا نريد الأنضمام الى احد الأحزاب المعارضة او لنصير من انصار اي تيار او جماعة اعلنت انها ثورية. طبعا، سيلاحظ الكثيرين ممن تركوا المؤتمر اقتناعا- وانا احدهم- بأننا تركناه لأن الحزبية التزام وقد كنا نزاول النقد الداخلي والعلني للمؤتمر وممارسات كثير من اشخاصه الخاطئة او الفساد المستشري سواء كان تنظيميا او اداريا او اعلاميا ، وايضا كنا نمارس ذلك الدور في اتجاه الحكومة المؤتمرية ويعرف الجميع ان احرار المؤتمر مثلا في مجلس النواب كان لهم الدورالأبرز طوال فترة عملهم في الرقابة والنقد على الحكومة والمؤتمر وربما اكثر من المعارضة نفسها. لذا وفي هذه المرحلة ولاننا نؤمن بأن المؤتمر فكر وبرامج وافراد، وان اي حزب لا يتناغم فيه افراده مع برامجه واهدافه فأنه يصبح عبثا القول بأن الحزب ليس له ذنب وبأنه يجب البقاء فيه ، ولكن لا اعتقد ان هذا صحيحا فالحزب -اي حزب- هو عبارة عن منظمة سياسية تجمع فيها مجموعة من الناس يؤمنون بفكر معين او ان لديهم برنامجا متكاملا يعملون من خلاله على الوصول لمقاليد السلطة ليس للسلطة بحد ذاتها بل لتنفيذ برامجه التي اهلته لثقة الشعب ليطبق تلكم البرامج بواسطة افراده ونخبه. ولهذا عندما تعتقد ان زمام الحزب يتحكم بها مجموعات لاتنسجم مع برامجه او اهدافه او انهم غير مؤهلين لذلك الدور او انهم انما تحزبوا لذلك الحزب من اجل الوصل للسلطة والأغتنام الشخصي منها فقط فيكون تركه ربما يجدي نفعا للضغط عليه من اجل التغيير بدل محاولة نقده وتغييره من الداخل والتي يأس منها الكثيرين من الشرفء المؤتمرين او البقاء مستقلا ولا يمنع البحث عن غيره يمتلك نفس البرامج والأهداف لمن احب ذلك. حري بأي شخص يمتلك شخصية حرة ونزيهة بأن لا يشارك مع تلك المجموعات وان يصبح من ضمن الجسور التي يعبر عليها الفاسدين. لا يعني هذا التبرير بأننا استقلنا لكي نحارب المؤتمر او ان نصبح معاول هدم له فهو يظل كيانا حزبيا يحضى بأحترامنا وخروجنا منه كان نوعا من الضغط الذي ارتأينا انه واجب في هذه المرحلة من اجل الأصطفاف مع ثورة الشباب السلمية من اجل تحقيق حلم التغيير السلمي نحو دولة النظام والقانون والدولة المدنية الحديثة التي كانت ستقود ايضا الأحزاب لتصحيح اوضاعها وطرد الفاسدين والمتسلقين منها لانه يومئذ سيصبح مطلبا حيويا لحياة تلكم الأحزاب ومنها المؤتمر، وكما انه ليس من الأخلاقي ان تظل في المؤتمر وتذهب مع الأخرين لإسقاط رئيسه او حكومته!!!. اعتقد البعض ان استقالتنا من المؤتمر تقتضي منا ان نصبح جزء من المعارضة او احدى احزابها ، ويريدون ان نؤيد كل ما يأتي منهم او حتى كل ما يأتي من الساحات تجاه السلطة والحزب الحاكم -اي المؤتمر- وقد تجلي ذلك حين نسمع تصفيقهم وثنائهم عندما ننقد السلطة والحزب الحاكم وايضا ننال سخطهم واستقبال مفردات قواميسهم من الأندساس والتخوين والنفاق وشق الصف الثوري عندما ننقد افعالهم او بعض رموزهم!!!. عجيب امر البعض! هل المطلوب منا بأن نصبح جزء من احزابكم ودكاكينكم وتياراتكم؟ ام تراكم تريدون منا حمل السلاح وقطع الطريق كما فعل بعض مشائخ الثورة!. هل تريدون ان نهلل كما فعلتم للفاسدين والمتسلقين المنظمين لثورة الشباب السلمية؟ ام نحتفل معكم بمناسبة حادث ارهابي في مسجد النهدين؟ بوضوح وجلاء، لقد استقلنا من المؤتمر ونحن نؤمن بأن المؤتمر والرئيس صالح يمثلون شرعية دستورية وفق انتخابات شارك فيها الحاكمون والمعارضون ووفق دستور استفتينا جميعا عله وتحت اشراف لجنة انتخابية كانت المعارضة شريك فيها وفق تقارير كل المنظمات المحلية والدولي التي اشرفت على تلك الأنتخابات. ونؤمن كذلك بالثورة السلمية المدنية التي استبشرنا بها لتقويم الأعوجاج والضغط على السلطة والمعارضة من اجل حل سياسي توافقي ينسجم مع تطلعات الشعب اليمني وامانيه ويعمل على وضع حلول صحيحة وراسخة ودائمة لكل مشاكل اليمن المستعصية مثل الأرهاب والقضية الجنوبية وقضية صعدة وقضايا الفساد ويحقق دولة مدنية قوية شفافة قائمة على دستور قوي موحد للأمة ونظام سياسي فعّال يؤدي لبناء دولة مؤسسات وقانون ويفضي الى المواطنة العادلة ويرسي دعائم الأمن والأستقرار القائمة على التنمية المستدامة التي يظهر ريعها على كل الشعب وليس على نخبه وزعماءه فقط. اننا بجانب هذه الثورة الشبابية والشعبية السلمية مادامت سلمية وحضارية ولسنا مع اي شيخ مبندق او ارهابي ملغم او عالم متحزب او فاسد او متسلق يبحث عن مهرب او مغنم او تدخل اجنبي يفضي لتقاسم الكعكة وتهميش هذا الشعب المسكين. كما اننا سنزاول الجهر والكتابة والنقد عن اي مظهر او حادث او فعل كان لحزب -سلطة ومعارضة- او افراد سواء كانوا في السلطة او المعارضة او الثورة ، لأن لنا رسالة واضحة هي السعي مع كل الخيرين وكل الجهود التي تؤدي الى تحقيق التغيير الإيجابي المنشود، ولن نهادن او نجامل اي طرف بدعوى الأنتظار للأنتصار لان الرضى بالتغيير بالخطأ اكبر خطأ ولا يمكن ان يتحقق اي امل ورجاء بدون جهد سياسي كان او ثوري لا يمتلك النزاهة والشفافية ويكون خاليا من الفساد والمفسدين والأعمال الفاسدة ، وبخلاصة نريدها ثورة بيضاء نقية سلمية وغيرها لا نريد. ختاما ارجوا ان يكون اصطفافنا جميعا من اجل التغيير السلمي الإيجابي بحد ذاته من اجل دولة مدنية حضارية وليس من اجل استبدال الأشخاص والرموز بأخرى قد تكون أعتى وأمر.