ما يزال الجمود السياسي سيد الموقف في اليمن بعد إصابة الرئيس علي عبدالله صالح في انفجار داخل مسجد الرئاسة يوم الثالث من يونيو، رغم بذل جهود دولية ومحلية لتحريك المياه الراكدة والبدء بالانتقال السلمي للسلطة وفقاً للمبادرة الخليجية. ووفقاً لموقع الجزيرة نت فقد كثفت أحزاب المعارضة اليمنية خلال الأسابيع الماضية من اتصالاتها بالسلطات في إطار جهود الحل السياسي الساعية إلى تسليم عبدربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس زمام تسيير البلاد حتى نهاية 2013، وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة مناصفة مع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، وإعادة هيكلة كل من وزارتي الدفاع والداخلية لدمج الوحدات الموالية للثورة في الجيش، مع بقاء محتمل لأقارب الرئيس صالح وأبنائه في مناصبهم الأمنية خلال الفترة الانتقالية. غير أن جهود الحل تلك بدت -وفق مراقبين- بدون جدوى بسبب رفض أبناء وأقارب الرئيس الممسكين بالأجهزة الأمنية والعسكرية لأي شكل من أشكال انتقال السلطة، وتقول بعض المصادر إن مجلساً عسكرياً مصغراً برئاسة أحمد، نجل الرئيس، هو المتحكم الفعلي في البلاد، وإنه ليس للقائم بأعمال الرئيس أي صلاحيات تذكر.
بداية الحل ويرى الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني المعارضة النائب صخر الوجيه أن المخرج الحقيقي لنقل السلطة يبدأ أولاً بالإعلان عن الحالة الصحية للرئيس صالح الذي يعالج في المملكة العربية السعودية منذ نحو ثلاثة أسابيع بعد إصابته في انفجار قصر الرئاسة. وأضاف الوجيه أنه لا بد أولاً من أن يتم التعرف على حالة صالح إن كان في صحة جيدة تمكنه من توقيع المبادرة الخليجية ويقدم الاستقالة فوراً، أما إن كان في حال عجز دائم فإن السلطة ستنتقل دستورياً إلى نائبه عبدربه منصور هادي. وأكد المتحدث نفسه في حديث للجزيرة نت أن المعارضة لديها سقف زمني للحوار بشأن نقل السلطة، وهي تدرك تماما أنه كلما طال الزمن تدهورت الأوضاع أكثر، فالبلد -وفق رأيه- يعيش في فراغ دستوري، وكل المحافظات بما فيها العاصمة تعاني عجزا حكوميا عن تسيير شؤون المواطنين. وأوضح رئيس مركز دراسات المستقبل الدكتور فارس السقاف أن أقارب الرئيس الموجودين في السلطة والمتمركزين في المواقع العسكرية والأمنية يحاولون فرض أنفسهم ويتمسكون بالحكم، وأن ما ساعدهم على ذلك هو التكتم على حالة الرئيس الصحية، واصفا ذلك بأنه جريمة ترتكب بحق الشعب اليمني. ودعا السقاف في حديث للجزيرة نت السعودية للعب دور إيجابي أكبر من خلال كشف الحالة الصحية للرئيس، ومن خلال تفعيل جهودها للتسريع في نقل السلطة سلميا إلى النائب حفاظا على أمن اليمن، و"حتى يسجل لها التاريخ موقفا مشرفا يذكره كل أبناء اليمن".
حلول بديلة وشدد السقاف على ضرورة إيجاد حلول بديلة تفرضها القوى الثورية من خلال تشكيل مجلس انتقالي يدير البلد، داعياً أحزاب اللقاء المشترك وهي -وفق رأيه- "الحامل السياسي لهذه الثورة" أن تتقدم خطوة إلى الأمام وتتبنى خيار الشباب بتشكيل ذلك المجلس. وأكد السقاف أن من ستكون له الكلمة في حسم هذا الصراع الدائر هم شباب الثورة، داعيا إياهم إلى التكتل وتوحيد جهودهم، وألا ينتظروا الحلول السياسية "التي تستهلك الوقت ولا تفضي إلى شيء". وحث السقاف الثوار على إعداد "برنامج تصعيدي محدد" يتضمن إعلان انتهاء حكم صالح تماما ومطالبة بمحاكمة قادة الأجهزة الأمنية من أقارب الرئيس كما يحدد مهلة زمنية لأحزاب المعارضة لتبدي موقفها من خيار المجلس الانتقالي.