ربما تكون الحرب العسكرية المستمرة في اليمن، الواقعة جنوب شبه الجزيرة العربية، أول حرب مسلحة جديدة لما يسمى ب "الحرب بالوكالة" بين إيران الشيعية والمملكة العربية السعودية السنية. حيث يخشى من أن هذا النزاع قد يتوسع ويندلع عبر دول شبه الجزيرة العربية، وينتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط. هذا ما قاله تقرير حصل عليه "المصدر أونلاين" ونشره موقع "جوسيف فاراه جي2 بوليتين". وهو نشرة إليكترونية أميركية مستقلة متخصصة في الشؤون العسكرية والاستخباراتية الإقليمية ويديره صحفيون مستقلون ومستشارون تابعون لوكالات استخبارات أوروبية وأميركية، ويتخذ من العاصمة الأميركية واشنطن دي سي مقرا له. وبحسب ما جاء في التقرير، فإن هذا الصراع يعكس بداية مواجهة بين إيران والدول العربية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة الأميركية، وذلك من أجل السعي الإيراني للحصول على التفوق الإقليمي، موضحاً أن هذه الحرب تؤثر الى حد كبير على اليمن في الوقت الراهن، غير أن ما يلوح في الأفق: أن ساحة المعركة لهذه الحرب ستتخذ مساراً توسعياً في المستقبل. ويضيف: وحالياً يشن اليمن، الذي يقع مباشرة بجوار المملكة العربية السعودية في حدود مشتركة، حملة عسكرية ضد متمردين شيعة من أتباع الحوثي المدربين تدريبا عاليا في القتال وعلى درجة عالية من التنظيم، في منطقة صعدة في الجزء الشمالي من البلاد. وقال إن :الحرب شهدت فترات متقطعة خلال الأشهر الماضية، اندلعت هذه المرة بشكل واسع النطاق، حين بدأت قبل نحو أسبوعين بعد أن شن 66 ألف (66000) جندي يمني تابعين للقوات المسلحة اليمنية هجمات قوية ضد المتمردين الحوثيين هناك. وفيما أورد التقرير بعض التفاصيل عن الحوثين الذين قال إنهم يرجعون إلى الطائفة الزيدية التي تتبع شكلاً صارماً من الإسلام الشيعي، وتتلقى دعماً إيرانياً شمل التدريب العسكري على السلاح، فقد ذهب إلى أنهم يسعون لاستعادة نظام حكم الإمامه الزيدية الذي أطيح به في عام 1962. ويرى أن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين يأتي كوسيلة لدولة إيران لكسب ميزة عسكرية في المنطقة، كون منطقة صعدة تقع على حدود مباشرة ومشتركة مع المملكة العربية السعودية. وأما بالنسبة للسعودية - ذات التوجه السني – يعتقد كاتبو التقرير- أنها تنظر إلى الحرب على أنها مواجهة محتملة بسبب الخلافات الدينية المتعمقة الجذور بينها وبين إيران الشيعية، التي سببت مؤخراً ذعراً في المنطقة بسبب برنامجها لتطوير صناعة الأسلحة النووية. وهو ما دفع المملكة العربية السعودية إلى التفكير جدياً في حيازة برنامج لتطوير سلاح نووى خاص بها. وفي واقع الأمر – يستدرك - أن هذا قد حصل بالفعل، بعد أن أعلنت الحكومة السعودية مؤخراً عن خطط لبناء محطة للطاقة النووية. وهنا ينسب التقرير لمسئولين سعوديين رفيعي المستوى في الحكومة السعودية قولهم: بأنه إذا أنتجت إيران سلاحا نوويا ، فإن حكومة المملكة العربية السعودية سوف تفعل نفس الشيء وتنتج سلاحاً نووياً. ويضيف قائلاً: إن الوضع يعكس مساعي وجهود إيران التي بذلتها في السنوات الأخيرة من أجل زيادة توسيع نفوذها في الدول العربية التي تشهد نمواً متصاعداً للأقليات الشيعية فيها. فحتى المملكة العربية السعودية، التي تعد معقلاً وحصناً للمذهب السني ، شهدت نمواً وتصاعداً في سكانها الأقلية من الشيعة بسبب المهاجرين والعمالة الشيعية الوافدة من بلدان إسلامية أخرى. ومع ذلك – يواصل - فبالرغم مما يقوله المواطنون السعوديون الشيعة في المملكة العربية السعودية من أنهم يعانون من سياسة التمييز ضدهم، وبالرغم من جهود الحكومة السعودية الجارية للحد من تنامي نفوذ الشيعة فيها، إلا أن كل هذا قد خلق شقاقاً وسط الأمة السعودية، بل أصبح الشيعة فيها يشكلون خطراً محتملاً حقيقياً على العائلة المالكة السعودية. ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن المسئولين الأمنيين يعتريهم القلق من أن مثل هذه الحروب التي تشن بالوكالة، كما هو الحال في اليمن، قد تبدأ قريبا في بلدان عربية أخرى مثل الكويت والسودان والمغرب والبحرين ولبنان، وذلك نظراً لتزايد النمو السكاني للأقليات الشيعية فيها.