ضبط متهمين بقتل شخص وإصابة اثنين قرب قاعة الوشاح    الشورى يدعو لاجتماع طارئ لمواجهة تداعيات الاعتراف الصهيوني بأرض الصومال    مكونات حضرموت وشبوة تعلن تأييدها الكامل لقرارات الرئيس وتحمل الانتقالي المسؤولية عن أي تصعيد    مصدر بشرطة مأرب يستهجن أكاذيب ناطق المجلس الانتقالي    اللقاء الأسبوعي السادس بين الحكومة والقطاع الخاص يؤكد الشراكة في دعم الاقتصاد الوطني    عاجل: بيان صادر عن وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة    أبو الغيط يدعو إلى الوقف الفوري للتصعيد وتغليب لغة الحوار في اليمن    لجنة معالجة قضايا السجون تواصل جهودها للإفراج عن سجناء الحقوق الخاصة    وزارة الاقتصاد والصناعة تحيي ذكرى جمعة رجب بفعالية خطابية وثقافية    خلال 8 أشهر.. تسجيل أكثر من 7300 حالة إصابة بالكوليرا في القاعدة جنوب إب    الأرصاد يحذر من تشكّل الصقيع ويدعو المزارعين لحماية محاصيلهم    انقسام داخل مجلس القيادة: نصف المجلس يعتبر قرارات العليمي غير دستورية    توجه حكومي لحماية الصناعة المحلية: تسجيل 100 مشروع جديد وفريق فني لحل إشكالات الضرائب    المعادن النفيسة تسترد عافيتها: الذهب يصعد 1% والفضة تقفز 3%    اعلان حالة الطوارئ واغلاق مختلف المنافذ ومنح محافظي حضرموت والمهرة صلاحيات واسعة    مكون الحراك الجنوبي يعلن تأييده لبيان قائد الثورة بشأن الصومال    تأهل 14 منتخبا إلى ثمن نهائي أمم أفريقيا.. ووداع 6    اتفاق الأسرى.. وخطورة المرحلة    أمريكا تزود الكيان بصفقة طائرات (اف 35)    الطيران السعودي ينفذ ضربة جوية في ميناء المكلا    نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما هي الرؤية الأمريكية لحرب صعدة وهل هناك دور إيراني في الجنوب؟
نشر في المصدر يوم 10 - 12 - 2010

يواصل المصدر أونلاين نشر ترجمات خاصة لوثائق ويكيليكس حول اليمن. وفي السطور التالية نصاً لوثيقة رفعها السفير الأمريكي السابق بصنعاء ستيفن سيش..
تاريخ كتابة الوثيقة 12/ 9/ 2009.

نص الوثيقة:
الحرب في صعدة والعلاقة بين إيران والحوثيين
برغم من تكرار الاتهامات لطهران بدعمها المالي والمعنوي للمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية، وازدياد التراشق الإعلامي بين اليمن وإيران، فإن التأثير الإيراني في اليمن إلى حد الآن لا زال محدوداً بعلاقات دينية غير رسمية بين أقراد من اليمنيين ورجال دين إيرانيين فضلا عن استثمارات إيرانية بسيطة في مجال الطاقة والقطاع التنموي.

وفي الوقت الذي تمتلك إيران مبررات استراتيجية جيدة كي تتدخل بنفسها في الشأن اليمني، للحصول على موقع متقدم على الحدود السعودية حيث توجد كثافة سكانية كبيرة من طائفة الزيدية الشيعية" فإن التورط الإيراني الواضح يبقى في حرب الوكالة التي يشنها الإعلام الإيراني ضد السعودية كدعم معنوي واضح للمتمردين الحوثيين.

إن الفجوات الواضحة تتمثل في المعرفة المسبقة للناشطين الإيرانيين باليمن بسبب حساسية موضوع التدخلات المحدودة في أحداث في صعدة , وبينما كان يُعتقد سابقا أن مثل هذا التدخل يعتبر محدوداً، فإن المصالح الاستراتيجية الإيرانية في اليمن تستحق رقابة دقيقة ومكثفة في المستقبل.

بعد زيارة مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوي لصنعاء بداية عام 2009م ، فإن العلاقات الثنائية الرسمية كانت قد تدهورت بشكل سريع نتيجة للحروب المتجددة في محافظة صعدة، بينما تسعى إيران إلى ترميم تلك العلاقات من خلال سفارتها التي يديرها السفير محمد زادة.

ووفقا لمصادر "DATT" فإن إيران لا تقدم أي تدريب عسكري لليمنيين ولم يُعلن عن أي صفقات عسكرية بين الدولتين خلال السنوات الأخيرة، وقد زار رئيس البرلمان الإيراني علي لا رجاني اليمن في مايو 2009 لمناقشة الاستثمارات الإيرانية في مجالي الطاقة وقطاعات البنية التحتية والعلاقات الثائية.

وخلال زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى صنعاء في يونيو، وهي الزيارة الثانية من نوعها خلال سنتين، والتي أصلح فيها الجانبان على الأقل الشكل الظاهري لعلاقاتهما الثنائية، أخبر متكي وسائل إعلام محلية: إن إيران تسعى إلى إقامة علاقة صادقة وطيبة مع اليمن ، وأن إيران تتمنى لليمن مزيداً من التقدم والأمن والازدهار.

ومع بداية شهر أغسطس، بدأت الحرب السادسة في محافظة صعدة بالاشتعال حيث بدأت بعض الجهات تشير إلى وجود تدخل إيراني في الشأن الداخلي اليمني.

فقد كرر رئيس دائرة المراسم في وزارة الخارجية اليمنية، عبد الله الرضي، والذي قضى ما يقارب عقداً من الزمان في طهران، كطالب وكملحق ديبلوماسي وقام بزيارات لإيران كسفير لليمن، كرر نفس موقف مسئولي المخابرات اليمنية حينما أخبر مصادر إعلامية في 23أغسطس بأنه يُعتقد أن إيران تريد أن تلعب دوراً سياسياً قوياً في اليمن يشابه الدور الذي تلعبه في لبنان من خلال حزب الله.

وقال الرضي إن اليمن حاولت تطبيع العلاقات بعد زيارتي لا رجاني ومتكي، لكن اليمن لا يستطيع أن يقبل المحاولات الإيرانية لتحويل زيدية اليمن إلى المذهب الاثنى عشري السائد في إيران - " مع ملاحظة أن الشيعة الزيدية هم أقل تطرفاً وأقرب في ممارساتهم إلى السنة" - وقال الرضي أيضا إن الإيرانيين لا زالوا مستائين من الدعم اليمني للعراق خلال حرب الخليج الأولى.

علاقة إيران والحوثيين
برغم من أن وزارة الإعلام تسعى للقول إن إيران تسعى لتزويد المتمردين الحوثيين في صعدة بالدعم المالي والمعنوي، فإن هناك دلائل قليلة قد برزت إلى السطح لتؤكد هذه التهمة، فقد أخبر الرئيس صالح أثناء لقائه بالجنرال بتوريوس في 26 يوليو، أن جهاز الأمن القومي لدية أشرطة فيديو (دي في دي) توضح أن المتمردين الحوثيين يتلقون تدريباً على القتال والتكتيك على أيدي عناصر من حزب الله.

ملاحظة: وفي محادثة لاحقة مع وكيل جهاز الأمن القومي، عمار يحيي محمد عبد الله صالح، أفاد عمار أنه لا علم له بأشرطة ال"دي في دي" تلك.

وفي الاجتماع الذي عقد في 17 أغسطس، ادعى رئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي، بحسب وزارة الإعلام، أنه قد تم اعتقال شبكتين منفصلتين من الإيرانيين في اليمن بتهمة التخابر والتواصل مع المتمردين الحوثيين وأن أحدهم اعترف بتقديم مئة ألف دولار أمريكي للحوثيين نيابة عن الحكومة الإيرانية.

وأخبر الآنسي جون برينان مستشار الأمن القومي الأمريكي في 6 سبتمبر، أن الحكومة اليمنية لم تتمكن من نشر مثل هذه الأدلة حول هذه القضية بسبب أنها لا زالت منظورة أمام المحاكم اليمنية.

تعليق: منذ اندلاع التمرد الحوثي في 2004م، فإن الأجهزة الإعلامية قد اعتادت أن الحديث عن وجود أدلة مختلفة فيما يتعلق بوجود علاقة مزعومة بين الحوثيين وإيران وحزب الله, هو محاولة لإقناع الجانب الأمريكي بضم الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي عام 2008م، قدمت أجهزة إعلامية ملفاً معلوماتياً بغرض توضيح العلاقة بين الحوثيين وإيران وسبق وأن نُشرت هذه بالمعلومات من قبل منظمات مجتمع مدني في واشنطن، ويتفق المحللون أن مثل هذه المعلومات لا تُعد دليلاً كافيا على تورط إيراني في صعدة.

وقد كرر المتحدث باسم الحكومة اليمنية حسن اللوزي تصريحاته التي أدلى بها خلال الثلاثة الأسابيع الأولى من الحرب في صعدة، متهماً الإيرانيين بدعم المتمردين الحوثيين. وفي 1 سبتمبر حذر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران صراحة من التدخل في الصراع الدائر في صعدة، محذراً أن ذلك سيكون له تداعيات سلبية على العلاقات الثنائية بين البلدين إذا استمرت مثل تلك التدخلات، وأن اليمن سيضطر لاتخاذ قرارات حاسمة في هذا الخصوص، حسب تقارير صحفية، وتقدم القربي أيضا بشكوى رسمية إلى السفارة الإيرانية بصنعاء، تشير إلى وجود استياء يمني من الدعم الإيراني للحوثيين.

وأفاد وكيل العلاقات الخارجية بوزارة المالية اليمنية، فؤاد الكحلاني في 19 أغسطس أن المستوى التنظيمي ونجاح التكتيك العسكري للحوثيين ضد القوات الحكومية يدل على أن هناك مصادر مالية كبيرة تدعم الحوثيين، وبفضلها حقق الحوثيون هذا المستوى من النجاح العسكري.

وأضاف الكحلاني قائلاً، إن ذلك يعود إلى الأهمية الاستراتيجية في كسب موطئ قدم بالقرب من الحدود السعودية، وأنه بسبب ذلك تسعى إيران لدعم الحوثيين مالياً .

وفي الوقت الذي يستمر فيه الإيرانيون في نفي أي تدخل لهم في صعدة، صرحت السفارة الإيرانية في المنامة في 23 أغسطس، بحسب وسائل الإعلام البحرينية، أن إيران ليس لها أي صلة بالأحداث الدائرة في اليمن وأن أي دعم يُقدم لأي طرف يجب أن يصب في مصلحة وحدة الشعب اليمني" ، وقد كررت السفارة الإيرانية في صنعاء التصريح ذاته في 7 سبتمبر.

وذكرت تقارير صحفية في 22 أغسطس أن مسئولين في الحكومة اليمنية كشفوا عن وجود ستة مخازن للأسلحة تابعة للحوثيين بالقرب من مدينة صعدة وكلها مليئة بأسلحة إيرانية الصنع وتشمل بنادق آلية وصواريخ قصيرة المدى وذخائر.

وفي اجتماع وزاري عقد في 25 أغسطس، أبلغ رئيس الهيئة العامة للأركان اللواء أحمد الأشول عن وجود عدد محدد من الأسلحة الإيرانية الصنع عثر عليها في مناطق القتال في صعدة ولكن لم يتحدث عن أي معلومات حول كمية هذا الأسلحة ونوعيتها وتجنب طلباً مباشراً بعرض هذه الأسلحة.

وفي يناير أخبرت مصادر عسكرية في الحكومة اليمنية ال DATT أن العلاقات بين البلدين كانت متوترة بسبب الدعم الإيراني للحوثيين ، ونفت هذه المصادر أيضاً علم الحكومة بالتواصل أو حتى التعاون مع السفن الإيرانية الموجودة في خليج عدن فيما بات يُعرف بمكافحة القرصنة هُناك.

***
ملاحظة: (تؤكد تقارير (GRPO) رفض الحكومة اليمنية السماح للسفن الإيرانية بدخول ميناء عدن، وذكر أن ذلك يعزى إلى قلق الحكومة اليمنية من أن إيران كانت تستخدم إرتيريا لشحن أسلحة لصالح الحوثيين. انتهى).

ووفقاً لما ذكره xxxxx فإن الحوثيين ليسوا بحاجة للحصول على أسلحة من خارج اليمن لأنهم يستطيعون بسهولة أن يستولوا على أسلحة الجيش اليمني أو يقومون بشرائها منه.

ويتفق السيد (xxxxx) الذي يقوم بالتواصل اليومي مع الحوثيين ومع مواطنين آخرين في صعدة على الفكرة التي مفادها أن أسلحة الحوثيين يتم الحصول عليها من الجيش اليمني وذلك من خلال الاستيلاء عليها من ميدان المعركة، أو الحصول على أسلحة خلّفها الجيش وراءه، أو من خلال صفقات أسلحة تتم في السوق السوداء من قبل قيادات عسكرية فاسدة وليس من قبل مصدر خارجي مثل إيران.

(S/NF) هناك إجماع شامل لدى المجتمع المدني بأن نفوذ الحكومة الإيرانية في صعدة يعتبر ضعيفاً إلا أنه بإمكان الحوثيين الحصول على دعم مالي من جماعات أو أفراد إيرانيين.

وقد أبلغ (xxxxx) الذي يتردد على صعدة بشكل مستمر مسؤول العلاقات السياسية بتاريخ 26 أغسطس بأن إيران لم تكن متورطة تاريخياً في الصراع الدائر في صعدة لكنه يحتمل أن تكون قد تورطت في الجولة الأخيرة من القتال بسبب تغير الظروف المحلية. لكنه أضاف بأنه لا يعرف شيئاً عن وجود أي مواطنين إيرانيين في صعدة في السنوات الأخيرة.

(ملحوظة: اعتادت الحكومة اليمنية على منح الإيرانيين المقيمين في اليمن تأشيرات حج للسفر براً إلى مكة إلا أنها أوقفت إصدار تلك التأشيرات منذ وقت قصير لأن الحكومة اليمنية كانت متململة من سفر الإيرانيين إلى السعودية عبر صعدة. انتهى).

وتوقع (xxxxx) بأنه يحتمل أن تقوم الجماعات الإيرانية بتقديم المال إلى الحوثيين لكنه لا يدري إلى أي مدى يتم ذلك. وزعم أن الحوثيين يستخدمون تلك الأموال لشراء أسلحة من العناصر الفاسدة في القوات المسلحة اليمنية التي تقوم ببيع الأسلحة والذخائر لكن نشطاء المجتمع المدني كانوا غير قادرين على تقديم أي دليل حسي على تورط مواطنين إيرانيين في صعدة.

(S/NF) إن التورط الإيراني الأكثر وضوحاً حتى الآن في حرب صعدة السادسة يتمثل في قيام الإعلام الإيراني بخوض معركة بالوكالة مع وسائل إعلامية سعودية ويمنية حول الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين.

وقد اتهمت الحكومة اليمنية التي تمضي قدماً في ممارسة تقليد يعود إلى المراحل المبكرة من حرب صعدة، اتهمت إيران بتقديم دعم مالي ومادي إلى المتمردين الحوثيين.

ومن جانبها ادعت إيران، عبر وسائل إعلام حكومية مثل قناة (Press TV) التي تبث برامجها باللغة الإنجليزية، وقناة العالم التي تبث برامجها بالعربية، بأن المملكة العربية السعودية متورطة بشكل مباشر في الحملة العسكرية ضد الحوثيين. وبناءً على ذلك فإن حرب صعدة قد أصبحت تمثل حرباً دعائية بين اليمن التي تتوق إلى الحصول على دعم جيرانها من العرب السنة إضافة إلى الولايات المتحدة وبين إيران التي يزعم أنها تسعى إلى إنشاء قوة وكالة شيعية في شبة الجزيرة العربية. وفي 24 أغسطس نقلت قناة العالم الإيرانية عن زعيم المتمردين يحيى الحوثي قوله إنه لا يوجد أي دعم إيراني يقدم للحوثيين.

وقد دأبت وسائل الإعلام الإيرانية على بث أشرطة فيديو بهدف إحراج الحكومة اليمنية وتحتوي تلك الأشرطة على صور يزعم أنها لجنود يفرون من ساحة القتال بينما تظهر تلك الصور الحوثيين وهم يرقصون على ظهور العربات المدرعة التي خلفها الجيش اليمني وراءه.

إيران والجنوب:
هناك دليل بسيط وجدل محدود حول الدور الإيراني المتعلق بالحراك الجنوبي، إذ أن ا لحركة الانفصالية الجنوبية والتي هي عبارة عن تنظيم علماني تنضوي في إطاره عناصر سنية جهادية سابقة، لا يوجد لديها حتى الآن أي ارتباطات معروفة مع الحوثيين أو إيران.

وقد أبلغ (xxxxx) مسؤول الشؤون السياسية في مايو ويوليو بأن الحراك الجنوبي قد رفض –وفقاً لتقارير أخبارية- عروضاً بالتعاون مع الحوثيين. كما أبلغ (xxxxx) مسؤول العلاقات السياسية في 6 سبتمبر بأن قادة الحركة كانوا يرغبون في الاستمرار في نضالهم ودفاعهم السلمي عن قضية الانفصال بدلاً من أن يقوموا بالانضمام إلى الحوثيين أو إلى فاعلين خارجيين يرغبون في الدفاع عن العنف مثل إيران. ومن ناحية أخرى هناك أدلة محدودة تشير إلى أن إيران يمكن أن ترغب في إقامة شراكة أكبر مع الجنوبيين الذين ضاقوا ذرعاً بالنظام الحالي. وطبقاً للاتصالات التي أجرتها (DATT)، فقد طلبت الحكومة اليمنية عام 2008م من المحلق العسكري الإيراني آنذاك أن يقوم بمغادرة اليمن، بسبب قيامه باتصالات مزعومة مع الانفصاليين في المحافظات الجنوبية، إلا أنه لم يتم استبدال ذلك الملحق.

وقال السفير اليمني السابق في إيران "الرضي" بأن السفير الإيراني في مسقط قد تلقى تعليمات مفادها أن يقوم "بدراسة الوضع في جنوب اليمن" وخصوصاً في محافظتي شبوة وحضرموت.

القوة الناعمة الإيرانية في اليمن:
يعتبر النفوذ الإيراني الملحوظ في المعتركات الأخرى محصوراً في إطار العلاقات الدينية غير الرسمية بين رجال الدين اليمنيين والإيرانيين وفي إطار الاستثمار الإيراني الضئيل في قطاعات الطاقة والتنمية.

وعلى الرغم من أن الزيود الشيعة يشكلون نسبة 40% من إجمالي سكان اليمن، إلا أن التفاعل القائم على أساس ديني بين اليمن وبين أكبر بلد شيعي في العالم يعتبر محدوداً، وربما يعزى ذلك إلى حقيقة أن الزيود الشيعة يمارسون طقوس دينية متقاربة مع تلك التي تمارس من قبل السنة بينما تختلف عن تلك التي تمارس من قبل الشيعة الأثنا عشرية في إيران. وقد أبلغ السفير اليمني الرضي في 23 أغسطس مسؤول الشؤون السياسية بأنه يعتقد أن هناك تنسيق كبير بين النجف وقم حول اليمن حيث أن هناك ما بين 40-50 يمنياً يدرسون الإسلام في النجف. بينما يدرس عدد منهم في قم.

(ملحوظة: يعتبر عدد الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في العراق وإيران ضئيلاً إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن عدد الزيود في اليمن يصل إلى تسعة ملايين).

يعتبر الاستثمار الإيراني في مجال الاقتصاد اليمني ضئيلاً وذلك وفقاً لما قاله (xxxxx) إلى جانب تصريحات أخرى صادرة عن رجال أعمال محليين إيرانيين.

إن أبرز الأنشطة التجارية الإيرانية في اليمن يتمثل مؤخراً في قيام الحكومة اليمنية حسب تجربتها الملتوية المعادة باستئجار الشركة الفارسية لتطوير الطاقة التي تتخذ من إيران مقراً لها وذلك لغرض بناء معمل رقم (1) لإنتاج الطاقة في مأرب. وقد أبلغ مسؤولون الحكومة اليمنية مسؤول الشؤون الاقتصادية بأن قرار الحكومة في استئجار الشركة الإيرانية كان قراراً سياسياً محضاً أكثر من كونه قراراً اقتصادياً وأن ذلك القرار كان ناشئاً عن وجود رغبة عام 2005 لتوسيع العلاقات مع إيران.

إن التأخير في إنجاز المشروع والذي يعزى إلى انعدام الكفاءة الفنية لدى الشركة الإيرانية قد أدى إلى خسائر تصل إلى ملايين الدولارات الأمريكية نتيجة التحول من استخدام الديزل ذي التكاليف الباهظة إلى استخدام الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة.

تعليق (يعتقد بوست أن النشاط التجاري الإيراني في اليمن سوف يبقى محدوداً إلى جانب غياب البعثات التجارية الثنائية في المستقبل والتي تقوم على دوافع سياسية. انتهى).

وتقوم الحكومة الإيرانية بتمويل مستشفيين في صنعاء حيث يعتبر أن من أفضل المرافق الطبية في العاصمة. ويدار ذلكما المستشفيان من قبل إدارة إيرانية بينما يشكل الموظفون المحليون غالبية طواقم العمل فيهما.

تعليق:
تعتبر العلاقات الرسمية اليمنية الإيرانية هشة نسبياً بكل المقاييس، حيث إنها آخذه في التدهور في الشهور الأخيرة. ومنذ بداية حرب صعدة عام 2004 يبدو أن الحكومة اليمنية قد دأبت على القوى بأن قوة ومرونة الحوثيين في قتال الحكومة اليمنية تعزى إلى ارتباطهم بإيران. ورغم وجود مخاوف يمنية حقيقية من أن إيران تقوم بدعم المتمردين الحوثيين إلى جانب رغبة الحكومة اليمنية في إقناع صديقيها القويين (الولايات المتحدة والسعودية) بوجود نوايا إيرانية خبيثة تجاه اليمن إلا أنها فشلت حتى الآن في تقديم أي دليل ملموس يثبت ما ذهبت إليه من وجود تدخل إيراني واسع النطاق. ويعتقد بوست بقوة أنه إذا كان بمقدور الحكومة اليمنية أن تقدم أي دليل قاطع على وجود ارتباطات للحوثيين بكل من إيران وحزب الله فإنها حتماً سوف تقوم بتقديم ذلك الدليل فوراً، علاوة على ذلك فإن افتقار الحكومة اليمنية لأي دليل بهذا الخصوص يشير إلى عدم وجود أي دليل حقيقي يثبت وجود تلك الارتباطات.

ومن ناحية أخرى فإن لدى إيران مصالح استراتيجية واضحة تتمثل في الحصول على موطأ قدم في اليمن (صعدة) وفي بناء حليف وكالة يتمثل في الحوثيين بشكل يشبه حزب الله في لبنان.

وبينما يعتقد بوست أن الأنشطة الإيرانية في اليمن جديرة بممارسة الرقابة عليها، فإن النفوذ الإيراني هناك لا يزال محدوداً. انتهى).
سيش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.