كما يقال الضغط يولد الإنفجار وهذه ليست مقولة نظرية بقدر ما هي حقيقة علمية , فالضغط على المستوى المادي يولد الإنفجار فما بالنا بضغط الحياة و ضغط الحقوق , ضغط القيم الإنسانية , ما بالنا بالضغط على ثورة الجماهير والشعوب, على المبادئ والأهداف, بدون شك سيولد إنفجارا يشتت العلاقات بين الأخرين , ويخلق أزمات بين الحكومات والشعوب . إن الضغط السياسي على الثورة اليمنية سيولد إنفجارا شعبيا وردود ونتائج عكسية لا يرغبها أصحاب المبادرات القاتلة, وذلك من منطلق حقيقة علمية أخرى والتي تحكي أن لكل فعل ردة فعل قد تكون مساوية له بالقوة أو أكبر ولكنها معاكسة له بالإتجاه. ومن العقل والمنطق أن يدرك لاعبوا السياسة أن في اليمن ثورة شعبية , غليانها أقوى من البركان أشعلتها جحيم النظام منذ ثلاث وثلاثون عاما, وعمدت مطالبها وأهدافها دماء الشهداء من أبنائنا ولن تستطيع البهلوانيات والمناورات السياسية التي تخرج في كل مرة من قاعات النوادي المستديرة, بتصريحات بارامترية لقياس نبض الثوار, وكبح جماحهم وهيهات هيهات أن يدركوا ما أرادوا. إننا تخاطب كل السياسيين الذين أقحموا أنفسهم بشأن ثورتنا أنهم مخطئون في قراءة المقدمات للثورة وبالتالي فإن النتائج التي سيتحصلون عليها ستكون خاطئة , لحيث أنهم يتخطون المواقف يقراءات غيرصحيحة ومغلوطة بل وغير منطقية, وهاهي النتائج الأولية لمواقفهم تتجلى بصورة واضحة من خلال شعارات الثوار في ميادين التغيير والحرية والتي ما كانت لتظهر هذه الشعارات لولا الإصرار في سياسة الجيران لإجهاض الثورة و لو صحت عقولهم لفهموها الأن قبل فوات الأوان, فالثورة تخطت مرحلة الإجهاض , وكلما زادت ضغوطاتهم ومساعيهم المخيبة لأمال الشعوب كلما أزددنا فهما ونضجا وأزداد الثوار إصرارا في نجاح الثورة وتحقيق أهدافها مكتملة غير منقوصة. فنحن نتعلم من مواقفكم الكثير , فكما تعملنا من الأنظمة الساقطة كيف نثور على الظلم بسبب ضغطها في الفساد, في التجويع في النهب ....الخ, تعلمنا منكم صناعة السلام لأنكم تصنعون العداء و الإرهاب. الدول العظمى تعي هذا الأمر تماما , والدليل أنها تصنع لها أعداء من غير شعوبها لكي تحقق مأربها في الخارج, لكنها تجيد صناعة السلام مع شعوبها , فقد أجادت أمريكا صناعة القاعدة في أفغانستان ودول أخرى تعد محطات إستراتيجية لها,و نجحت في صناعة العراق كعدو لها من أجل الذهب الأسود والبنت المدللة إسرائيل , والشواهد كثيرة أعيت إعلامنا العربي والأجنبي من تغطيتها , بالمقابل نجد أن أنظمتنا العربية تجيد صناعة الموت والعداء مع شعوبها, ولا يزال النظام العربي حتى اللحظة يحيك المؤامرات ومبادرات الإجهاض وقتل الثورات العربية , والتشجيع لسفك الدم العربي ولا ندري من أجل من كل ذلك, أو ما هي الأهداف من وراء ذلك, بالنسبة للاخرين ندرك مسعاهم والذي يمكن أن نلخصه في أنهم يحققون مصالح شعوبهم على حساب شعوب أخرى , أما إخواننا في الأنظمة العربية فلا يزالون يدورون حول أنفسهم وعائلاتهم على حساب شعوبهم. لكننا نحن الشعوب نبادلهم المعرفة, ورد الجميل فكما تعلمنا منهم أننا لا نستطيع أن نرفع ظلمهم عنا وفسادهم إلا بثورات تسقطهم نرد لهم ذلك, حتى يتبينوا الطريق السوي, ونقول لهم إذا كنتم تظنون أن الضغط يولد إنفراج ونتائج مرضية وولاء لكم وتعاون معكم فأنتم مخطئون, والعكس هو الصحيح, إنكم تصنعون قوى مضادة تساوي سياستكم بالقوة أو تزيد وتعاكسها بالإتجاه.