تواصلت اليوم الجمعة المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح في معظم المحافظات اليمنية فيما أطلق عليه اليوم «جمعة رفض الوصاية» في إشارة إلى الدور الأمريكي والسعودي في الاضطرابات باليمن. وتأتي فعاليات اليوم الحاشدة بعد ساعات من أول ظهور لصالح في شريط مرئي من المستشفى العسكري في الرياض حيث يتلقى العلاج من جراح بالغة أصيب بها في انفجار مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو الماضي. ففي العاصمة صنعاء احتشد نحو مليون شخص في شارع الستين مرددين هتافات تطالب بإسقاط ما تبقى من أركان نظام صالح الذي اعتبروا خروجه إلى السعودية انتهاءً لحقبة حكمه، كما رددوا شعارات تتناسب مع اسم الجمعة وتعلن رفض التدخلات السعودية والأمريكية.
واقتصرت تجمعات أنصار صالح في صنعاء، حيث تجمعوا في ميدان السبعين بعد غياب أكثر من شهر، حيث ألقى الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمد بن دغر كلمة شكر فيها السعودية على استضافتها لصالح. كما رفعت الأعلام السعودية وصور الملك عبدالله. وفي محافظة تعز، قال مراسل المصدر أونلاين تيسير السامعي إن مئات الآلاف احتشدوا في ساحة تعز وامتلأت بهم الساحة والشوارع المؤدية إليها. وألقى خطبتي الجمعة توهيب الدبعي تطرق فيها إلى الدور الخارجي «السلبي» في ثورة اليمن.
دعوة للمقاطعة وفي مدينة صعدة شمال اليمن خرج عشرات الآلاف في مسيرة صباح اليوم رددوا فيها هتافات تندد بالمواقف الأمريكية والسعودية تجاه ثورة اليمن واعتبروها «منتهكة» لسيادة وكرامة الشعب اليمني. ورفت لافتة تدعو إلى مقاطعة البضائع الأمريكية، وفي الجانب الآخر كتب «إرحل لتسقط الوصاية» في إشارة إلى صالح.
وفي مدينة إب، قال مراسل المصدر أونلاين مختار الرحبي إن مئات الآلاف احتشدوا اليوم بعد ليلة دامية سقط فيها قتيلين و15 جريحاً من المعتصمين في إطلاق مسلحين من أنصار صالح الرصاص الحي على المعتصمين في أعقاب بث خطابه. وكانت مجموعات مسلحة من القبائل قد توافدت إلى ساحة خليج الحرية في إب لحماية المعتصمين بعد هجوم المسلحين. وألقى خطبتي الجمعة الدكتور عبدالله الفلاحي الذي شدد على أن الثورة باقية ولم تنتهي بعد، وأنها حققت أهدافاً كثيرة. وعاب على صالح في ظهوره أمس أنه «لم يشكر الله وإنما شكر ملك السعودية». وأشار مراسلنا في إب إلى أن المحتشدين رددوا شعارات تندد بالتدخلات السعودية والأمريكية في اليمن والتي قال بعضهم إنها «تحاول واد الثورة اليمنية» وهتفوا: «لا وصاية أجنبية اليمن حرة أبية».
وفي مدينة ذمار، قال مراسل المصدر أونلاين عبدالله قابل إن عشرات الآلاف تظاهروا صباح اليوم للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد، ورددوا هتافات ترفض «الوصاية الخارجية». وأضاف أن عشرات الآلاف تجمعوا في أماكن متفرقة على مدخل المدينة الشمالي قبل أن تتوحد جميعها في الشارع العام مرددين شعارات تطالب برحيل أبناء صالح، ومنها: «قسماً بالله ما نجلس حتى تشكي المجلس» و«يا أحمد ويا خالد الحقوا بعد الوالد» و«هو عيشنا في الظلماء وأحمد ولده قطع الماء». وأشار مراسلنا إلى أن محتجين أحرقوا العلم الأمريكي احتجاجاً على موقف الولاياتالمتحدة من ثورة اليمن. وقال مراسلنا في ذمار إن المسيرة واصلت طريقها تجاه ساحة التغيير بالمدينة حيث يعتصم الآلاف هناك حتى تحقيق جميع أهداف الثورة الشبابية. وأضاف أن عدداً من «البلاطجة» اعترضوا طريق عدد من المتظاهرين العائدين من الساحة بعد انتهاء صلاة الجمعة وأطلقوا النار في الهواء كما رشقوهم بالحجارة. وفي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، قال مراسل المصدر أونلاين إن الآلاف خرجوا في مسيرة بعد صلاة الجمعة طافت شوارع المدينة مرددين شعارات ترفض الوصاية السعودية والتدخل الأمريكي في اليمن.
وأضاف أن الآلاف أدوا صلاة الجمعة في مخيم ائتلاف الثورة السلمية بعتق، وألقى الخطبة الشيخ محمد الأهدى الذي قال «إننا خرجنا إلى الساحات وسوف نواصل العمل الثوري حتى رحيل بقايا النظام اليمني»، مطالباً المعتصمين بمواصلة الثورة بصدور عارية حتى يتحقق النصر. وعبر الخطيب عن أسفه لموقف دول الخليج والسعودية تجاه الشعب اليمني مطالباً برفع الغطاء عن نظام صالح «الفاسد». وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، فلم تمنع درجة الحرارة العالية التي وصلت 42 درجة مئوية مئات المحتجين من الاحتشاد في ساحة التغيير بالمدينة حيث أدوا صلاة الجمعة ورددوا هتافات منها: «سائرون للأمام حتى يسقط باقي النظام» و«ثورتنا مستمرة رغم أنف أمريكا»، و«ثورتنا ثورة شعبية رغم أنف السعودية».
وفي مدينة الحديدة، قال مراسل المصدر أونلاين بسيم الجناني إن الآلاف توافدوا إلى ساحة التغيير رغم حرارة الجو المرتفعة، وهتفوا بعد أداء صلاة الجمعة «لا وصاية أجنبية.. اليمن حرة أبية» و«دم الشهداء غالي غالي.. نشتي مجلس انتقالي» و«يا سعودية يا سعودية.. شلي باقي الحرامية». وقال خطيب الجمعة في الحديدة مفضل إسماعيل غالب ان خطاب صالح ليلة أمس و«حالته المقعدة ووجهه الحارق وهو ما يزال يهدد الشعب اليمني، وما نزل به عقاب ليس إلا نتيجة سفكه لدماء أبناء شعبه واستخدام النار في تعز». وأضاف الخطيب وهو عضو برلماني «إننا نرفض الوصاية الأجنبية ونوجه رسالة إلى أمريكا والمنظمات الحقوقية الدولية إلى الوقوف مع أبناء الشعب اليمني وعدم الوقوف مع الطاغية»، وتساءل: «أليس دماء اليمنيين كدماء السوريين؟ لماذا تتفاعلون هناك وتقفون هنا إن مواقفكم مخجله؟». كما دعا الخليجيين إلى مراجعة موقفهم من الثورة السلمية في اليمن «لان مواقفكم مخجلة باستثناء دولة قطر الشقيقة». وحيا غالب الشباب الثوار على ثباتهم من أجل رحيل النظام وإن كانت قد طالت المدة، لكنه قال «ابشروا فإن النصر آت.. وإذا رأيت الصحراء تمتد فاعلم أن ورائها ظلال خضراء».
كما خرجت مسيرات حاشدة في مدن يمنية أخرى لإحياء المناسبة.
الصورة الرئيسية من مدينة إب (تصوير: محمد المعلمي). فيديو من تعز: