دعا الدكتور محمد العباهي مدير المستشفى الميداني في ساحة التغيير بصنعاء كافة أبناء الشعب اليمني إلى مواصلة دعم وتمويل المستشفى الميداني وكافة المستشفيات الميدانية في ساحات التغيير وميادين الحرية في كافة المحافظات. وقال إن المستشفى توسعت خدماته ليشمل تقديم الخدمات الطبية لسكان الأحياء المجاورة والأسر الفقيرة والإصابات والأمراض المزمنة. مبينا أن ما يقدمه المستشفى إنما هو بجهود الخيرين وأنصار الثورة السلمية، وأن هذا التوسع جاء متزامنا مع ما يواجهه المواطن اليمني من معاناة بسبب الحصار الجماعي المفروض على مختلف الشرائح وأن المستشفى يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الضرورية. كما قدم العباهي شرحا موجزا عن رحلة المستشفى الميداني خلال ما يقرب من خمسة أشهر من واقع يوميات الثورة، كما أعلن عن عزم القائمين تطوير الخدمات التطوعية للمستشفى حتى بعد الثورة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المستشفى الميداني الأربعاء الماضي في قاعة مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا وضمت إلى جانب الدكتور العباهي كلا من الأستاذ جمال أنعم رئيس لجنة الحقوق والحريات وطارق الدعيس المدير الطبي للمستشفى وأدار الندوة الزميل محمد الجماعي المسئول الصحفي للمستشفى. وقد تناول أنعم في ورقته التي قدمها بعنوان «رواية الدم» ملحمة المستشفى الميداني وأداءه المتميز والملموس والحضور الأنيق لكوادره المتخصصة والمعطاءة. وقال أنعم إن الثورة الشعبية السلمية تمثل مشفىً كبيرا لآلام وأوجاع الوطن، وأن المستشفى الميداني شاهد حي على عافية هذا الشعب. لافتا إلى أن التبرعات السخية التي جادت بها أكف اليمنيين وبالأخص ذوي الدخل المحدود منهم، هي أبلغ وأكمل تعابير الثقة والشعور العام بجلال المهمة ونبل الدور، والحضور الأنيق، والجهد المثمر الخلاق المتناغم، ودليلا على روح الطب وسمو أخلاقيات الطبيب وأعلى درجات المسئولية، في مكان معالجة شاملة استعاد الطبيب فيه مكانته الحقيقة. حسب تعبير أنعم. وأردف قائلا: «عن صحة الثورة نسأل وعن عافيتها نكتب ونتحدث، لأنها مشفى هذا الوطن الكبير، هي الثورة مخاض تطبيب هائل لليمن، مشفى عام من كل أدواء القهر وأمراض الحكم، استعادة للصحة على كل المستويات». وتابع جمال أنعم: «الشعب الثائر طبيب نفسه هذه المرة، كل الثوار معالجون وأطباء بطرق ووسائل مختلفة، كلهم فدائيو عافيتنا الجماعية»، داعيا كافة الأطباء باعتبارهم أكثر الشهود على عنف المواجهة وأكثر الواقفين على عظمة اليمني جسدا وروحا، إلى توثيق شهاداتهم ورواياتهم ورصد كل التناولات الصحفية، حتى لا تصبح جراحات وأرواح الثوار مجرد أرقام خالية من نبض أرواحهم التي أحيت اليمن بأكمله. واختتم «نحن هنا نداوي أرواحنا، نخيط جراحات الشعب، نجبر كسور البلد، نسعف كراماتنا الباسلة، نرعى حريتنا المثخنة، نضمد عزائمنا وإراداتنا». من جانبه استعرض الدكتور طارق الدعيس المدير الطبي للمستشفى صورا من تضحيات أبطال المهنة التطوعية، موردا أرقاما وإحصائيات متعلقة بانتهاكات السلطة ضد الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التابعة للمستشفى، مؤكدا أن أحد المسعفين وهو عبد السلام المعمري سقط شهيدا إثر اعتداء الأجهزة الأمنية على سيارة الإسعاف وإطلاق النار عليها وجرح آخرين، مضيفا بأنه لا يزال هناك طبيب مختطف وهو الدكتور عادل جميل منذ شهر في البحث الجنائي بالإضافة إلى اختطاف أربع ممرضات قبل أشهر وإطلاقهن بعد ضغوط وتهديد شباب الثورة بالتصعيد، تلا ذلك اختطاف الدكتور أحمد الدميني والذي تم الإفراج عنه بعد وقفة احتجاجية نفذها طاقم المستشفى الطبي. وأضاف بأن خمسة أطباء أصيبوا بالرصاص الحي، وثلاثة ضربا بالهراوات أحدهم أصيب بكسر بالغ، وعشرات بالغاز المسيل للدموع، كما تحدث عن إصابة أربعة من سائقي الإسعاف برصاص حي إصاباتهم بين بسيطة ومتوسطة. وأن ما يقرب من 60 من الكادر الطبي لمستشفى 48 التابع للحرس الجمهوري فصلوا من أعمالهم بسبب مشاركتهم في المستشفى الميداني. هذا وقد تخللت الندوة عددا من المداخلات والنقاشات والمقترحات. وقد أعلن الدكتور أمين العامري مسئول الإعلام في لجنة الخدمات الطبية عن وضع اللبنات الأولى للكتاب الوثائقي الخاص بالمستشفى وإيكال المهمة للزميل الصحفي محمد عبدالله الجماعي.
