المشهد اليمني الحالي يحمل كل الأسئلة حول حاضر البلاد ومستقبلها. المعارضون يواصلون احتجاجاتهم في الشمال، والجنوب والحراك متمسكين بدعوتهم للانفصال، والصراعات العنيفة تسيطر على الوضع في هذا البلد الهش. ووسط هذه المعضلة، ظهر وبقوة تنظيم القاعدة والذي استولى على زنجبار، عاصمة محافظة أبين الجنوبية ، وتوسيع نطاق سيطرتها في وقت واحد في جميع أنحاء محافظة أبين بأكملها. الرئيس صالح أراد أن يرسل رسالة تؤكد ما قاله هو ان القاعدة ستسيطر على خمس محافظات إن هو تنحى عن الحكم كما قال في مره رداً على الاحتجاجات الكبيرة في صنعاء وتعز التي تطالب برحيله,ليس هناك شك ان الرئيس صالح عاد ليلعب بورقة الإرهاب من اجل حماية حكمه ,منطقياً كيف لعدد قليل من المسلحين الذين نزلوا من جبال ابين من محاصرة قوتين عسكريتين في ابين (اللوا 25 ميكا وبعض قوات العمالقة) والامن المركزي وهزيمتهم والسيطرة على زنجبار في تلك السرعة والسيطرة على المرافق الحكومية .كيف يمكن لأحد ان يصدق ان الحكومة كلها مع قواتها الضخمة تقع تحت أيدي بضع مئات من المسلحين؟ ومن جانب ثاني يتساءل المرء كيف إن المقاومين الجنوبيين في ردفان الذي عددهم أكثر بكثير من مسلحي القاعدة لم يتمكنوا من هزيمة كتيبتين للجيش متمركزة في ردفان لهم عدة اشهر يخوضون حرب مع هذه القوة البسيطة رغم اشتراك رجال القبائل من عدة مناطق جنوبية والعسكريين القدامى الى جانب المقاومين في هذه الحرب دفاعاً عن ردفان ولم يتمكنوا من وضع حد لهذه المعركة الضارية حيث تحاصرهم القوات الحكومية وتستخدم ضدهم مختلف أنواع الأسلحة. لذلك ما حصل في أبين لم تكن معركة حقيقة وإنما كان تواطؤ واضح سُلمت محافظة ابين بموجبة للجماعات الارهابية. هذه التواطؤ يكشف العلاقات المتينة والمنافع المتبادلة بين نظام صالح وتنظيم القاعدة التي تعود إلى التسعينات من القرن المنصرم. لقد سهل نظام صالح حركة الجماعات الإرهابية بل تواطأ بتهريب عناصرهم من السجون كما حصل عام 2003 عندما تمكن 8 من المتورطين في تفجير المدمرة الامريكية كول من الهرب من السجن وما تبعه عام 2006 من تهريب 23 من عناصر القاعدة من سجن الأمن السياسي المحصن بصنعاء وما حصل الشهر الماضي من تهريب 63 شخصاً اغلبهم من تنظيم القاعدة من سجن المكلا. ظاهر جلياً العلاقة بين نظام صالح وتنظيم القاعدة ودعم كل منهم الآخر منذ عقود , بل ان الجماعات الارهابية نشأت في القصر الجمهوري وتنفذ توجيهاته ليستخدمهم صالح كورقة ضغط لضرب معارضيه والحصول على الدعم من الدول الغربية او استخدامهم كفزاعة عندما يكون المجتمع الدولي غاضباُ منه . يقوم صالح باعتقال رجالة من تنظيم القاعدة لتهدئة الوضع ليصحى العالم بعدها على ان هذه العناصر قد تمكنت من الفرار من السجن.