بث مجهولون على شبكة الانترنت يوم الثلاثاء تسجيلاً مصوراً يزعمون أنه صادر عن جماعة «أنصار الشريعة» المسلحة التي تقاتل الجيش في أبين، ويتضمن صوراً تظهر لأول مرة سيطرة الجماعة المسلحة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبينجنوب اليمن. وأظهر التسجيل، الذي أطلع «المصدر أونلاين» على نسخة منه، ومدته نصف ساعة تقريبا، أظهر مشاهد للقتال في مدينة زنجبار، واستيلاء المسلحين الذين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة قبل أشهر على مرافق حكومية في المدينة بينها مبنى المحافظة. والفيلم نشر على مواقع انترنت عدة بينها موقع يوتيوب، وبعث مجهول بنسخة على بريد المصدر أونلاين، غير أنه لم يتم التأكد من صحته ولوحظ خلو التسجيل من أية شعار يدل على أن تنظيم القاعدة وراء إصداره، فضلاً عن أن مواقع جهادية تابعة لتنظيم القاعدة لم تنشر هذا التسجيل حتى الآن.
وعمد معدو التسجيل الذي يحمل عنوان «فتح زنجبار»، إلى إخفاء وجوه المسلحين، كما أظهرت الصور معدات استولى عليها المسلحون بعد المعارك مع القوات الحكومية، وأخرى للمسلحين وهم يستخدمون أسلحة ثقيلة بينها دبابات ومدرعات وأطقم عسكرية. وبدأ التسجيل بإظهار مسلحين يستقلون سيارات وهي على طريق يعتقد أنه الواصل إلى مدينة زنجبار. وبعدها توزع المسلحون إلى مجموعات استعداداً للهجوم على أسماه الفيلم «أوكار الأعداء». وأظهر التسجيل صوراً أخرى لمسلحين من على سطح منزل يطلقون النار وصواريخ محمولة الكتف، وآخرين يطلقون قذائف هاون، كما ظهر أحد المسلحين الملثمين على دراجة نارية وهو يتحدث بأنهم سيطروا على مقرات الأمن والنجدة والمرور سيطرة تامة، مضيفاً أن أياً من المسلحين لم يصب بأذى. ويؤكد هذه الحديث، رواية شهود عيان ومصادر متطابقة إن قوات الأمن المركزي وشرطة النجدة انسحبت من مدينة زنجبار قبل نحو شهرين وسلمتها بسهولة للمسلحين، ودون أدنى مقاومة. وأدت المعارك في زنجبار إلى نزوح أكثر من سبعين ألف مواطن إلى المناطق المجاورة، أغلبهم نزحوا إلى مدينة عدن القريبة. وما تزال المواجهات تدور حتى اليوم بين وحدات من الجيش يساندها مقاتلون قبليون ضد المسلحين المتشددين.
وتضمن التسجيل المرئي صوراً لطائرات تقصف مواقع المسلحين، وزعم التسجيل أن طائرات سعودية وأمريكية تشارك في القصف. وتوضح الصور سيطرة المسلحين على مبنى قيادة محور أبين التابع للمنطقة العسكرية الجنوبية، وترافق ذلك مع أصوات إطلاق نار كثيف. ويظهر الشريط سيارة عليها مكبرات الصوت تتجول في أحد الشوارع، ويعلن أحدهم عبرها أن «زنجبار فتحت.. فتحها إخوانكم أنصار الشريعة.. حُررت المدينة». ويظهر الشريط عدداً من الأشخاص بزي مدني مكبلي الأيدي إلى الوراء، وكتب تعليقاً على الصور بأن أولئك أسرى من الجنود، قبل أن يوضح إطلاق سراحهم. وتحدث أحد الأشخاص يقول إنه أعطي لهم الأمان، ويأمر شخصاً آخر بالجلوس معهم والتحدث إليهم عن «سماحة الإسلام». ثم يظهر مسلح وهو يتحدث إلى «الأسرى» ويقول: «أهل السنة والشريعة.. أنصار الشريعة ليسوا متعطشين للدماء كما يقول المرجفون». ثم يأمر بالإفراج عنهم. ويتضمن الشريط أيضاً صوراً لسيطرة المسلحين على المجمع الحكومي لمحافظة أبين، وأخرى لمسلحين داخل المكاتب وقد أنزلوا صورة الرئيس علي عبدالله صالح المعلقة على رأس مكتب فخم ورموها على الأرض، ثم داس أحدهم على الصورة بقدميه. ونشر التسجيل الذي أطلع «المصدر أونلاين» عليه، أسماء وصور 17 من قتلى التنظيم بالمعارك، لكن القائمة خلت من اسم القيادي في القاعدة عائض الشبواني الذي أعلنت السلطات مقتله. ولم يتسنى معرفة ما إذا كان الشريط قد أُعد قبل الإعلان عن مصرع الشبواني أم بعده. لكن قائمة القتلى احتوت على اسمي عمار الوائلي وأبو علي الحارثي، وهما من نشطاء القاعدة التي أعلنت السلطات مقتلهما في المعارك، إضافة إلى مختار القصيمي وهو سعودي الجنسية كان يقاتل مع الجماعة المسلحة.
وأسماء القتلى كما نشرها الفيديو، ورصدها «المصدر أونلاين»: أبو علي الحارثي، شبوة حسن العقيلي، مأرب محمد الناشري ، صنعاء جعفر العدني، عدن محمد آل الذوي، الجوف ياسر الحميقاني، البيضاء علي بن صالح آل جلال، مأرب عمار عبادة الوائلي، صعدة حامد علي بن علوي، شبوة مختار القصيمي، السعودية أسامة حسن شبالة، إب ماهر البوني، صنعاء عمر المحفلي، صنعاء أبو تراب الصنعاني، صنعاء فهد بن علي باحنحن، شبوة مبخوت بن علي بن جابر، مأرب علي عوض باراسين، شبوة
الصورة لشاحنة عسكرية تجر عربة، قال الشريط إنها غنيمة حصل عليها المسلحون.