أعلن العاهل السعودي، استدعاء سفير بلاده في دمشق، قائلاً إن ما يجري في سوريا «لا تقبل به المملكة، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب»، ووضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، «إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع»، داعياً إلى ضرورة وقف ما وصفها ب«آلة القتل». وجاء في الكلمة التي وجهها الملك عبدالله إلى «أشقائه في سوريا» وعرضها التلفزيون الرسمي في وقت متأخر الأحد: «إن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق».
وقال إن ما يحدث في سوريا «لا تقبل به المملكة العربية السعودية، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع، لا سمح الله».
وذكر الملك عبدالله سوريا بأنها «تعلم مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي،» وأضاف قائلاً: «اليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الآوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع، ليستشعرها أخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم ... كرامةً .. وعزةً .. وكبرياء».
وختم العاهل السعودية كلمته بالقول: «وفي هذا الصدد تعلن المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها للتشاور حول الأحداث الجارية هناك».
يشار إلى أن السعودية لم تدل بمواقف رسمية طوال الفترة الماضية حيال الأوضاع في سوريا، وكانت العلاقات بين الرياضودمشق قد مرت بتقلبات كثيرة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، عام 2005، ووصل الأمر بينهما إلى حد القطيعة بعد تصريحات قاسية صدرت عن مسؤولين سوريين
لكن العاهل السعودي عاد لوضع أسس التواصل مع سوريا قبل عامين، بعد أن قاد حملة مصالحة عربية، غير أن التطورات في المنطقة والمواقف المختلفة حيال الكثير من الملفات أعادت البرودة إلى العلاقات، خاصة وأن دمشق عمدت إلى تعزيز تحالفها السياسي مع إيران.
ويأتي الموقف السعودي بعد ساعات من موقف بارز صدر عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الذي دعا السلطات السورية إلى «الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والحملات الأمنية»، معرباً عن «قلقه المتزايد وانزعاجه الشديد» من تدهور الأوضاع الدائرة في حماة ودير الزور ومختلف أنحاء البلاد، في أول موقف له من هذا النوع بعد الانتقادات التي رافقت زيارته الأخيرة إلى دمشق.
وقال العربي إن ما يجري في سوريا أدى إلى «سقوط العشرات من الضحايا المدنيين وتدمير العديد من المنشآت العامة والخاصة»، ولكنه رأى في الوقت عينه أن الفرصة «مازالت سانحة» لإنجاز الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد «استجابة لطموحات الشعب السوري ومطالبه المشروعة في الحرية والتغيير».