شيع اليوم جثامين الضحايا الذين سقطوا في مذبحة "العادي" أمس في قصف جوي بمنطقة حرف سفيان محافظة عمران، والتي راح ضحيتها 87 شخصاً من النازحين الذين كانوا يتجمعوا بالقرب من مدرسة "العادي". وقال مراسل "المصدر أونلاين" في عمران انه تم دفن 87 جثة في مقبرة جماعية في مكان الهجوم، بمشاركة من تبقى من أهالي الضحايا ومواطنين آخرين.
وأوضح المراسل أن ضحايا الغارة الجوية راح ضحيتها 45 امرأة و16 طفلاً بين خمس وعشر سنوات، و18 طفلاً بين خمس سنوات وعام، والبقية من الرجال، فيما لا يزال أربعة أطفال في عداد المفقودين. وأضاف أن الجرحى يبلغ عددهم حوالي 25 حالات بعضهم خطرة.
وكانت مصادر محلية أكدت أمس مقتل حوالي 88 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال في قصف جوي لتجمع للنازحين بمنطقة تسمى "العادي" في منطقة حرف سفيان.
وأشارت إلى أن هؤلاء النازحين لجأوا إلى تلك المنطقة باعتبارها أكثر أمناً وكانوا عالقين فيها منذ بداية المواجهات، ولم يستطيعوا التوجه إلى أي منطقة أخرى بسبب الاشتباكات التي تحيط بهم من عدة جوانب. وعن سبب تركز الضحايا في أوساط النساء والأطفال قالت المصادر ان الرجال من هذه الأسر تطوعوا مؤخراً وانضموا مع الشيخ محسن بن معقل إلى القوات الحكومية للحرب ضد المتمردين الحوثيين، واجتمع بهم وزير الدفاع في الجبل الأسود قبل أن يبدأوا القتال.
وأكدت تلك المصادر أن القبائل التي كانت تقاتل مع الجيش انسحبت من الحرب بعد أن كانت حققت تقدماً ملحوظاً في معارك حرف سفيان.
وطالب مشائخ من منطقة حرف سفيان بإجراء تحقيق عاجل في الجريمة وإحالة الطيار والمسئولين عن هذه الجريمة إلى محاكمة عسكرية عاجلة.
وتبعد منطقة "العادي" 25 كم عن مركز حرف سفيان. وأثار هذا الحادث المأساوي صدمة واسعة في أوساط القبائل والأهالي.
من جانب آخر نقلت وكالة الأنبا الفرنسية عن مصدر رسمي لم يكشف اسمه قوله ان القصف "استهدف متمردين حوثيين أطلقوا النار من بين النازحين" إلا انه لم يؤكد حصيلة الضحايا.
وفي وقت لاحق، أكد مصدر امني يمني على موقع 26 سبتمبر.نت التابع لوزارة الدفاع ان الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في ما أسمتها "مزاعم" مقتل أكثر من ثمانين لاجئاً مدنيا من دون تأكيد حصول الواقعة الدامية. ونقل الموقع عن مصدر في اللجنة الأمنية العليا قوله ان "القيادة أقرت تشكيل لجنة للتحقق من الأنباء التي زعمت تعرض عدد من المواطنين لقصف جوي في منطقة العادي بحرف سفيان".
ونفى المصدر وجود أي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة وقال انها "منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر الإرهابية التخريبية"، مشيرا الى ان المتمردين دأبوا "في الآونة الأخيرة على منع المواطنين بالقوة عن النزوح الى مناطق آمنة متخذين إياهم دروعا بشرية بهدف إلحاق الضرر بهم".