استمر القتال العنيف بين قوات الحكومة وقوات المعارضة في مدينة الزاوية الاستراتيجية غرب ليبيا بينما تتضارب الانباء حول الجهة التي تسيطر على زمام الامور. وتقول المعارضة ان قواتها توغلت في المدينة ولكن قوات الحكومة لا تزال تسيطر على مركزها، بينما يتمركز القناصة في العديد من المباني. وأكد مراسل بي بي سي في طرابلس أن سيطرة المعارضة على الزاوية، التي تبعد حوالي خمسين كيلومترا من العاصمة، ستشكل لحظة حاسمة في الصراع الدائر. وأضاف مراسلنا أنه إذا فقدت الحكومة الليبية الزاوية فأنها ستعزل عن العالم الخارجي (اذ تمثل المدينة منفذا بحريا رئيسا بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس) . وتوجد في المدينة مصفاة النفط الوحيدة في المنطقة، كما انها تقع على طريق رئيسي للامدادات. وتؤكد الحكومة الليبية انها لا تزال تسيطر على المدينة. لكن صورا التقطت لمدنيين ومقاتلين من المعارضة في شوارع المدينة ، وهم يهتفون ضد الحكومة، بينما يمكن سماع أصوات اطلاق نار. وقال مراسل وكالة رويترز للانباء انه شاهد نحو خمسين معارضا قرب السوق الرئيسية، يرفعون أعلامهم. وتقول المعارضة ان القناصة ما زالوا منتشرين في المدينة.وذكرت الوكالة أن المعارضة الليبية رفعت علمها في وسط بلدة الزاوية. في المقابل تنفي الحكومة الليبية أن تكون قوات المعارضة تسيطر على وسط المدينة. وكان مقاتلوا المعارضة قد سيطروا عى الزاوية في بداية الانتفاضة ولكن قوات العقيد معمر القذافي تمكنت من استعادتها بعد أن ألحقت خسائر جسيمة بالمعارض. ويقول محللون إن تحقيق انتصارات على الجبهة الغربية يعد امرا حيويا للمعارضة التي تتخذ من مدينة بنغازي شرقي البلاد مقرا لها.
تضارب وقد نفى مسؤول حكومي ليبي دخول قوات المعارضة الى الزاوية واكد استمرار الحكومة عليها. فقد صرح الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم للصحفيين في طرابلس بان المدينة "تحت سيطرتنا تماما". وقال ان "مجموعة صغيرة من المتمردين" حاولت التحرك الى جنوب الزاوية لكن القوات الليبية اوقفتهم سريعا. لكن متحدثا باسم قوات المعارضة اعلن من داخل الزاوية ان قواته لا تبعد سوى 800 متر عن ساحة الشهداء في مركز المدينة. واضاف محمد الزاوي "ان قوات القذافي تسيطر على القسم الشرقي من الطريق الرئيسي بينما نسيطر على القسم الغربي وان قتالا عنيفا دار للسيطرة على الطريق الذي يربط العاصمة طرابلس بالحدود التونسية" وتوقع ان تسقط المدينة قريبا. وأفادت تقارير بان 200 من مقاتلي المعارضة تعرضوا لقصف بنيران كثيفة بينما كانوا يتقدمون باتجاه الزاوية السبت, وتمكنت مجموعة منهم من التقدم نحو مركز المدينة بالرغم من القصف. وقال مراسل أسوشييتد برس الذي رافق قوات المعارضة إن مئات المواطنين خرجوا لتحيتهم وانهم استبدلوا العلم الأخضر لنظام القذافي الذي كان مرفوعا على مئذنة أحد المساجد باثنين من أعلام المعارضة. وقال مقاتلون من قوات المعارضة لوكالة أنباء رويترز إن بعض أفراد قوات القذاقي ما زالوا في المدينة. ونقلت وكالة رويترز عن مراسلين على الارض ان المعارضين دفعوا قوات الحكومة الى التقهقر نحو 7 كلم من مواقعهم السابقة، جاعلين خط القتال على مسافة 5 كلم الى الشمال من قرية بئر شعيب.
السيطرة على "غريان" وفي جبل نفوسه، اعلن العقيد طيار جمعة إبراهيم مْداكِم المتحدث باسم المجلس العسكري لجبل نفوسة في ليبيا إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة بالكامل على مدينة غريان الاستراتيجية الواقعة إلى الجنوب من طرابلس. وقال مداكم في اتصال مع بي بي سي إن المقاتلين استطاعوا طرد كتائب القذافي التي كانت مرابطة في هذه المدينة التي يمر منها طريق إمدادات يربط الصحراء الليبية بعاصمة البلاد. وأضاف أن سكان المدينة، ومعظمهم من معارضي الزعيم الليبي خرجوا في مسيرات احتفالا بما وصفها تحرير مدينتهم. وفي حال تأكدت هذه الانباء فإن المعارضة المسلحة الليبية تكون قد بسطت سيطرتها المطلقة على جبل نفوسة، وقطعت طريق الامداد الصحراوي الذي كان القذافي يعتمد عليه لاستقدام الجنود والدخائر من مخازن الصحراء.