لا بوارد جدية لهدنة أو توقف للقتال في محافظة تعز. ففي ظل ترويج السلطة المحلية والعسكرية في تعز لقبولها بالتهدئة، تصعد عسكرياً على الأرض من خلال حشد الحرس الجمهوري قواته، وتكثف التعزيزات العسكرية واستحداث النقاط الأمنية وتحديداً في شارعي الستين والخمسين شمال مدينة تعز وفي الحوبان والمطار شرق وجنوب المدينة. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن تعزيزات جديدة لمئات من جنود الحرس وأسلحة حديثة وصلت براً من محافظتي لحج وعدن، وجواً من العاصمة صنعاء إلى معسكر معاذ بن جبل في الجند. وأشارت إلى أن هذه التعزيزات هدفها «حماية مطار تعز الدولي وتأمين مساحة واسعة من محيطه بعد سيطرة وانتشار القبائل المسلحة المؤيدة للثورة عليها نتيجة تحويل المطار إلى قاعدة جوية للطيران الحربي الذي يقصف مديرية أرحب بمحافظة صنعاء ومناطق متفرقة في ريف شمال تعز.
على الصعيد الميداني، شهدت مناطق شرق وشمال تعز ليل الأحد وصباح الاثنين قصفاً مدفعيا تلاه مواجهات ضارية بين قوات الحرس والمسلحين القبليين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وتشير معلومات ميدانية حصل عليها المصدر أونلاين إلى أن المسلحين القبليين دمروا 4 مدرعات في شارعي الستين والخمسين، وتمكنوا من إحراق طقمين وآلية عسكرية في نقطة على خط المطار بمديرية الجند، بينما استولوا على طقمين آخرين تابعين للحرس في شارع الستين.
وامتداداً لمخطط استهداف منازل قيادات ميدانية للمسلحين القبليين، ألقى جنود من الحرس صباح الاثنين قنبلتين يدويتين على منزل مجاور لمنزل الشيخ سلطان السامعي، أعقبها اشتباكات بين مرافقي السامعي والحرس.
إلى غرب مدينة تعز، الذي يشهد انتشاراً مكثفاً لقوات عسكرية من اللواء 33 مدرع «معسكر خالد بن الوليد» في عدد من شوارع ومداخل الأحياء السكنية، حيث اندلعت مواجهات متقطعة بين المسلحين المؤيدين للثورة وجنود اللواء 33 مدرع بمنطقتي المطار القديم وبئر باشا.
على صعيد متصل، نفى قيادي بارز للمسلحين القبليين بمحافظة تعز ضلوع القبائل في ظاهرة نهب السيارات بالمدينة قائلاً «ثرنا ضد جيش عائلي يحمي عصابة إجرامية ودخلنا الحرب كخيار نهائي لاستعادة حقوقنا المنهوبة وليس لنهب المواطنين».
وحمل القيادي القبلي السلطة المحلية والعسكرية في تعز مسؤولية نهب المواطنين، وقال إن إصدار مثل هذه الاتهامات للمسلحين المؤيدين للثورة مجرد «ترهات الهدف منها الإساءة للثورة الشبابية الشعبية ومؤيديها من رجال قبائل تعز».