تواصل قوات الرئيس صالح حصارها للعاصمة صنعاء من جميع منافذها وتمنع الخروج والدخول إليها لليوم الثاني على التوالي. وأكد مسافرون في أحاديث متفرقة ل«المصدر أونلاين» إن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح وقوات الأمن المركزي التي يقودها نجل شقيق صالح تمنع منذ يوم أمس السبت وحتى مساء الاثنين (وقت كتابة الخبر) جميع المسافرين من دخول العاصمة، كما تمنع الخروج منها إلا بصعوبة بالغة. وقالت مصادر مؤكدة للمصدر أونلاين إن آلاف العائلات بما فيهم الأطفال والنساء الذين قضوا إجازات العيد في الأرياف ومدن أخرى عالقون عند منافذ العاصمة منذ يوم أمس. وأرغمت قوات الحرس في نقطة «قحازة» (المنفذ الجنوبي لصنعاء) والذي يربطها ب7 محافظات على الأقل، أرغمت المسافرين على العودة إلى محافظاتهم. وأكدت المصادر أنه لم يسمح لأحد بالدخول حتى المرضى. وقال محمد حسين ل«المصدر أونلاين» أنه خرج في نزهة إلى منطقة شبام كوكبان غرب العاصمة صنعاء اليوم الاثنين، وحينما كان عائداً وقت الظهيرة منع من الدخول من قبل جنود الحرس والأمن المركزي في نقطة بيت أنعم بهمدان التي تتحكم بطريق (المحويت- صنعاء). وأضاف أنه ظل محتجزاً لسبع ساعات تقريباً قبل أن يسمح له بالعبور تحت إلحاح شديد منه بأنه لا يوجد ما يبرر منعه من العودة بسيارته الأجرة إلى صنعاء. بينما أكد إن مئات العائلات ما تزال هناك عالقة وأنه رُفض السماح لها بالعبور. وأشار إلى وجود تصرفات غوغائية يمارسها جنود الحرس والأمن المركزي ضد المسافرين الذين يحاولون إقناعهم بالسماح لهم بدخول صنعاء، وإن الجنود يوجهون الشتائم والاهانات لمن يلح على ذلك، كما لا يراعون بكاء الأطفال المحتجزين مع عائلاتهم عند ذلك المنفذ. وجاءت هذه الإجراءات مع دعوات شباب الثورة للتصعيد الثوري وبدء مظاهرات احتجاجية واسعة شملت عدة محافظات للمطالبة بحسم الثورة وإسقاط بقية أركان نظام صالح. كما تزامنت إجراءات منع المواطنين من دخول العاصمة مع عودة انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى.
وعاودت مجدداً أزمة انعدام المشتقات النفطية في صنعاء. وشوهدت طوابير طويلة من المركبات تصطف أمام المحطات للتزود بالبنزين، بينما أعلنت بعض المحطات نفاذ الكميات الموجودة لديها. وخلقت هذه الإجراءات جو من التوتر الشديد في أوساط المواطنين كما أسهمت في إشاعة الرعب بين السكان المدنيين خوفاً من أن يكون ذلك تمهيداً لبدء نظام صالح مواجهة عسكرية محتملة ضد الجيش الموالي للثورة، وقمع المحتجين السلميين بالقوة.