أعلنت وزارة الداخلية أن 12 شخصاً من الحوثيين بمدينة صعده سلموا أنفسهم اليوم للأجهزة الأمنية، في حين قال الناطق باسم الحوثيين انهم يسيطرون على الجزء الأكبر من المدينة. وقال وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن - قائد شرطة النجدة اللواء الركن محمد بن عبدالله القوسي "إن ال12 شخصاً الذين سلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية اليوم هم من بقايا الخلايا النائمة لعناصر التمرد في مدينة صعدة والتي تم استئصال بؤرها من المدينة خلال اليومين الماضيين" حسب قوله. وأوضح القوسي - المتواجد حاليا بمدينة صعدة – في تصريح عنه نقله موقع وزارة الدفاع ان الأجهزة الأمنية وبتعاون من المواطنين الشرفاء تمكنت من تطهير مدينة صعده القديمة من الخلايا النائمة لعناصر التمرد التي ضاق قاطنو المدينة ذرعاً بوجودهم وساهموا في مساندة أجهزة الأمن في مطاردتهم والإبلاغ عنهم, وهو الأمر الذي دفع بقية هذه العناصر لتسليم نفسها للأجهزة الأمنية. واعتبر القوسي هذا الأمر بأنه مؤشر هام على حالة الانهيار التام بين صفوف عصابات التمرد التي بدأت تحس بدنو أجلها بعد أن كبدها أبطال القوات المسلحة والأمن خسائر فادحة وطهروا العديد من مناطق محافظة صعده من رجسهم وشرورهم , ناصحاً بقية المغرر بهم من عصابات فتنة التخريب والتمرد بسرعة تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية طالما والفرصة مازالت سانحة لهم.
من جانبه قال محمد عبد السلام المتحدث باسم قائد المتمرد عبد الملك الحوثي إنهم يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة صعدة وهم يحصلون على الأسلحة من السوق المحلية فضلا عن الأسلحة التي "يستولون عليها من مواقع القوات الحكومية". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عبد السلام قوله إن "لدينا حاليا ثماني دبابات، استولينا عليها من الجيش إضافة إلى مضادات للطيران ومدافع". على صعيد المواجهات الميدانية في حرف سفيان أشارت مصادر محلية إلى مقتل 12 مسلحاً حوثياً على الأقل وجنديين وجرح آخرين من الجانبين في مواجهات مستمرة في عدة مناطق من تلك المديرية.
من جانب آخر قللت جماعة الحوثي من أهمية احتفاء الإعلام الرسمي باستعادة الجيش لموقع الشقراء وقال أنه موقع عسكري في الأساس كان المقاتلون الحوثيون قد استولوا عليه بداية اندلاع المواجهات الأخيرة.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين الحوثيين – تلقى المصدر أون لاين نسخة منه- أن السلطة تسعى بذلك لصناعة ما وصفه ب"النصر الإعلامي أكثر منه ميدانياً وكأنها فتحت القدس الشريف".
وأوضح البيان أن المليشيات المسلحة التابعة للحوثي كانت قد اقتحمت موقع الشقراء العسكري الذي استعاده الجيش أمس الثلاثاء في السادس من شهر رمضان المبارك، واستولوا على ما به من عتاد عسكري وغادروا الموقع بعد ذلك.
واتهم البيان قوات الجيش بقتل من يقعوا في أيديهم من الأسرى والجرحى والتمثيل بهم وتعمد عرض صورهم في وسائل الإعلام وقال البيان الصادر عن مكتب الحوثي "على مدى الحروب السابقة تأخذ الأسرى وتقوم بقتلهم وتشويههم والتمثيل بهم وهناك المئات من المفقودين الذين مارست معهم السلطة هذه الأدوار القذرة".حسب قول البيان.
إلى ذلك وبعد ساعات من دعوة الخارجية الأمريكية لوقف القتال رحب مصدر مسئول في الحكومة بالدعوات المنادية بوقف الحرب من أجل "حقن الدماء وتخفيف المعاناة على النازحين".
وأبدى "اهتمام الدولة وحرصها على إيصال المواد التموينية للمواطنين في محافظة صعدة ومواد الإغاثة للنازحين في المخيمات"، مؤكداً أن الحكومة تعمل كل جهدها لتحقيق هذه الغاية.
واتهم المصدر ما أسماها ب"العناصر الإرهابية" بعرقلة إيصال الإمدادات للمواطنين والنازحين عن طريق قطع الطرق وزرع الألغام والمتفجرات فيها" ، بغرض إبقاء هذه القضية مثار اهتمام الرأي العام والمنظمات الدولية المهتمة بالإغاثة والمساعدات الإنسانية.