أبلغت المعارضة اليمنية دول مجلس التعاون الخليجي بأنها ما تزال ترى في المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن مخرجاً لأزمة البلاد. جاء ذلك خلال رسالة وجهها رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية محمد سالم باسندوة إلى اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الذي عقد يوم الاثنين الماضي. وتقضي المبادرة الخليجية باستقالة الرئيس علي عبدالله صالح ونقل سلطاته إلى نائبه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل حصول صالح ورموز نظامه على ضمانات من الملاحقة القضائية.
وقال باسندوة في الرسالة «المعارضة في اليمن حريصة على أن تكلل جهودكم إزاء ما يجري في اليمن بالنجاح، ولذلك كنا ولا نزال مخلصين في التعاطي إيجابيا مع جهودكم المشكورة من خلال المبادرة الخليجية وتعديلاتها». وأشارت إلى رفض الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية «بمعاذير أنتم تعلمون عدم استنادها إلى أي منطق سليم أو حق»، مضيفاً ان مماطلة وتسويف وتلاعب صالح «تخفي وراءها نوايا المكر والشر وهو دأب الرئيس صالح منذ زمن» حسب الرسالة. وقال باسندوة وهو وزير خارجية سابق في رسالته إن نظام صالح يحاول إظهار الخليجيين وكأنهم طرف في الأزمة اليمنية. وأضاف مخاطباً الخليجيين «هذا النظام الذي خبرتموه جيدا طوال السنين الماضية لا يتمتع بأي مصداقية ولا يشعر بأدنى مسؤولية وطنية أو أخلاقية، ولعله يفهم لغة حزم أخرى نترك لكم تقدير أدواتها وآليتها».
نص الرسالة أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأكارم معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الأكرم
يطيب لنا أن نعبر لكم عن بالغ تقديرنا لما بذلتموه وتبذلونه من جهود خيرة ومساع حميدة إزاء أهلكم وأشقائكم في اليمن ونود الإشارة إلى ما يلي: - لا شك أنكم تعلمون أن المعارضة في اليمن حريصة على أن تكلل جهودكم إزاء ما يجري في اليمن بالنجاح، ولذلك كنا ولا نزال مخلصين في التعاطي إيجابيا مع جهودكم المشكورة من خلال المبادرة الخليجية وتعديلاتها حتى تم التوقيع عليها من جانبنا ومن الحزب الحاكم.. ورفض الرئيس التوقيع عليها بمعاذير أنتم تعلمون عدم استنادها إلى أي منطق سليم أو حق.. وإنما هي المماطلة والتسويف والتلاعب التي تخفي وراءها نوايا المكر والشر وهو دأب الرئيس صالح منذ زمن.. - يجهد نفسه النظام من خلال وسائل وأساليب متعددة ليظهر أهلنا في مجلس التعاون وكأنهم منحازون إليه وضدا على رغبات الشعب اليمني في التغيير .. ونحن ندرك يقينا أن ذلك مغاير للحقيقة، فلو لم يكن أهلنا في مجلس التعاون مقدرين حاجة اليمن إلى التغيير وضرورته لليمن ، لما تبنوا ذلك صراحة في مبادرتهم .. ومع ذلك لا يزال النظام يكثف جهده في هذا الصدد بغية إظهار أهلنا في الخليج وكأنهم طرفا في الأزمة يسند مماطلته وألاعيبه وظلمه وتدميره للحياة والأمل والمستقبل في اليمن ،و كأن لم يكفه ما جنته يداه، وسببه من أضرار للشعب اليمني وطالت تلك الأضرار جيران اليمن في مناسبات عدة.. - ركونه إلى ما توفره المبادرة الخليجية من ضمانات بعدم الملاحقة يرتكب النظام الكثير من الجرائم بشكل يومي ضد أبناء الشعب، ومنها الخطف والقتل وتدمير منازل المواطنين علاوة على النهب المنظم لما تبقى من ثروة البلاد.
- في الوقت الذي لا نزال نؤكد فيه على سلمية مقاصدنا ووسائلنا لتحقيق التغيير الذي ينشده شعبنا ويحقق مصالحه ويوفر الأمن والإستقرار في منطقتنا، يدأب بقية النظام في الإستعداد للحرب والإقتتال.. و يستغل النظام كل ما تبقى من مقدرات مالية وإمكانات شحيحة في شراء السلاح وتجنيد البلاطجة، ولا تخطئ العين المجردة ولا تقديراتنا الدقيقة، في أن النظام يهيئ للحرب والقتال، على نطاق أوسع مما فعل في الحصبة وأرحب وتعز ونهم وأبين والحيمة وغيرها، ربما يرغب في حرب أهلية، تبقيه مسيطرا على مقدرات البلاد ولو لبعض الوقت. - ربما غير خاف عليكم، أصحاب السمو، أصحاب المعالي، ما يمارسه بقية النظام من حصار ظالم وعقاب جماعي لأشقائكم في اليمن.. فمن قطع المشتقات النفطية إلى رفع أسعارها أكثر من الضعف، وقطع الكهرباء، إلى حصار المدن مثلما حصل قبل أيام لمدينة صنعاء التي فرض عليها بقية النظام حصارا من كل الجهات استمر ثلاثة أيام ، ثم أن الوضع المعيشي يتفاقم بطرقة مخيفة ومؤلمة.. - كل ما سبق الإشارة إليه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذا النظام الذي خبرتموه جيدا طوال السنين الماضية، لا يتمتع بأي مصداقية ولا يشعر بأدنى مسؤولية وطنية أو أخلاقية، ولعله يفهم لغة حزم أخرى نترك لكم تقدير أدواتها وآليتها..
وأخيرا، أخالكم أيها الأعزاء تقدرون أن شعبنا قد عانى طويلا وصبر كثيرا..
أرجو أن تتقبلوا خالص احترامنا وتقديرنا.. أخوكم/ محمد سالم باسندوه رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية.. صنعاء 11/9/2011