توالت ردود الأفعال إزاء فوز الناشطة اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام بالتقاسم مع سيدتين ليبيريتين، واعتبره كثيرون تكريماً لجهودها وللمرأة اليمنية العربية. وتصدر النبأ وسائل الإعلام العالمية المرئية والمطبوعة، لكن وسائل الإعلام الحكومية اليمنية تجاهلت الخبر تماماً في بادئ الأمر قبل أن تتناوله على استحياء في وقت لاحق. وتلقت توكل كرمان القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح تهنئة من رئيس الهيئة العليا للحزب محمد اليدومي لاستحقاقها الفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2011. كما هنأتها المعارضة ممثلة باللقاء المشترك بهذا الفوز المستحق. أما المؤتمر الشعبي العام الحاكم فقد رحب بفوز توكل بالجائزة، غير أنه اعتبر ذلك «إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات المرأة اليمنية (...) ويعود الفضل الأول في تحقيقه إلى رجل الوحدة ورجل السلام المساند القوي لنضال المرأة الرئيس علي عبدالله صالح». كما هنأت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني كرمان بالاستحقاق العالمي المتمثل بمنحها جائزة نوبل للسلام، وقالت إنها «استحقت بجدارة هذه الجائزة كوسام عظيم عزز روح كفاح المرأة اليمنية والعربية، وهي شهادة فخر يعتز بها كل اليمنيين والعرب».
عربياً، حيث وجهت جامعة الدول العربية التهنئة للشعب اليمني بمناسبة فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام. وحيت دور توكل الرائد في النضال السلمي من أجل حماية حقوق المرأة اليمنية والعربية وجهودها من أجل بناء الديمقراطية وتحقيق السلام في اليمن. واعتبرت جامعة الدول العربية أن هذا التكريم الدولي للناشطة الشابة توكل كرمان هو تكريم لها وللنساء اليمنيات والعربيات في سعيهن لنيل فرص متساوية للتأثير والمشاركة الفاعلة في مجتمعاتهن ووضع حد للتهميش الذي تعاني منه المرأة. كما اعتبرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ريما حلف أن فوز كرمان بالجائزة «هو الموقع الطبيعي للمرأة العربية». وقالت إنها اتصلت بتوكل مباشرة وهنأتها «على هذه اللحظة الفريدة التي تعتبر حافزاً للمرأة اليمنية والعربية وباباً عريضاً عالياً لشعوب المنطقة في مواصلة مسيرة النضال السلمي من أجل تحقيق الحياة الحرة والكريمة لشعوب المنطقة، ومن أجل أن يتمتع كل مواطن عربي بحقوقه الإنسانية كاملة».
وعلى المستوى العالمي، رحب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة بالاعلان عن فوز امرأة يمنية واثنتين من ليبيريا بجائزة نوبل للسلام قائلا ان هذا "دليل على قوة المرأة".
وقال في بيان "انه يبرز فوق كل شيء الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في تطور السلام والامن والتنمية وحقوق الانسان. أهنيء الفائزات الثلاثة من كل قلبي."
واقتسمت رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف وهي أول امرأة تفوز في انتخابات رئاسة حرة في افريقيا قيمة الجائزة وهي 1.5 مليون دولار مع النشطة ليما جبووي التي قادت احتجاجا نسائيا ضمن جهودها المناهضة للحرب الاهلية في ليبيريا والنشطة اليمنية توكل كرمان التي قالت ان الجائزة نصر للديمقراطية في اليمن.
وقال رئيس لجنة جائزة نوبل لوكالة أسوشييتد برس إن فوز توكل كرمان بالجائزة يجب أن ينظر إليه كإشارة على أن الإسلام والمرأة يلعبان أدواراً مهمه في الأحداث التي أطلق عليها «الربيع العربي».
وفي مقابلة مع رويترز قال توربيورن ياجلاند إن كرمان تظهر أن المسلمات لسن تهديدا للديمقراطية. واضاف "لا أتفق مع وجهة النظر هذه ... انها (كرمان) تثبت أن الاسلام وحرية المرأة يمكن أن يلتقيا."
وحث ياجلاند وهو رئيس وزراء نرويجي سابق الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح والسوري بشار الاسد على التنحي فورا لانقاذ بلديهما من كارثة.
وقال "كل هؤلاء الزعماء... يتعين أن ينظروا الى التاريخ. لا يمكنهما الافلات من أشد قوة للتحول في العالم وهي السعي للحرية وحقوق الانسان."