بدم بارد صوب القناص بندقيته نحو عزيزة تعز، تلك الفتاة التي خرجت تشارك اخوها الرجل نضاله السلمي في ساحات الحرية والعزة في مدينة تعز الحالمة التي طالما ظلت عصية على الطغاة منذ الانطلاقة الاولى لثورة الشباب السلمية. امتدت يد الغدر مستهدفة فتاة حرة في مقتبل عمرها، تدعى عزيزة عبده عثمان، نعم انها عزيزة تعز، تلك المدينة التي اراد النظام ان ينتقم من نساءها. فراح يصعد من هجماته تجاههن واطلق بلاطجته ليعتدوا على النساء بشكل متعمد، تعز التي انجبت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لهذا العام.
لقد اراد النظام البائد بفعلته الشنيعة ان ينتقم من النجاح الذي حققنه نساء اليمن وعلى وجه الخصوص نساء تعز والمكانه العالمية التي وصلن اليها بفعل النجاح الذي حققته زميلتهن في النضال السلمي السيدة توكل كرمان، فراح يستهدف النساء علنا وعلى مراى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يتشدق بحماية حقوق المراه ولكنه لا يحرك ساكنا عندما يتعلق الامر بانتهاكات وفضائع نظام صالح تجاه حرائر تعز.
اردت بهذا المقال ان اعزي ابناء تعز في ابنة اليمن التي قتلت بطريقة التي لا تمس لديننا واخلاقنا وعاداتنا اليمنية بصلة. فمرتكبوا تلك الجرائم هم ممن تجردوا من الرجولة والانسانية والاسلام واصبحوا اداة يحركها الحاكم لقتل ابناء مناطقهم كيف ومتى شاء.
لقد احدث حرق محمد البوعزيزي لنفسه، هزة كبيرة في الشارع التونسي، الذي غضب كثيرا وكان ذلك بمثابة اعلان الشرارة الاولى لثورة الشباب التونسي على الرئيس المخلوع بن علي والتي انتهت بهروبه ومحاكمة افراد اسرته واقربائه.
اليوم وبعد مضي 8 اشهر من النضال السلمي في كافة ساحات الحرية والتغيير في عموم الجمهورية، فان السؤال الذي لا اجد له اجابه هو هل ستشهد اليمن ردا مزلزلا من قبل شباب الثورة على نظام صالح ومن تبقى من اعوانه الذين قاموا بقنص عزيزة عثمان ام ان جثمانها الطاهر سيشيع ويصلى عليها ثم ننصرف عائدين الى بيوتنا وكان شئ لم يكن.
وكاني بصوت الشهيدة عزيزة وهي تسال قاتلها .. لماذا؟ باي ذنب تقتلني؟ فيجيبها القناص اوامر الفندم يا اختي..!
اليوم لن يستثنى احد من العقاب، سيدفع الجبناء ثمن دماءها الزكية غاليا.. رحم الله الشهيدة ولا نامت اعين الجبناء..