علي غير المعتاد كان مستشفى الثورة بالعاصمة اليمنية صنعاء اليوم الاثنين على موعد مع إعلان وصول عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة بعدما أنجبت يمنية طفلتين توأماً. وقام السيد مارك فاندنبرغي ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان باليمن صباح اليوم بتكريم طفل ال7 مليار، بمشاركة مدير مستشفى الثورة بصنعاء وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني. ووضعت زوجة المواطن اليمني حسين محمد أحمد وينتمي لمديرية خولان بمحافظة صنعاء طفلتين توأماً في الدقائق الأولى من يوم الاثنين، لتكون اليمنية التي تشارك العالم بدخول الرقم سبعة مليار نسمة وواحد. وتنازعت عدد من الدول في أحقيتها بإعلان طفلها ال7 مليار، كروسيا والفلبين والهند، لكن يمنيين أكدوا أن اليمن هي من أكملت الرقم ال7 مليار، إضافة إلى الطفل رقم واحد في المليار ال8، بعدما أنجبت الأم اليمنية توأم. وقدم صندوق الأممالمتحدة للسكان صباح اليوم الاثنين بصنعاء في مؤتمر صحفي تقريره السنوي عن حالة سكان العالم بعنوان «الإمكانيات في عالم سبعة مليار». وقال السيد مارك فاندنبرغي ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان باليمن في كلمة له إن معدل الإنجاب في اليمن «مرتفع جداً بحيث يصل متوسط ما تنجبه المرأة 5- 6 أطفال». وأضاف «يجب على الشباب اليمني أن يفكر ملياً في قراره بشأن الإنجاب بحيث لا تتدخل الأسرة في قرارهم الذي قد يؤثر سلباً بسبب العادات والتقاليد اليمنية التي تدعو إلى الإكثار من إنجاب الأطفال». وحذر مارك من ارتفاع نسبة السكان في اليمن إلى الضعف خلال 14 سنه إذا استمر الإنجاب كما هو عليه الحال، مضيفاً «سيكون من الصعب توفير الغذاء والصحة لهم وسيشهد الأطفال سوء تغذية حادة». وطالب المجتمع اليمني الأسرة اليمنية مساعدة فتياتها من الالتحاق بالدراسة وإكمال المرحلة الثانوية «كأقل تقدير». وقال «يجب استثمار الفتيات الصغيرات بإكمال تعليمهن، سيساهم ذلك للتخفيف من خصوبة الإنجاب الموجودة في اليمن، وستساعد الزوجين على تأخير فترة الحمل والمباعدة في الولادة». وانخفضت نسبة الخصوبة الكلية في اليمن بشكل بسيط في اليمن، حيث قدرت وزارة الصحة العامة والسكان وصول معدل الخصوبة في عام 2006م إلى 5.2 مولود لكل امرأة، على عكس عام 2003م كان معدل الخصوبة 6.2 مولود لكل امرأة. وأشار مارك أن صندوق الأممالمتحدة بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني «تعمل من أجل التخفيف من ارتفاع نسبة الإنجاب باليمن، وتحقيق للمرأة الخدمات الصحية والخدمية المناسبة». وأكد على ضرورة أن تقوم الحكومة بالمساهمة في تعليم الشباب اليمنيين وتوفير الأعمال لهم، حيث يراها «تساهم في تنمية الشباب والمجتمع بشكل عام، بما يساهم في تأخير فترة الحمل والمباعدة في الولادة لدى الزوجين». وتشير إحصائية لوزارة الصحة أن وفيات الأمهات اليمنيات مرتفعة بنسبة 70% في سن الإنجاب، تعود لقلة نسبة الرعاية الصحية أثناء الحمل وقلة الولادات في المرافق الصحية والرعاية ما بعد الولادة، والولادة في غير المساعدة. وقالت الدكتورة جميلة صالح الراعبي وكيلة قطاع السكان بوزارة الصحة العامة أن اليمن تواجه تحديات كبيرة في مقدمتها «التحدي السكاني»، مرجعة ذلك إلى عدة أسباب «سلبية» ساهمت فيها الدولة مما جعل نسبة السكان ترتفع بشكل كبير. وأوضحت الراعبي أن الوزارة حققت نجاحات في تخفيض نسبة الإنجاب باليمن، لكنها «نسبة ضئيلة بسبب ضعف الموارد التي تمتلكها البلاد». حسب قولها. ودعت الشباب اليمني الاهتمام بالتعليم، ومواصلة الفتيات الدراسة حتى يتحقق شرط التخفيف من الإنجاب. وقالت جميلة الراعبي «إذا تعلمت الفتيات سيقل معدل الخصوبة باليمن، وهذه مسؤولية الجميع، سواء من الدولة أو من قبل الأسرة والفتيات». وأضافت «الأمية العالية في اليمن وخصوصاً في النساء سبب رئيسي في ارتفاع معدل الخصوبة إضافة إلى ضعف التمكين لدى رب الأسرة في إعالتها»، مشيرة إلى أن من الأسباب التي تزيد من نسبة الإنجاب «ضعف التعليم وانعدامه في مناطق كثيرة، والصحة شبه المعدمة». وضم التقرير «البشر والإمكانات في عالم تعداده 7 بلايين نسمة» الذي دشن في المؤتمر الصحفي دول إثيوبيا، وجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، والصين، وفنلندا، ومصر، والمكسيك، وموزامبيق، ونيجيريا، والهند. وقال الدكتور باباتوندي أوشوتيمن، المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان في التقرير «إنه عن طريق التخطيط والاستثمار الصحيح في البشر الآن وتمكينهم من الخيارات التي لا يقتصر نفعها عليهم فقط لكنه يشمل أيضاً قضايانا العالمية المشتركة». وبيّن التقرير أن ما بلغناه اليوم من حجم قياسي في عدد السكان «يمكن النظر إليه من أوجه عديدة باعتباره نجاحاً للبشرية لأنه يعني أن البشر يعيشون عمراً أطول وينعمون بصحة أفضل»، لكنه تحدث عن وجود «تفاوتات في الحقوق والفرص بين النساء والرجال والفتيات والفتيان» تؤثر على هذا النجاح. وأضاف «إن الشباب يملكون مفاتيح المستقبل بما يتمتعون به من إمكانات لتغيير المشهد السياسي العالمي ودفع الاقتصادات قدُماً من خلال قدراتهم الإبداعية وقدراتهم على الابتكار. لكن الفرصة لتحقيق الإمكانات الهائلة للشباب لابد من انتهازها الآن». ويعيش حوالي 61 في المائة من سكان العالم حاليا في آسيا التي تعيش فيها اليمن، لكن هذه النسبة قد تنخفض إلى 45 في المائة في نهاية القرن. بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة.