قضى اليمنيون أيام عيد الأضحى والكهرباء تفتقد مساكنهم، كما لو أنها أضحت أسلوباً ثابتاً في حياتهم! وعلاوة على ذلك تواصل انقطاع المياه مع شح في إمدادات المشتقات النفطية في ظل حاجة المواطنين الماسة لهما وخاصة في أيام العيد. واستمر انطفاء الكهرباء دون أي بارقة إضاءة يتنفس اليمنيون من صعداها الذي يوشك أن ينفجر. وبدت ليلة العيد مظلمة تماماً في العاصمة، واكتساها الظلام الحالك عدا أنوار بسيطة تضيئها المولدات الهرمة التي أصبحت عاجزة عن الاستمرار مع تواصل انقطاع الطاقة الكهربائية الطويل ما يجعلها عرضة للشغل المستمر. وأدى انقطاع الكهرباء إلى فساد أضاحي المواطنين، لتوقف عمل الثلاجات التي كانت ستحتفظ بكتل اللحم بعد أن قاموا بنحر المواشي كسُنّة في عيد الأضحى. وعلى أكفة الصمود يتسرب جو من الضجر الشديد، ويتجلى الغضب في وجوه البعض في خضم فرحة الأطفال البسيطة بالعيد، وابتهاجهم به. يقول الشاب شاهر علي وهو خريج ثانوية والتبرم يرتسم بوجهه بأنه لم يستطع الاستمتاع بجو العيد مع تواصل انقطاع الخدمات، من كهرباء ومياه ومشتقات نفطية، وغيرها. وأكد في حديث ل«المصدر أونلاين» بأن استمرار ذلك وفي أيام العيد، يعد بمثابة «انتقام» موجه باتجاه المواطنين وخاصة والبلد تشهد ثورة ضد النظام. ويرى بأن نظام الرئيس علي عبدالله صالح «تمادى في عقاب الشعب اليمني»، معتبراً ذلك أسلوباً سيئاً في التعامل مع المواطنين. ويعتقد شاهر بأن بقاء الوضع كما هو الآن بلا خدمات يفقد كثيراً من حفيظة المواطنين، مؤكداً على أن صبر الناس بدأ بالنفاد. وأكثر من مرة، خرج مواطنون في العديد من شوارع العاصمة صنعاء، لتنفيذ وقفات احتجاجية والتعبير عن ذلك بقطع الطريق ومنع مرور السيارات. ويعاني المواطنون أيضاً من انقطاع المياه عن بيوتهم ما يضطرهم إلى البحث عنها في مساقي المساجد، أو الاستعانة بعربات المياه «الوايتات» التي تكلفهم الكثير من الأموال. ويتردد الكثير من الأطفال بثياب العيد إلى مساقي المساجد لتعبئة القناني البلاستيكية بأحجامها المختلفة بالمياه، وتهدر أوقاتهم التي كانوا سيقضونها في الاستمتاع بأجواء العيد أثناء ما يحاولون الحصول على 10 إلى 20 لتر من المياه تقريباً. وجعلت الأوضاع السيئة التي يعيشها اليمنيين إلى قضاء العيد في بيوتهم أو في ساحات الثورة باعتبارها المتنفس الوحيد بعد أن أغلقت الحدائق والمتنزهات أبوابها بسبب الأوضاع الأمنية الحرجة. وفضلاً عن ذلك يعاني اليمنيون ارتفاع الأسعار الذي أرهق كاهلهم، واضطر بعضهم إلى ادخار ما تبقى لديه من الأموال لمجابهة الأيام «الكابوسية» التي يترقبونها مع تواصل الانسداد السياسي، وتعثر محاولات صياغة الانفراج الذي يتطلع إليه اليمنيين. ويقاسون من ارتفاع أسعار بعض المتطلبات والسلع المهمة كالطماطم التي يقدر سعر الكيلو الواحد منها بأزيد من 500 ريال يمني، أي ما يزيد عن الدولارين. ويكابد اليمنيون أيضاً في البحث عن مادة الغاز المنزلي، وبدلاً من الابتهاج بالعيد، اضطر بعضهم للبحث عن المادة وبجهد مضاعف لمحاولة الحصول على اسطوانة واحدة على الأقل لطبخ الطعام.