دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء "الجميع" الى تحمل مسؤولياتهم و"اتخاذ ما يلزم لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا". وقال العربي الذي يشارك في المنتدي العربي التركي المنعقد في الرباط، للصحافيين "منذ بضعة ايام اتخذ مجلس وزراء الجامعة العربية قرارا هاما لتوفير الحماية للمواطنين السوريين لانه يجب على الجميع اتخاذ ما يلزم بكل وضوح لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا الشقيقة منذ ثمانية اشهر". واضاف كلي امل في ان ينجح هذا المسعى خلال الايام القليلة المقبلة". وجاءت تصريحات العربي قبل ساعات من افتتاح اجتماع لوزراء الخارجية العرب يتدارسون فيه امكانية تشديد الضغط على النظام السوري لثنيه عن قمع الحركة الاحتجاجية التي تجتاح البلاد، وذلك بعد يوم من اكثر الايام التي شهدتها سورية في الاشهر الاخيرة دموية. وسيتم في الاجتماع الاعلان رسميا عن تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية، بينما قالت دمشق إنها لن تحضر الاجتماع. وفي اطار تشديد انقره من لهجتها تجاه دمشق، قال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد "سيدفع ثمنا غاليا" لقمعه الدموي لشعبه. واضاف اوغلو، في تصريحات صحفية في الرباط، ان "النظام السوري سيدفع الثمن غاليا جدا لما فعله" بشعبه. وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا قالت فيه: "إن قرار سورية بالمشاركة في اجتماعي الرباط كان تلبية لرغبة بعض الدول العربية الشقيقة، ولكن في ضوء التصريحات التي أُبلغنا بها من مسؤولين في المغرب قررت سورية عدم المشاركة". وفي تصريحات لصحيفة "الرأي" الكويتية، قال يوسف الأحمد، مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة: "إن ما يحدث تجاه سورية تحركه أطراف خارجية". واتهم الأحمد الجامعة العربية ب "العمل لتغطية تدخل خارجي فيها"، مضيفا: "إن سورية تعيش حاليا جوا سياسيا تحريضيا سافرا من خلال حملات إعلامية تشنها دول معينة هدفها الأساس التدخل الأجنبي في بلادنا، إذ يوجد تحريض من بعض جهات المعارضة بالخارج، وكذلك جماعات مسلحة بالداخل، والهدف الأساس لهم هو إفشال المبادرة التي حرصنا على تنفيذها". ونقل موقع جريدة الوطن السورية القريبة من الحكومة مساء الثلاثاء ان دول الخليج العربي هددت بمقاطعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط المقرر غدا الاربعاء في حال شاركت سورية في الاجتماع. ووفقا لما قالته مصادر سورية للوطن ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قرر المشاركة في الاجماع بناء على دعوة وجهت له في العاشر من الشهر الجاري وبناء على رغبة كل من مصر والجزائر امس لبحث الأزمة السورية، إلا أن دول مجلس التعاون بعثت برسالة لأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي هددت بالمقاطعة في حال حضور المعلم. وتقول الاممالمتحدة إن 3500 شخصا على الاقل قتلوا في الاحتجاجات التي انطلقت في مارس / آذار الماضي بهدف ازاحة نظام الرئيس بشار الاسد عن السلطة. تعليق وكانت جامعة الدول العربية قد قررت في الاسبوع الماضي تعليق عضوية سورية في الجامعة، الا انها تركت امر الاعلان رسميا عن هذا الاجراء لاجتماع وزراء الخارجية في الرباط. وادانت سورية قرار الجامعة واصفة اياه "بالمخزي والخبيث"، واتهمت الدول العربية التي ايدته بالتآمر مع الغرب من اجل تقويض الحكومة السورية. وطلبت دمشق عقد قمة عربية طارئة لبحث الموقف في سورية الا ان الطلب قوبل بالرفض من جانب الدول الخليجية الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وقالت دول المجلس التي تقود الحملة المناهضة للحكومة السورية والهادفة الى معاقبة النظام السوري إن وزراء الخارجية العرب اجروا مشاورات تحضيرا لاجتماع الاربعاء. وتخضع العديد من الدول العربية الى ضغوط تهدف الى حملها على مواصلة اتخاذ مواقف متشددة ازاء سورية عقب صدور قرار تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية. دعوة وفيما يعتبر محاولة من دمشق لاثبات حسن نيتها قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في الرباط، اعلن الاعلام السوري الرسمي ان السلطات المختصة اطلقت سراح 1180 معتقلا كانت قد القت القبض عليهم اثناء الاحتجاجات. يذكر ان اطلاق سراح المعتقلين كان احد الشروط التي اصرت عليها الجامعة العربية. وبدوره دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الى "وقف قتل شعبه،" وقال إن عليه تنفيذ الاتفاق الذي عقده مع جامعة الدول العربية في محاولة لايجاد حل سلمي للانتفاضة الذي تشهدها البلاد منذ ثمانية اشهر ضد نظام حكمه. في حين ادان مجلس الامن الدولي بشدة الهجمات التي شنها متظاهرون مؤديون للنظام على سفارات اجنبية في سوريا، ودعا المجلس دمشق الى حماية المباني الدبلوماسية والعاملين فيها. وفي يوم الثلاثاء ايضا، وفي اشارة الى يقين الحكام السعوديين بدنو نهاية حكم الاسد، قال الامير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى واشنطن إنه "لا مفر للرئيس السوري عن التنحي".