بعد تسعة أشهر من عمر ثورتنا المباركة عاد الطالح من جديد إلى نقطة البداية يظن انه بذلك يستطيع ان يعيد عجلة التاريخ الى ما قبل يناير 2011 وبنفس السيناريو يعتقد انه بامكانه ان يتجاوز الواقع والزمن معاً ولم يدرك هذا «المسخ» انه وبعد ان مرَّ مولود الثورة بأطوار التخلق واكتمال الخِلقة بعد تسعة أشهر من التكوين على كافة الأصعدة سياسياً واجتماعياً وثقافياً واعلامياً أصبح من السذاجة الحديث او التوهم عن إجهاض هذا المولود العملاق او محاولة عرقلة ولادته بأي الوسائل التي يعتقد انها ستفلح في إسقاطه فضلاً عن ان هناك نفوسا متعطشة ومحرومة وأُخرى مُتَشوِّقة على أحر من الجمر لرؤية شبل الثورة القادم يمشي بين الأحياء وهم في فترة انتظارهِ على استعداد بالتضحية بالغالي والنفيس للحفاظ على مولودهم الأمل لأنهم على يقين ان شبل الثورة أصبح حقيقة كَفَلَقِ الصبح إذ لا مِراء ولا جدال في وجوده وإنما حب الأم والحفاظ على سلامتها هو فقط ما يدفعهم على التريث وعدم العجلة لرؤيته. لقد كشفت أشعة كشف المولود المصنوعة في تونس ومصر وليبيا أن مولودنا سليم معافى، وواهمٌ من ظنَّ انه باستطاعته حجبه عن النور، فهو نور على نور فمهما حاول صُنَّاع الظلام حجبه عن النور فسيقهرهم بنوره وشمس ضحاه حين تشرق قريباً لنردد معها قول أبي الأحرار: يومٌ من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا
لكن هذا الواهم المغرور لا يزال قابعاً في ظلامه الدامس ليزعم زوراً أن أحرار اليمن الأبطال وحرائرها الماجدات الممتلئة بهم الميادين والساحات خرجوا «مقلِّدين وركبوا موجة». خانه حدسه هذه المرة وهو الذي يدَّعي بفهمه في كل شيء، ربما انه اعتقد أنَّ هدوء بحر الثورة حيناً وسلمية أمواجه أن ما يراه ليس سوى مدٍّ وجزر لعامل الطقس وتقلب الجو تأثيراً على ذلك ولم يدرك أن هدوء يتمثَّلْ البحر قبل عاصفته، لا أعتقد أن هذا الباغي قرأ التاريخ بتمعُن فهو لم يأخذ دروسه وعبرته في من كان قبله.
أشكُّ أن زعيم الفاسدين كما وصف هو نفسه يوما لديه من العلم والحكمة لكي يدرك أن ما يراه ليست موجة ولا حتى ريح بل إعصاراً يوشكُ ان يقلعه من جذوره ولن يوقف زحفه مدافعه وصواريخه ودباباته وطائراته ولا أبواق وهرقطة وصياح إعلامه لأن قوة الإعصار فوق المقاس فلن يمنع زحفه كل ما يفعله من قبحٍ، لا أعتقد أن هذا المسخ قد حفظ شعر أبي الاحرار في وصفه لحالة شعبنا حين يتفلت من أغلال قاهره ليكون قدراً لنهايته: سجل مكانك في التاريخ يا قلم فها هنا تبعث الأجيال والأمم
لقد بعثت كل ساحات اليمن رسالة لهذا المعتوه ليستفيد منها لكنه أصمَّ أُذنيه وغطَّى عينيه كي لا يرى حقيقة نهايته فعاد إلى الزَّيف من جديد. لنقول له مهما استخدمت من أساليب شيطانية ووسائل قبيحة لكي تطمس حقيقة نهايتك فانك لن تستطيع.
حقاً انَّك قد تجاوزت من قبلك من الساقطين فكنت أستاذهم في الكذب والخداع والمراوغة لكنك واهمٌ واهم أنك ستعيد صنعك من جديد لأنه وببساطة «فاتك القطار»، كذبك ودجلك وتزييف إعلامك لم ولن يثني تلك الهمم الشامخة ولن يكسر تلك العزائم الملتهبة في صدور حرائر اليمن وحرائرها في ربوع الميادين والساحات لِأن من فيها اليوم ليسوا جيل الأمس فقد خبروك وجفَّفوا غسيلك فهم لا يجهلون من انت وماذا صنعت فأُطمئنك لن يطال كذبك على أصغر طفل فيهم لأن هنا في الميادين وما أدراك ما هنا: هنا القلوب الأبيَّات التي اتحدت هنا الحنان هنا القربى هنا الرحم هنا الشريعة من مشكاتها لمعت هنا العدالة والأخلاق والشيم هنا العروبة في أبطالها وثبت هنا الإباء هنا العلياء والشمم
أيها الواهم؛ ألا فلتعلم ان أولئك القوم وتلك النسوة التي يخدعك من حولك انهم ربما سيتراجعون أو ييئسون عن تحقيق أهدافهم هم قدرك الذي قُّدِّرْ وهم فعلاً أسقطوك، أسقطوك في الداخل كما أسقطوك في الخارج حين كشفوا الوجه الذي تواريت خلفه عقوداً ولبسته دهراً فأزاحوه في وقت قصير.
تسعة أشهر كشفنا حقيقتك وحقدك وكذبك وخداعك ومرواغتك، تسعة أشهر فقط أسقطناك فيها إنسانياً حين أهدرت الدماء الزكية الطاهرة، أسقطناك أخلاقاً فبلغ كذبك أفاق الأرض وطول البلاد وعرضها وهو بحد ذاته سقوطاً مريعاً عند من يهمهم أخلاق الرجال، نعم أسقطناك اجتماعياً وقبلياً قبل أن نسقطك سياسياً.
يدرك الجميع إلا انت حقيقة نهاية الظالمين انهم يسقطون مرتين مرة في كشف حقيقتهم وأخرى في سؤ مصيرهم.
لم أعد أرى في هذا الواهم بعد تجرؤه على قتل النساء الا إبليس في صورة انسان ويصدق فيه القول: وجوهكم أقنعة بالغة المرونة طِلاؤها حصافة وقعرها رعونة صفق إبليس لها مندهشاً.. وباعكم فنونه وقال: إني راحل ما عاد لي دورٌ هنا دوري أنا أنتم ستلعبونه
أخيراً أقول لمن لا يزالون يعيشون حلم التسلط حولك لمن بقي فيه بقايا من ضمير أوقفوا هذا المسخ فإنه وبلا شك يريد نهاية لكم على نفس شاكلته التي يتجه إليها وتبدوا ملامحها في الأُفق حينها سيسعد أن تكونوا رفقاء دربه وشركاء كذبه وفساده وخداعه استطاع أن يجركم الى أن تكونوا زملاء نهايته السوداء التي لن يتجاوزها مهما فعل «حتى اذا أخذه لم يفلته» حديث «فَتَفلَّتوا قبل الَّا تُفلِتوا». أليس منكم رجلٌ رشيد..