كم أضحك حين أسمعُها فهي تذكرنا بحالتنا وخاصة في المشهد اليمنى بعدما أصبح الكل مترقب بعد دوامات عنيفة لم يشهد لها هذا الجيل وهذه الحقبة التاريخية مثيل خلفت الكثير من القتلى والجرحى والمعتقلون والدمار والدموع فنتجت عنها الكثير من المشاكل الاقتصادية والأمنية والاجتماعية فضلاَ عن الطائفية المقيتة والتي من الصعب تجاوزها في هذه المرحلة الحرجة.. فهل تشكيل الحكومة بغض النظر عن هذه الحقائب التي لم تكن أغلبها عند المستوى المنشود كحكومة كفاءات بل كانت حكومة تقاسم ،هل كان هذا هو الحل الأمثل، أم هو أقصى ما استطاعت الوصول إليه جماهير الثورة الشبابية السلمية..!
ومن هذا المنطلق تحولت حالات الهيجان الثوري في الساحات إلى هيجان فكرى متناقض غالباً ومترقب عند عامة الشعب عموماِ، وخاصة بعدما شَعر بعض الثوار والثائرات بأنهم كانوا مجرد سُلم وأن دمائهم درباَ وكانت رخيصة وثمنها بخس بتقاسم الكعك الوزاري و امتطاء حمار المسئولية....!!! في حين أن البعض الأخر من الثوار ظل يدثره الأمل ويقول " ياللي صبرت الكثير ما باقي إلا قليل" إن ما يظهر جلياَ وما يجب أن نؤمن به هي نسبة الصامتون الذين لم يكونوا مع أي طرف وهم الغالبية في الحقيقة واكتفوا بشعار " من تزوج أمنا فهو عمنا" فكانوا المعضلة الكبرى فلو تكاتف الجميع وآمن بما آمن به الشباب لكن الحل أفضل.. في حين أن الرؤية المعتمة لحجم الكعكة وما آلت إليه سنرى بصدق مدى خبث النظام في توزيع الحقائب الملغمة و من السهل استغلالها للكشف عن أنيابهم وخططهم المعروفة مستقبلاً فالوزارات الفعالة مازالت تحت تصرفهم والنصف الأخر قاعدتها معهم يحركونها كيفما يشاءون. ليخلقوا عدة مشاكل فهي فطرتهم والشعب نفسه سيخرج مرة أخرى سيقول "" لا صالح ولا سندوه كلهم في السلة المهملة "" لا منصور ولا مشهور كلهم من الشعب منكور""... وكما سيخرج المنتفعون كما كانوا يخرجون في السبعين فقط ولكنهم سيتوسعون هذه المرة تحت دعم مادي سخي وإعلام مظلل وضغط قوى مع استمالة وتخويف الغرب والخليج ليتحول حينها السواد الأعظم من الشعب و الذي ظن أنه خرج من بوتقة الهيجان ليدخل في مرحلة الغليان عندها سيردد النظام قد قلت لكم " جني تعرفه ولا أنسى ما تعرفه" وتتجدد هذه الرؤية أن العبرة ليست بالوزير ومسمى الوزارة بل بالقاعدة فهل الوزارة ستكون بقاعدة الوزير المعين وتدار كاملة بواسطته أم أنها مازالت في يد النظام فلا وزارة ناجحة بدون قاعدة فعالة تنفذ ما يقرر على أرض الواقع وإلا سيظل الوزير يصدر القرارات الورقية والشجب والإدانة وإدعاء التطوير والتنمية والمثالية لكن الحقيقة من يدير تلك الوزارات.. ويجب الانتباه بعمق كبير إلى حقيقة اللجنة العسكرية التي لم ترى النور وما إن صرحت فقد أدانت المظلوم ووقفت مع الظالم فهكذا صرح اللواء منصور رئيس اللجنة في أحداث تعز الدامية وبانتظار إعادة هيكلية الجيش والأمن بصورة حقيقة وإلا سيظل الوضع كما هو عليه فلا فرق... فماذا ستقول المعارضة حين ذاك " هذا من مخلفات بقايا النظام..!؟ " فالشعب يريد خطوات ملموسة وفعالة وسريعة لحل بعض من مشاكلهم وخاصة في الفترة القصيرة "" توفير الكهرباء الماء المشتقات النفطية معالجة الارتفاع ألسعري توفير الغذاء زيادة وتوفير متطلبات الإنتاج الزراعي ليفي بمتطلبات هذا الشعب فضلا عن الدرجات الوظيفة التي صدرت في بداية الثورة وزيادة الرواتب وصيانة البني التحتية وكل هذا بعد توفير مناخ آمن يشعر الشعب بأنه محمى بسيادة دولة القانون.كما لا ننسى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم وبصحتهم بتعويض أسرهم ورعاية الجرحى أسوة بما فعلت الدول الأخرى في تونس ومصر وليبيا... وحين لا يستطيعون عمل ذلك سيقول لهم الشعب أيضاَ لما قبلتم...؟ بهذه المبادرة المعتمة الملامح وأنصاف الوزارات " عفوا أنصاف الحلول" هل ظننتم أن الساحات خمدت وأن الدماء جفت وأن المدن بنيت وأن المعتقلون تحرروا جميعاً وأن وأن.. أم أن الداعمين للميزانية للحكومة الحالية والدولة المدنية المستقبلية المنشودة ضغطت وكان لها الأثر الأكبر، أم أن ما تحقق هو اكبر مما حلمتم به وانتهت المغامرة، أم أنكم أكثر ولاءَ وبراءَ ووفاءَ لهذا الشعب الذي عاني وعاني الكثير على مدي شهور ويكفى ما حصل له حتى الآن ... إن ما أخشاه حقاً أن تكونوا قد وقعتم في الفخ وعاد صالح ليس بالضرورة بشخصه هو بل بجذوره الممتدة على مدى ثلاثة وثلاثون عاماً وسيكون الملهم لهم، وتصبحون حين ذاك ميتون لأنكم بلا جذور فقد ماتت جذوركم بموت الثورة السلمية على إثر ذلك، فالشاطر من يقيس ألف مرة قبل أن يقطع حتى لا يموت من تبقى من أولئك الثائرون والثائرات الأحرار كمداَ وقهراَ وحسرةَ.. وأخيرا أدعوا كل الشباب الثائرون أحراراَ وحرائر إلى استمرار إيقاد شعلة الثورة في قلوبكم في حماسكم في فكركم وتحركاتكم بعزيمة وسلمية فكرية حراكية وحدوية نبيلة إسلامية معتدلة حتى تحقق أهدافكم كاملة وإلى أخذ الحيطة والحذر من هذه المشاريع حتى تتضح الرؤية كواقع ملموس وعدم الانجرار وراء شعارات الثعالب التي تزعم بالسلم التي ظلت على مدي عقود ترددها فلم تنتهي الذئاب بعد والوادي مازال ملئ بها فالنصف ظاهر وما خفي كان أعظم فأنتم الأمل والنور لجيلكم والأجيال القادمة من بعدكم وتلافى صعوبات من سبقكم...