جابت مسيرة حاشدة صباح اليوم الأحد مدينة الحديدة رافعة شعارات تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح ومعاونيه المتهمين بالتورط في أعمال قمع وقتل وتحريض ضد المتظاهرين السلميين خلال الفترة الماضية. وندد المتظاهرون بتعيين وزراء في حكومة الوفاق الوطني قالوا انهم متورطين في سفك دماء الثوار بالحديدة وعدد من محافظات اليمن، ومنهم حمود عُباد وزير الأوقاف والإرشاد. واتجهت المسيرة إلى مكتب الأوقاف والإرشاد بالحديدة، حيث أقيمت وقفة احتجاجية أمام المكتب للتعبير عن رفضهم تعيين حمود عباد وزيراً للأوقاف ومطالبين بتقديمه للعدالة. وردد المتظاهرون شعارات منددة بعُباد، معتبرين ذلك استخفافاً بعقول اليمنيين وبدماء الشهداء والجرحى الذي كان لحمود عباد دور كبير في حشد بلاطجة ضدهم، حسب قولهم، كما رددوا هتافات دعت لسحب الحصانة عن رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، الذي قالوا أنه حرض المجاميع المسلحة على قتل المتظاهرين، وطالبوا بمحاكمته على ذلك. وهتفوا «يحيى الراعي يا ويله.. حمود عباد يا ويله» مؤكدين رفضهم لبقاء رموز النظام ومن حرضوا على القتل، في حكومة الوفاق، أو أي حكومات قادمة، وأن الثورة لن تقبل بمثل هذه الشخصيات الملطخة أياديها بدماء شباب اليمن. يشار إلى أنه نشر في وقت سابق مقطع فيديو ظهر خلاله يحيى الراعي وهو يحرض مجاميع قبلية على الاعتداء على المتظاهرين في صنعاء، بينما يُتهم حمود عباد بقيادة أنصار الحزب الحاكم في الحديدة للاعتداء على ساحة التغيير هناك، وهو ما نفته السلطات حينها وقالت إنه لم يكن موجوداً في الحديدة. وحصل «المصدر أونلاين» على صورة تؤكد وجود حمود عباد في مصلى العيد بالحديدة أثناء مهرجان أقامه أنصار صالح بالمحافظة تأييداً له في مارس الماضي وبجانبه عدد من قيادة حزب المؤتمر في المحافظة، قبل دقائق من الاعتداء على ساحة التغيير حيث ساحة الاعتصام المطالبة بإسقاط صالح. وفي اليوم ذاته، اتجهت مسيرة انطلقت من مهرجان الحزب الحاكم باتجاه ساحة التغيير بالحديدة لاقتحامها مما أسفر عن إصابة المئات بالرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع من بينهم نساء، إلا أن محاولتهم فشلت بعد أن تصدى الثوار لهم عند المدخل الشرقي للساحة. وتتهم مصادر المعارضة في الحديدة حمود عباد بلعب دور بارز في حشد من يسمون ب«البلاطجة» الموالين للحزب الحاكم للاعتداء على المسيرات السلمية، كما تقول إنه تردد على محافظة الحديدة منذ اندلاع الثورة بشكل متواصل. وتقول إنه ظل يمارس ضغوطات على محافظ الحديدة السابق أحمد سالم جبلي لإخراج مسيرة تأييداً لصالح، إلا أن المحافظ الجبلي رفض ذلك تحسباً لحدوث أي اشتباكات بين المؤيدين لصالح وشباب الثورة، وأتهم الجبلي حمود عباد بسعيه وراء زرع الفتنة بالمحافظة أثناء مشادات كلامية حدثت بينهما في مبنى المحافظة. طبقاً لمصادر محلية، ولم تمض بعد ذلك سوى أيام حتى أصدر صالح قرار بإقالة الجبلي وتعيين أكرم عطية محافظاً للحديدة بدلاً عنه. وكانت أول مهمة قام بها عطية هي استجابته لطلب حمود عباد وإقامة مهرجان لأنصار صالح في مصلى العيد أتجه بعدها المئات من المسلحين المدنيين بمسيرة باتجاه ساحة التغيير في محاولة لاقتحامها إلا أنها فشلت، ويطلق ثوار الحديدة على ذلك اليوم «الأربعاء الدامي». من جانبه، قال مصدر قانوني بساحة الحديدة أن شباب الثورة يملكون ما يدين ويثبت تورط عباد بالتحريض والتمويل للبلاطجة لتنفيذ جرائم قتل واعتداء بحق الشباب المعتصمين بساحة حديقة الشعب. وأضاف المصدر أن شباب الحديدة وثوارها «لن يتنازلوا عن دماء وأرواح رفاقهم الذين سقطوا خلال اعتداءات البلاطجة والمسلحين على الساحة وسيقاضون كل المتورطين أيا كانت مناصبهم أو مراتبهم»، مؤكدين ان هذه الجرائم «لا تسقط بالتقادم». ودعا المصدر شباب الثورة في كافة ساحات اليمن «للمشاركة في الضغط على حكومة باسندوة لتسليم الوزير عباد للقضاء لينال جزاءه الرادع جراء ما اقترفه بحق المعتصمين سلميا بساحة حديقة الشعب بمحافظة الحديدة».