يجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة لمناقشة التقرير المقدم من رئيس بعثة المراقبين العرب عن عمل البعثة في سوريا، وبحث اقتراح طلب معاونة دولية لعمل بعثة المراقبة. وقد تقدمت قطر باقتراح بحث طلب الجامعة معاونة الأممالمتحدة في القيام بمهام المراقبة في سوريا بعد استمرار العنف في سوريا رغم وجود بعثة المراقبين. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر بجامعة الدول العربية قولها إن الاقتراح الذي تقدمت به قطر يتضمن دعوة فنيين من الاممالمتحدة وخبراء في مجال حقوق الانسان لمساعدة المراقبين العرب في تقييم ما اذا كانت سوريا تفي بتعهدها بوقف الحملة. و يبحث الوزراء العرب في كيفية تمكين المراقبين من التحرك بشكل أكثر استقلالا وحرية في سوريا. انتقادات وتعرضت مهمة المراقبين الذين لم يكتمل عددهم بعد إلى انتقادات شديدة خلال الأسبوع الجاري، بيد أن مصادر الجامعة العربية ترجح قيام وزراء الخارجية العربية بالتأكيد على دعمهم للمراقبين، على الرغم من الاتهامات التي توجهها المعارضة السورية لمهمة المراقبين بأنها غير فعالة لا تهدف الا لمنح الرئيس بشار الاسد مزيدا من الوقت لمواصلة قمعهم. "ان سحب المراقبين من سوريا ليس مطروحا على جدول الاعمال وانهم سيواصلون عملهم وفقا للبروتوكولات المتفق عليها مع الحكومة السورية"
ونقلت الوكالة ذاتها عن عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات المراقبة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة قوله عشية الاجتماع إن سحب المراقبين من سوريا ليس مطروحا على جدول الاعمال وانهم سيواصلون عملهم وفقا للبروتوكولات المتفق عليها مع الحكومة السورية، مضيفا ان عشرة مراقبين اردنيين وصلوا الى دمشق يوم السبت ليرتفع عدد المراقبين الى 153 مراقبا. وكان قائد ما يسمى ب"الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد قد طالب الجامعة العربية باعلان فشلها في سوريا مشددا على ضرورة احالة الملف السوري الى الاممالمتحدة. من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة ان بعثة مراقبي الجامعة العربية ليست قادرة على اداء عملها بشكل صحيح". قتلى وجرحى على الصعيد الميداني فقد أوردت مصادر حقوقية مقتل أحد عشر جنديا في اشتباكات وقعت في الساعات الأولى من صباح اليوم بين الجيش السوري ومجموعات من الجنود الذي فروا من الخدمة، وذلك في منطقة درعا، مخلفة ايضا نحو عشرين مصابا. أما حصيلة يوم السبت فبلغت 27 قتيلا على الأقل في اشتباكات جرت في جميع أنحاء البلاد وفقا لمصادر في المعارضة. فقد قتل 8 أشخاص في مدينة حمص و13 في مدينة إدلب، و5 في ضواحي العاصمة دمشق وآخر في مدينة حماة، حسبما أعلنت اللجان التنسيقية المحلية. كما أعلنت المعارضة مقتل 35 شخصا الجمعة في الاحتجاجات التي أصبحت روتينية عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة. ولا يمكن التحقق من أي من الرقمين. وجاءت اشتباكات السبت فيما شارك الآلاف في دمشق في جنازة رسمية لتشييع ضحايا الانفجار الذي وقع الجمعة في حي الميدان بدمشق وأدى إلى مقتل 26 شخصا، وذلك قبل يوم واحد من اجتماع اللجنة الوزارية العربية الأحد لمناقشة تقرير بعثة المراقبين العرب. وشيعت الجنازات من مسجد وسط الحي الذي يعتبر عادة بؤرة للاحتجاجات ضد الحكومة. وكان واضحا أن جهات حكومية هي التي نظمت الجنازة الرسمية حيث حمل العديد من المشاركين صور الرئيس بشار الأسد والأعلام السورية. وردد المشاركون هتافات كان من بينها الدعوة لتطبيق قانون الطوارئ الذي كان ايقاف العمل به أحد أبرز مطالب حركة الاحتجاج ضد الحكومة السورية عندما بدأت في شهر مارس/ آذار الماضي. وأمكن سماع شعارات مؤيدة للحكومة مثل "الشعب يريد بشار الأسد"، و"واحد واحد واحد الشعب السوري واحد". وكانت جماعات سورية معارضة قد اتهمت الحكومة بالوقوف خلف التفجير من اجل تشويه القوى المناوئة للنظام والتأثير على مراقبي جامعة الدول العربية الذين يقيمون فاعلية مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة. وقال ناشطون إن النظام يواصل قمع المعارضة رغم وجود المراقبين، حيث قتل العشرات منذ مجيئهم الى سوريا في الاسبوع الماضي. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من خمسة آلاف مدني قتلوا منذ انطلاق الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد قبل اكثر من عشرة شهور.