الكل يجمع أن اليمن تمر بمرحلة شديدة الحساسية وأن الأربعين يوماً القادمة ستحدد مستقبل اليمن وحاضره. كما أن ما يقوم به القائم بأعمال رئيس الجمهوريه عبد ربه منصور هادي سيكون له تداعيات كبيرة، إذ إنه إما سيؤسس ليمن ديمقراطي مستقر يخرج من حالة الركود والتدهور، أو أنه سيعيد الحال إلى ما كان عليه خلال الأشهر السابقة وربما أسوأ. لذلك فإن المهمة الملقاة على عاتقه ليست سهلة بأي حال من الأحوال. ونحن على يقين أنه كان يعي ذلك تماماً عندما قبل بهذه المهمة التي لا يحسده عليها أحد. لكن بالمقابل فإننا ندرك أيضاً أنه لا يمكن لهادي أن يقوم بما هو مطلوب منه منفرداً، ولا يمكن أن يقوم بمواجهة علي عبدالله صالح وأعوانه من غير دعم وتعاون الشرفاء في داخل المؤتمر الشعبي العام وخارجه. نعم لايزال هناك شرفاء داخل المؤتمر الشعبي العام وهم بالتحديد من أعني هنا بالسؤال الموضوع في عنوان هذه المقالة: هل اليمن أولاً أم علي عبدالله صالح؟ هناك كثير من قيادات وقواعد المؤتمر الذين يريدون نهاية لهذه الأوضاع الصعبة، وهم مستعدون أن يقفوا على الجانب الصحيح من التأريخ، ذلك الجانب الذي يختلف كلياً عن الجانب الذي يقف عليه علي صالح وأعوانه والذين يريدون عرقلة التقدم والعودة إلى مربع الصفر. إذا تمكن السياسيون عموماً و رموز المؤتمر خصوصاً خلال الأيام المقبلة السابقة للانتخابات التوافقية من إفشال محاولات علي صالح في تفجير الوضع مجدداً، فإن الفترة التي ستلي الانتخابات ستكون أسهل بكثير. لا أدعي أن المشاكل ستنتهي فجأة بعد الحادي والعشرين من فبراير ولكن سيكون بمقدور الأحزاب العمل جنباً إلى جنب مع هادي لإصلاح الوضع السياسي والتركيز على بناء اليمن. كما أن المجتمع الدولي سيتمكن من التعامل مع الرئيس الجديد هادي بصفته الممثل الشرعي والوحيد لليمن، ولن يكون بمقدور علي صالح وأولاده فعل أي شيء لإيقاف عجلة التقدم والديمقراطية في البلاد. أقول لرموز المؤتمر: لقد حان الوقت أن تضطلعوا بدوركم وأن تتحملوا مسؤولياتكم في هذا الظرف الحرج. لقد أصبح لزاماً عليكم أن تضعوا أيديكم بيد السيد عبد ربه منصور هادي، وأن تقفوا الموقف الرجولي الذي سيذكره لكم التأريخ والشعب اليمني بأكمله. أربعون يوماً أو أقل هي كل ما يفصلنا عن تحديد مصير اليمن، لذلك فإن الوقت لا يحتمل أي مراوغات أو مجاملات، وكما قال أحد وزراء مؤتمركم الشعبي يجب علينا أن نتعامل مع الواقع بأن صالح لم يعد رئيساً. بالفعل لقد أصبح صالح عبئاً كبيراً على اليمن عموماً وعلى المؤتمر الشعبي على وجه التحديد. لذلك فإن موقفكم في هذه الفترة سوف يحدد مستقبلكم السياسي ومستقبل حزبكم الذي أرهقه تعنت علي صالح وأولاده والذي قد ينتهي الحال به إلى مصير الحزب الوطني في مصر، إذا ما استمر علي صالح في محاولة عرقلة الحل السياسي وفشلتم أنتم في إيقافه. أعتقد أن عبد ربه منصور هادي يدرك ذلك تماماً ولكن لن يكون بإمكانه فعل شيء ما لم يتكاتف معه من تبقى من الشرفاء والصامتون داخل المؤتمر. أخيراً فإن التصريحات المساندة للحل السياسي التي يقوم بها بعض رموز المؤتمر خلف الكاميرا وبعيداً عن الأضواء أمر طيب ولكن ينبغي أن يخرجوا للعلن ويعلنوا مساندتهم لعبد ربه منصور وللشعب في مواجهة تعنت علي صالح وأعوانه الذين لا يهمهم مستقبل اليمن أو الحزب، فلسان حالهم: عليّ وعلى أعدائي. المصدر أونلاين