شهدت مديرية كُشر بمحافظة حجة شمال اليمن هدوءاً نسبياً في القتال بين قبائل المنطقة ومقاتلين حوثيين بعد مقتل وجرح العشرات من الطرفين منذ مطلع الأسبوع الجاري. وبدأت المعارك حين هاجم المسلحون الحوثيون منطقة «عاهم» في محاولة للسيطرة عليها بعد هدنة قصيرة، بحسب مصادر محلية. وتقول مصادر القبائل إن المهاجمين لا ينتمون إلى منطقتهم وان تلك الهجمات تأتي في ظل «مخطط توسعي» لجماعة الحوثيين التي تسيطر على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات أخرى. لكن المتحدث باسم الحوثي ينفي ذلك، ويصف المسلحين القبليين ب«المرتزقة» وقال إن «المال السعودي والتمر والحليب والذخائر» أغراهم لقتال الحوثيين، مضيفاً أن القبائل «هربوا من عاهم». وسيطر الحوثيون خلال هجومهم على قرية ومبنى المعهد المهني، لكن القبائل يقولون إنهم تمكنوا من إخراجهم. وقال علي زاهر وهو طبيب في مديرية كشر ل«المصدر أونلاين» إن شخصاً أصيب أمس الثلاثاء بانفجار لغم أرضي في المعهد المهني زرعه الحوثيون، كما توفي آخر متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق. إلى ذلك، قال الشيخ زيد عرجاش المتحدث باسم قبائل حجور إن جماعة الحوثيين تريد «التوسع والسيطرة على مناطق عاهم»، مضيفاً انهم يفرضون حصاراً على مناطق القبائل ويمنعون دخول الأغذية والأدوية أو إسعاف الجرحى. وأضاف ل«المصدر أونلاين» ان «ميليشيات الحركة الحوثية لم يلتزموا بأي اتفاق» سابق مع القبائل، وان الحوثي يعتبر اتفاقات الهدنة «ضمن المنظومة الحربية التكتيكية» ولا يلتزم بها. وقال الشيخ عرجاش وهو أمين سر التنظيم الناصري في محافظة حجة «حاولنا إيجاد صلح في المعارك السابقة لكنهم (الحوثيين) نقضوا الصلح واستهدفوا شخصيات بعمليات اغتيال مما أدى إلى تجدد الحرب». وتابع «كلما عملنا هدنة لم يكونوا يلتزموا بها.. مسألة خداع فقط»، لكنه شدد على أنهم ما يزالون يبحثون عن صلح يوقف نزيف الدم. وقال موقع الحوثيين على الإنترنت إن مناوئيهم «لا يفهمون لغة التصالح والتسامح ويصدقون ما يقال في بعض وسائل الإعلام من استعراضات خيالية وقصص وهمية وأعداد رقمية عن قتلى الحوثيين في المنطقة». لكن زيد عرجاش قال إن قبائل المنطقة يدافعون «باستماتة» على مناطقهم، مضيفاً ان قتلى الحوثيين بالعشرات وان الجثث ملقاة على الجبال، لكن الحوثيين يحاولون إخفاء الرقم الحقيقي لقتلاهم. وأشار إلى «عدم التكافؤ في قوة السلاح»، مضيفاً ان مسلحي القبائل لا يمتلكون سوى أسلحة خفيفية كالكلاشنكوف، بينما يمتلك الحوثيون أسلحة ثقيلة كقذائف الهاون والصواريخ محمولة الكتف والعربات والدبابات. وتابع عرجاش القول «يستغل الحوثيون الأطفال ويدفعوا بأعداد منهم، أعمارهم حوالي 13 سنة، في مقدمة صفوف المهاجمين». ودعا المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام إلى الالتفات للمأساة الإنسانية في المنطقة، وقال إن نحو خمسة آلاف أسرة نزحت من مناطقها في ظروف إنسانية سيئة.
الصورة لمسلح من جماعة الحوثي في صعدة يوم 3 فبراير (رويترز خالد عبدالله).