ظلَّت سقطرى تتبع من محافظه الى محافظة، وظلَّ السقطريون يعانون من ذالك الكابوس المروع الذي يلاحقهم منذ فتره طويلة حتى سئم الشعب السقطري بأكمله من ذلك الكابوس المؤلم وكأنه الجبروت الحكم المطلق عليهم. رفقاً بسقطرى أيها المثقفون، والقادة، والعقلاء، والمفكرون، فأني لكم ناصح أمين. هل تمعنتم بجمال سقطرى، وبسمائها الصافية، ومناخها الجميل، وخضرة أشجارها اليانعة، وترابها الطاهر، وتدرّجات مياءها الهادئة..؟ أم هل تناسيتم هوائها النقي، وطيورها النادرة، أم تجاهلتم لغتهم العظيمة وعاداتهم وتقاليدهم الجميلة. اذاً أعطوا لسقطرى منصباً يليق بها ويثلج قلوب أهلها فهي لؤلؤةً وكنز ثمين، فهل يعقل ان تتركوا سقطرى بهذه العزلة وبهذه الحالة التي رأينها منذ زمن طويل ولم تهتموا بها، ولم تعطوا لها منصباً يليق بها إكراماً وتقديراً لِمَا تحمله تلك الجزيرة من معجزات جمة. أفيقوا أيها المثقفون، والقادة، والعقلاء، والمفكرون، وانفضوا غبار النسيان.. أم انَّ سقطرى لاتساوي جزيرة لوفيتين النرويجية التي ذاع صيتها، لكن حينما نقارن تلك الجزيرة وغيرها من الجزر سنرى أنَّ سقطرى تحمل معجزات جمة لكن لم تحظى باهتمام لكي يشاع صيتها بين الأمم.. لهذا أريد أن أسأل كل مفكر ومثقف: ألا تستحق سقطرى جزيرة الأحلام أن يكون لها صلاحيات كأن تكون محافظة وغيرها من الصلاحيات التي تبشر بالخير لكل سقطري بدلاً ان يعاني الإنسان السقطري مشقة السفر إلى إحدى المحافظات لأجل غرض ما..؟! فنجد الطالب السقطري لكي يكمل دراسته لابد ان يسافر إلى إحدى المحافظات لكي يكمل تعليمه الجامعي وان لم يستطيع فمستقبله سيضيع وحينها يتذكر أبو الطيب المتنبي حينما قال «تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن» وهكذا أيضاً من كان مريضاً فلابد ان يسافر لأجل ان يعالج حتى أصبح عنواناً للإنسان السقطري السفر. هنا دعوني أقول عذراً ياسقطرى بما فعل بأهلك الأبرياء!! عذراً ياسقطرى بهذا الجمال والمعجزات التي تحمليها لشعبك لم تحظى بأي اهتمام!! مهلاً ايها الشاطئ المعظم البرازيلي كوبا كاوبان فسيأتي يوماً وستتذكر انَّ زميلك الشاطئ السقطري سوف يذاع صيته وما عليك حينها سوى ان تتذكر مقولة الفيلسوف اليوناني سقراط حينما قال «اعرف نفسك بنفسك»..