هاجم مساعد قائد الحرس الجمهوري، الفرقة الأولى مدرع ومنتسبي القوات الجوية، وقال إن مطالب إخراج القوات العسكرية من المدن «مطلب عدائي» مشدداً على أن العميد أحمد علي عبدالله صالح باقٍ في منصبه ومحذراً من طلب إقالته. وقال المقدم الركن عبدالحكيم الصفواني مساعد قائد الحرس الجمهوري لشئون التوجيه المعنوي والسياسي في حوار نشرته صحيفة الميثاق الناطق باسم حزب المؤتمر، إن الفرقة الأولى مدرع ليس جيشاً نظامياً، وإنما «تجميع شعبي من المواطنين والغوغائيين والمتطرفين، وعبارة عن مظلة للمرتزقة والمخربين وقطاع الطرق وبعض أفراد الساحات». وفيما يخص الاعتصام الذي أقامه ضباط وجنود القوات الجوية المطالبين بإقالة اللواء محمد صالح الأحمر الأخ الغير الشقيق للرئيس صالح أمام منزل هادي، قال الصفواني إن قيادة الحرس الجمهوري «مطلعة على ما يجري هناك»، وان المشاركين فيه «عبارة عن لفيف من المتقاعدين والعاطلين والمفصولين بجرائم ومن عليهم مشاكل وقضايا». واصفاً تحركاتهم بأنها "قلة أدب". وأضاف «لقد استطاعوا أن يلملموهم من البيوت وكذلك المستجدين المغرر بهم الذين لا يجيدون حتى ارتداء البدلة العسكرية من المعهد الفني وعناصر لا علاقة لهم بالدفاع الجوي دفعوا بهم إلى أمام بيت النائب»، واصفاً ما يحدث ب«قلة أدب وإساءة لرمز من رموز النضال الاكتوبري السبتمبري، قامة وطنية باسقة".
وامتدح الصفواني قائد الحرس العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس المنتهية ولايته، وقال إنه «رجل يكره الوساطة والمحسوبية والمناطقية».
ووصف انتقاد الحرس الجمهوري وقائده ب" الحملة الحاقدة المريضة"، وقال "إنهم أعداء الأمن والاستقرار". " كانوا يزايدون بالأمس أنهم يريدون نظاماً وأنهم اختلفوا مع فخامة الرئيس على ذلك وعندما وجدوا العميد أحمد علي نظامياً وقانونياً ومؤسسياً من الطراز الفريد جن جنونهم وادركوا أنهم متورطون وسيصطدمون مع توجهاته فشنوا عليه حملة وقالوا بأنه متشدد وسيطيح بمصالحهم لذا يسعون للتخلص منه كما تخلصوا من الأول. وهم يشنون حملة ضده لأنهم يدركون أن الشعب يكن له الاحترام والتقدير كونه رجل قانون ونظام واستطاع في فترة وجيزة أن يكون جيشاً يفاخر به اليمن. واستطرد: لقد جسد قائد الحرس والقوات الخاصة القدوة الحسنة في الثواب والعقاب بيننا، فنحن نمارس مهامنا العسكرية والتدريبية والأمنية بقناعة لأننا نراها في قيادتنا فتنعكس علينا سلوكاً وممارسة.. لذا لا نأبه للشائعات ولا نعير اهتمامنا للحملات الإعلامية لأننا نعلم أن العمل العسكري كله تنبوءات وفرضيات فلا مكتب من مكاتب قيادة الحرس والقوات الخاصة إلاّ ونجد فيه مبدأ التنبؤ والفرضيات لذا نحن نتوقع ماهو أبلغ وماهو أكبر. وأضاف: نحن جاهزون ولدينا الامكانية النارية والتدريبية والوطنية لاستيعاب أية حاجة ومواجهة أي شيء لكن عبر الأطر الرسمية لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة.
واعترف الصفواني بمشاركة قوات من الحرس الجمهوري في المعارك مع أنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر في منطقة الحصبة بالعاصمة صنعاء، قائلاً إن اللواء الثاني مشاه جبلي ومدرسة الحرس الجمهوري شاركت في القتال، لكنه نفى مشاركة قوات خاصة. وقال إن 700 من جنود الحرس الجمهوري قتلوا، فيما أصيب أكثر من 2200 جندي، وما يزيد عن 40 قتيلاً ممن وصفهم ب«المدنيين المتعاونين». ورداً على سؤال حول اتهام الحرس الجمهوري بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة، قال «الحرس جيش جرار لديه إمكانية أن يؤمن كل شبر من أرض الوطن لكنه يتقيد بالأوامر والتوجيهات»، مضيفاً بالقول: «أبين على سبيل المثال لم تسقط وصرح بذلك وزير الدفاع في اللقاء التشاوري للتوجيه المعنوي والأمني- ولولا الحرس الجمهوري والقوات المسلحة لسقطت أبين ومن يقول غير ذلك فهو مفترٍ». وسيطرت جماعة مسلحة تطلق على نفسها «أنصار الشريعة» وهي أحد أذرع تنظيم القاعدة في مايو الماضي على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين إضافة إلى مدن أخرى في أبين. بينما عجز الجيش عن استعادة تلك الأراضي.
وحول مقترح اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة بإخراج القوات العسكرية إلى أماكن تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة، سخر الصفواني من ذلك، قائلاً «نخرج ليش، الحرس الجمهوري من أبناء الشعب، ولا اعتقد أن يمنياً خالصاً يطلب مثل هذا الطلب العدائى، ونؤكد بأن الحرس الجمهوري والقوات الخاصة سيبقى في مكانه وتحت قيادة قائده العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح يلبس إهاب الوطنية الخلاقة ويضرب بيد من حديد على رؤوس البغاة والمرجفين والمخربين أينما كانوا، والحرس لا يحتكم سوى لإرادة الشعب وليس لمطالب مرضى النفوس». وعن الاستعدادات الواسعة لقيام عرض عسكري لجنود من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة انضموا إلى الثورة، نفى مساعد قائد الحرس أن يكون هناك جنود انضموا إلى الفرقة، مضيفاً «من ترونهم مع المنشقين مجموعة من المتقاعدين القدامى أو من وقعت عليهم إجراءات العقوبة بالفصل أو بتهمة الجرائم أو الإخلال بالواجبات والمهام أو سرقة الأسلحة والذخائر، وهم قلة قليلة من المغرر بهم من منتسبي الحرس ممن هم مؤطرون حزبياً ضمن خصوم الحرس الذين كانوا مهيئين للقيام بالتفخيخ داخل الحرس».
قلل الصفواني من قدرة اللجنة العسكرية التي يرأسها القائم بمهام الرئيس عبدربه منصور هادي على رفع المظاهر المسلحة من عواصم المحافظات قبل إجراء الانتخابات في 21 فبراير المقبل، وقال «لا أتوقع أنها قادرة على ذلك» وبشأن إعادة هيكلة الجيش اعتبر ان ذلك يعني «إعادة تمركز وتسليح وتنظيم الوحدات في مناطق معينة وفقاً للتهديدات المستقبلية وطبيعة المهام»، وقال إن «تشتيت» الحرس الجمهوري وتوزيعه «فهم خاطئ وأضغاث أحلام»، لأن الحرس «مكسب للوطن وللجمهورية والوحدة والديمقراطية (...) وللأمة العربية والإسلامية». واختتم الحوار بالتحذير من طرح مطلب إقالة العميد أحمد علي من قيادة الحرس الجمهوري قائلاً ان «العميد أحمد علي سيظل قائداً للحرس الجمهوري يسخر كل جهوده لخدمة هذا الوطن.. ونحذر المتآمرين الاقتراب من هذه المواضيع».