لا يزال سكان معظم المناطق في العاصمة صنعاء يشكون من تكدس القمامة في الشوارع والأحياء السكنية، في الوقت الذي أعلنت مصادر حكومية قبل أسبوعين استئناف عمال النظافة عملهم بعد إضراب دام أسابيع. وتبدو صنعاء كما كانت لم تتغير منذ شهر، النفايات تتكدس بشكل كبير في الشوارع، والحرائق تلتهم معظمها بعد أن عجز الناس عن وضع حلول لتراكمها، فيما الروائح الكريهة تعم الأحياء والشوارع العامة. مواطنون يبدو على وجوههم الغضب من اختلاط حياتهم برائحة بقايا مخلفاتهم، وعمال نظافة لا حول لهم ولا قوة يبحثون عن زيادة في أجورهم، ومسؤولون حكوميون يتحدثون عن عودة العمال لرفع القمامة بعد أن وافقوا على منح مكافآت للعاملين لو عادوا إلى عملهم. في مناطق شعوب ومعين (الأولى والثانية)، وكذا الحصبة والثورة والوحدة، لم يعد العمال بعد للعمل، احتجاجاً على عدم منحهم المكافآت أسوة بأقرانهم من عمال النظافة في مناطق السبعين وحدة. عامل النظافة علي حسين قال ل«المصدر أونلاين» إن إدارة مشروع النظافة في العاصمة تتعامل مع العمال بحسب المناطق، وقامت بصرف مكافآت للذين يعملون في المناطق التي يقطنها رجال الأعمال والمسؤولون في حدة والسبعين وما جاورها، فيما تم استثناء المناطق الأخرى. ويضيف «وعدونا بمكافأة نصف مرتب، وكذا تثبيت أسمائنا في الخدمة المدنية ابتداءً من شهر مارس، لكننا لم نجد شيئاً حتى اللحظة، ولن نعود إلى عملنا حتى تتحقق مطالبنا»، وأستنكر ما أسماه ب «التمييز بين العمال بحسب المناطق السكنية». لكن نائب مدير مشروع النظافة في العاصمة صنعاء جمال جحيش نفى أن تكون إدارة النظافة تتعامل بتمييز بين الموظفين، مشيراً إلى أن إدارته تعاني من ضعف في الإمكانات المالية المخصصة لقطاع النظافة. وأشار جحيش إلى أن إدارة النظافة استكملت أمس الاثنين تسليم المخصصات المالية لجميع المناطق بما فيها التي لم يُستأنف العمل فيها، مضيفاً «توجيهات عليا قضت بتسليم مستحقات العمال، وقد قمنا بتسليمها من خارج الميزانية المخصصة». وأوضح جحيش أن كمية النفايات المتكدسة في العاصمة تزيد عن 11 ألف طن، وأن تلك الكمية تحتاج إلى فترة كبيرة من الزمن للتخلص منها. مشيراً إلى ان السيارات التي تتبع صندوق النظافة قليلة. وأضاف «استأنفنا العمل في الشوارع الرئيسية العامة والمناطق الحساسة والتي تشهدا ازدحاماً سكانياً، بعدها سنتوجه إلى المناطق الفرعية والحارات وقد تم حصر جميع مناطق العاصمة التي سيتم العمل فيها». ويشكوا عمال في قطاع النظافة من استقطاعات مالية ونهب مستحقاتهم، ما دفعهم للتوقف عن العمل واستئناف إضراب تسبب في تكدس القمامة في الشوارع والأحياء، وانتشار الروائح الكريهة، في وقت تجاهلت الحكومة مطالبهم. مجاهد اليوسفي (سائق سيارة نظافة) يقول ل«المصدر أونلاين» إن سيارته موديل 2010، توقفت عن العمل قبل أيام، وأنه طلب من إدارة قطاع النظافة إصلاحها، لكنهم رفضوا. «طلبت إصلاحها فقالوا لي صلحها من جيبك، وهناك أكثر من 120 سيارة متوقفة عن العمل بسبب تجاهل إدارة المشروع بإصلاحها، ويطلبون منا أن نصلحها بأنفسنا، وكأنها ملك لنا»، مشيراً إلى أن مرتبه 25 ألف ريال لا يستلمه كاملاً، ويتم استقطاع مبلغ منه. فيما يهاجم عبدالرحمن الأغبوري الموظف في إدارة العمليات، وكيل قطاع النظافة بأمانة العاصمة عبدالوهاب صبرة: «هؤلاء هم السرق الذين نهبوا أموالنا، ويستقطعوا من مرتباتنا، وفي نهاية المطاف يحملوننا كل شيء، حتى ان تلفونات العمليات الذي يتم التواصل مع العمال ومدراء المناطق عبرهن لا يقومون بتسديدهن واليوم فقط سددوا لنا تلفون واحد». وأشار إلى أن مهندسي قطاع النظافة مضربون على العمل، الأمر الذي تسبب بتوقف ما يزيد عن 100 سيارة، لرفض المهندسين استئناف عملهم إلا بعد تسليم مستحقاتهم. وفي الغرفة التي تدار فيها عمليات النظافة وتلقى اتصالات الشكاوي، والتي كانت آخرها من امرأة تشكو قيام عمال النظافة رفع نصف القمامة القريبة من منزلها، وتركوا الباقي، تجد صورة الرئيس هادي بالقرب من الأغبوري الذي يحلم بأن يبدأ اليمن الجديد الذي يضع حداً لأزمات النظام السابق.