ناقشت قيادة نقابة الصحافيين اليمنيين وهيئة تحرير المصدر مع وزير العدل اليوم د. شائف الأغبري الحكم الصادر ضد الزميلين منير الماوري وسمير جبران، بالإضافة إلى استدعاء الصحفيين من المحافظات للتحقيق معهم في نيابة الصحافة والمطبوعات ومحاكمتهم أمام محكمة الصحافة في العاصمة صنعاء. وخلال اللقاء أبدى الزميلين سعيد ثابت سعيد وكيل أول نقابة الصحافيين، ومروان دماج أمين عام النقابة أسفهما واستنكارهما للحكم الذي أصدرته محكمة الصحافة بحق الزملاء في المصدر، واعتبر دماج أن الحكم يضر بحرية التعبير وبدا من منطوقه أن له أبعاد تتجاوز البعد القانوني للقضية، واصفاً إياه بأنه سياسي، في حين أكد ثابت أن الحكم كان قاسياً ولم يكن بحجم الجرم الذي اتهم به الزملاء. وشددت قيادة النقابة على ضرورة إيقاف تنفيذ الحكم حتى تبت محكمة الاستئناف فيه، وكي يتسنى إصدار الصحيفة، واستغرب ثابت صدور قرار بالنفاذ المعجل من محكمة ابتدائية، وقال: ماذا لو تم سجن أي متهم ثم برأته الاستئناف من التهمة وأسقطت عقوبة السجن عنه بأي حق سجن في الفترة ما بين صدور الحكم الابتدائي والاستئنافي. وأكدت النقابة احترامها للقضاء من حيث المبدأ، لكنها اعتبرت الحكم مؤشر مقلق على مستقبل حرية الصحافة، وقال دما ج ان النقابة لن تسكت على أي انتهاكات وستصعد لمواجهة الاستهداف الذي تتعرض له حرية الصحافة هذه الأيام. من جانبه قال وزير العدل د. شائف الأغبري ان محكمة الصحافة مستقلة وأن الحكم الصادر عنها كان بناءً على قناعة القاضي، ولم يكن هناك أي تأثير أو ضغط من قبل أحد، مضيفاً ان الحكم القضائي يظل عنوان للحقيقة ومبدأ يجب أن يحترم بصرف النظر عن وجهات النظر المختلفة حوله. وفي حين أشار إلى أن خطأ أي قاضي أمر وارد، قال ان تدارك ما يعتقد انه معيب لأي حكم قضائي يكون أمام الاستئناف أو المحكمة العليا، لافتاً إلى أهمية التفاهم والتعاون بين الأجهزة القضائية والصحفيين. في سياق متصل أكدت قيادة النقابة خلال اللقاء على أن محكمة الصحافة لا تزال حتى اللحظة محكمة استثنائية غير دستورية باعتبار أنه ليس لها اختصاص مكاني بل تشمل الجمهورية بكاملها وهو ما يتناقض مع القانون ومقتضيات العدالة، مذكرين الوزير بوعوده عندما تم إنشاء المحكمة حيث وعد أن يكون للمحكمة فروع في المحافظات حتى لا يضطر الزملاء المطلوبين للتحقيق والمحاكمة من المحافظات الأخرى للسفر إلى العاصمة. وتعليقاً على هذه النقطة قال وزير العدل ان وزارته ستقوم بتعيين قضاة في المحافظات توكل لهم مهمة قضايا الصحافة، وأنها في انتظار تخرج دفعة جديدة من القضاة. وقد استغرب الزميلان دماج وثابت في تصريحات ل"المصدر أونلاين" مما وصفاه بالفبركة التي تضمنها الخبر المنشور في وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، الذي ذكر فيه على لسانهما أن النقابة لا تعترض على وجود محكمة للصحافة والمطبوعات كونها محكمة متخصصة وليست استثنائية، وأكدا أنها ما تزال حتى الآن استثنائية وليس متخصصة، وذلك حتى يتم إنشاء فروع لها في عواصم المحافظات للنظر في قضايا الصحافة ورفع المشقة عن الصحفيين عند متابعة قضاياهم. حضر اللقاء هيئة تحرير المصدر ممثلة برئيس التحرير ونائب رئيس التحرير ومدير التحرير، بالإضافة إلى مدير عام الإعلام بوزارة العدل خالد الدبيس. من جهة أخرى التقى الزميل سمير جبران رئيس التحرير أمس الثلاثاء بالسفير الأمريكي "ستيفن سيتش" في صنعاء، وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع التي تعيشها حرية الصحافة والتعبير والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن. وأبدى "سيتش" أسفه للحكم الصادر بحق الزميلين الماوري وجبران، وقال ان الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب حرية الصحافة والتعبير، مشيراً إلى أنها ستعمل على تعزيز هذا الجانب. وفي سياق النقاش تطرق جبران إلى الأوضاع التي تعيشها الصحافة اليمنية خلال الشهور الأخيرة، وتحدث عن الحوادث التي تعرضت له الصحافة مؤخراً وأبرزها التوقف القسري لصحيفة الأيام، واختطاف المقالح وعدم الكشف عن مكانه، واعتقال صحافيين ناشطين في الحراك الجنوبي، بالإضافة إلى الحكم الصادر ضد المصدر، فضلاً عن الرقابة المسبقة التي أصبحت تمارس على الصحف في المطابع. واعتبر أن حرية الصحافة تعيش مرحلة مقلقة بات الصحفيون فيها يفقدون مكتسباتهم التي حازوها منذ قيام الوحدة اليمنية، مضيفاً أن من المهم أن يقف الجميع لا سيما الوسط الصحفي بجدية للحيلولة دون استهداف الحريات الصحفية. حضر اللقاء دبرا سميث المحلق الإعلامي والثقافي بالسفارة الامريكية، وواكر موري مساعد الملحق.